اتذكر بعد تحرير عدن في شهر اغسطس ???? في لقاء جمعنا بممثلي الهلال الاحمر الاماراتي حدثنا احد الضباط بأن بعد اسبوعين ستسقط صنعاء و ينتهي الانقلاب ..كانوا يضنون ان واقع الجنوب و حماسة الشعب للحرية موجودة في شمال اليمن القبلي .. ولكن كانت الصدمة الحقيقية حين اتضحت الامور و سلمت الجوف سلاحها للحوثين و ابرم سلفيين مأرب اتفاقية مع الحوثيين و انتهى الامر حتى في تعز الى ان يسترزق البعض بأسم المقاومة و انتهى الحال في شمال اليمن بين التمرد و الاسترزاق و كلاهما يستنزفون التحالف مالياً و عسكرياً .
و اليوم يعود التحالف لمربع البداية و يخطط لتحرير صنعاء من الإنقلاب ليضع الدول العربية المتحالفه امام حرج إذا ما تحقق هذا التحرير المنشود ، لا يوجد اي خلل في قوات التحالف ولا تعد قوتها المشكلة ان الخلاف الاساسي هو البيئة التي تتواجد في مدن الشمال و الحكم القبلي و البيئة التي تعتبر التدخل الخليجي عدوان وماخلفه هذا التدخل من تمكين احرار عدن و الجنوب من الجنوب .
اذا ماتقدمت جيوش التحالف برا صوب صنعاء وباقي المدن الشمالية قبل الاتفاق السياسي سيكون مصابهم مماثل لما حدث مع اللواء الجنوبي في عمران عام ????م حين حاصرته الوية شمالية رافضة عودته إلى الجنوب وبدأت الحرب بقتل جنودنا و ضباطنا المندمجين بجيش الوحدة السوداء في تلك الكارثة صمد ابطال اللواء الجنوبي لساعات امام الوية الغدر الشمالية و قاتل حتى الرمق الاخير ولكن كان في ارض غير ارضه و سط شعب لاينتمي له ، حتى النساء الشماليات من علو الجبال شاركن في قنص من بقى على قيد الحياة من ابنائنا المغدور بهم وغيرها الكثير من الاحداث التي علمت الجنوبيون حقيقة اهل الشمال .
الان بعد كل الاحداث التي شاهدها التحالف من غدر و خيانات في مأرب وتعز و الجوف و الولاء المطلق لعفاش في إب و باقي مدن الشمال و الحشود الشعبية التي تتبع اوامر الحوثي و عفاش سيكون قرار النزول البري حاسم بإنتصار احد الطرفين و يبدوا ان الإمارات هي الدولة الخليجية الوحيدة التي سأمت غدر الشماليين فحصرت نشاطها على مدن الجنوب المحررة و حفظت جنودها من اي عمليات عسكرية في شمال اليمن .
يبقى الحال في شمال اليمن كلعبة شطرنج بقوانين خاصة تفرضها قوات التمرد و لا سبيل في ممارسة اللعبة معهم بل الحل الوحيد هو كسر اللعبة و قطع ايادي المتمردين اللاعبين فيها سياسيا أولاً و من ثم عسكرياً وما دون ذلك ستبقى العلاقة بين صنعاء و التحالف ( عشقاً ممنوع ) .