دخل العراقي كاظم الشريف الجبوري التاريخ ذات يوم من 2003، بعد اقتحام القوات الأمريكية بغداد زمن غزوها العراق، بعد أن انتشرت صورته في العالم وهو يهوي بطرقة ضخمة على تمثال الرئيس العراقي السابق صدام حسين، مُعلناً سقوط أسطورته وسلطته و"انتقاماً" من سنوات الاضطهاد والاستبداد التي قاساها ودفعت عائلته ثمناً باهضاً لها، ولكنه الآن يلعن اليوم الذي رفع فيه يده على الرئيس السابق وفق حديث أدلى به إلى محطة بي بي سي البريطانية الثلاثاء.
وأوضح الجبوري أنه سارع بالانتقال إلى ميدان الفردوس الذي كان يحتضن أحد أهم التماثيل المقامة لتمجيد الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وبادر بمجرد وصوله بتحطيم "الصنم" في حركة عفوية حسب قوله بسبب القهر والظلم، بعد أن أباد النظام العراقي السابق ما بين 14 و 15 شخصاً من عائلته.
ألم وخزي
وبسؤاله عن شعوره بعد هذه السنوات يقول الجبوري: "اليوم عند مروري بمكان التمثال أشعر بالألم والخزي، وأتساءل لم فعلت ذلك؟"، ويُضيف الرجل الذي طارت صورته وهو يحطم التمثال إلى كامل بقاع العالم "أتمنى أن أُعيد المعلم كما كان، أن أعيد بناءه، لكني أخشى القتل".
وبالاستفسار عن سبب أمنيته يقول الجبوري: "صحيح أن صدام كان مستبداً دموياً، ولكن بعد رحيله ابتلينا بألف صدام جديد، إلى جانب انتشار الفساد في كل مكان في بلدي العراق، إلى جانب الحرب والقتل والخطف، كان صدام يقتل الناس، ولكنه لم يكن شيئاً مقارنةً مع هذه الحكومة التي تحكمنا اليوم".
الجبوري عند تحطيم قاعدة التمثال في 2003
الصورة التي صنعت شهرة الجبوري في العالم