هؤلاء مشكلتهم انهم لايقرأون او يرون إلَّا ما يتوافق مع توجهاتهم ونهجهم ؛ فلو انهم قرأوا او سمعوا بتصريحات الزُبيدي وقبل ان يكون قائدا للمقاومة الجنوبية ، لما نشروا غبائهم وسخفهم وافترائهم على رجل صدع بوجه المليشيات وتبعيتها لإيران وقبيل انقلابها على الرئاسة والحكومة !! . احفظ للمفترى عليه " عيدروس قاسم عبد العزيز " عدة تصريحات محذرة الحوثيين من تماديها في حربها ومن مغبة توسعها تجاه الجنوب . شخصيا كنت متعاطفا مع مظلمة الحوثيين خلال حروبهم الستة ، ولا اجد حرجا في نصرتي لهذه الجماعة عندما كانت في جبال مران وباقم وحوث ورازح وساقين بمحافظة صعدة .. علي البيض وباعوم وقناة " عدن لايف " ، بل واغلب الجنوبيين لا يرون حرجا في تعاطفهم وتقاربهم السياسي مع الحوثيين وحزب الله وحتى ايران ، وفي وقت عصيب وحرج اوصدت فيه اذان وابواب ساسة العالم حيال معاناة الجنوبيين . كان على اصحاب المنشور فهم وادراك حقيقة ان السياسية ليست دينا وايديولوجيا وقرانا وصلاة وصيام ، وانما هي وسيلة هدفها تحقيق مصالح الناس ، وهي – ايضا - خيارات متاحة وممكنة بيد الساسة الشطار وليس الاغبياء العاجزين عن الفهم والاستيعاب لحقيقة ان الاسلام دينا وشريعة جوهرها مصالح الناس ، فلا يوجد تعارض بين ان يكون الانسان مسلما وبين ان يكون سياسيا يمثل ارادة شعبه ، بين ان تكون قبلة السياسي اليوم روسيا او الصين او ايران وبين ان يولي وجهه غدا ناحية واشنطن او فرنسا او تركيا . كذلك هو الدين الذي لن يكون يوما سياسة وايديولوجيا مثلما يراد اعتسافه وتطويعه من جماعات اصولية اثبتت التجربة والممارسة بكارثية وفظاعة هذا المنطق . فهذا المنطق وإذا ما جاريناه وبعد كل هذه الماسي والكوارث فإننا لا نختلف هنا عن الجماعة الحوثية ذاتها ، وعن ملالي الدولة الدينية في ايران الذين استحوذتهم فكرة الولاية المنزهة المنزلة من السماء ، ولاية الامام المعصوم من الاخطاء ، الناطق فقط بالحق وطاعته واجبه ولا جدال فيها او انتخابات او نقد او تبديل .. وعودة لموضوع المنشور ، ارى فيه استخفافا في عقولنا وتشويها بنا كأناس ندعي بانتمائنا للحضارة الانسانية ، كما وننشد دولة مؤسسية مدنية غايتها تحقيق العدل والمساواة بين مواطنيها وفي كافة مناحي الحياة الاقتصادية والحقوقية والسياسية والوظيفية والمعيشية . لماذا ؟ وكيف تحتقرنا وتستخف بنا ؟ الاجابة : لأنها اشغلتنا وقتا ، واخذت لها حيزا لا تستحقه من الردود ، علاوة على ان اصحابها لا يستحقون كل هذا العناء . فلو انهم اجهدوا انفسهم في تتبع عثرات المحافظ الجديد ؛ لكان جهدهم عثر له على صحيفة او موقع لنشره بدلا من اتباع طريقة قديمة ملتوية وعبر بوابات المساجد . نعم ، تقليد عتيق دال على اصحابه ، فاضح لهم ، منتهك لأبسط قواعد واعراف النشر الصحافية الحديثة . في هكذا حالة لا فرق بين منشور هؤلاء وبين منشورات الجماعات المتطرفة الضالة مثل " القاعدة " واخواتها " داعش "و" فاحش " و " عاهر " فكل هذه المسميات تتفاقس وتتكاثر وتنتشر حيث يفترض انه مكانا للعبادة والتقوى والرحمة والمغفرة والموعظة الحسنة ، لا مكانا للدجل والقتل والخوف والكذب وتسويق الفرية . لاحظوا انني لم احدثكم عن شهرين كاملين عشتهما مع ابطال المقاومة في جبهة العرشي ، غربي مدينة الضالع ، ولا عن علاقتي كصحافي عاش وجايل القائد عيدروس ورفاقه منذ اول طلقة غادرة فاتكة بأول شهيد " محمد ثابت الزُبيدي " في يونيو 98م وحتى انشاء اول معسكرات للمقاومة سنة 2012م في منطقة زبيد ومن ثم طرد قوات المأفون عفاش والسيد المجنون من الضالع يوم 25 مايو ، لتتوالى بعدها الانتصارات في المسيمير وعقان والعند ولحج وعدن وابين . فخلال هذه السنوات قدر لي معرفة معدن الرجل الحقيقي ، كما وخلال هذه الفترة الزمنية عرفت كم هو الرجل شخصا استثنائيا ؟ وقبل هذا وذاك كم هو المنشور رخيص وكم اصحابه وضيعين ومفترين وجهلة ؟؟.