الأمين برس

أعتقد أن أبسط شخص يقرأ سياسة سيعرف أن الدول الكبرى تريد استمرار الحوثي كقوة نفوذ في شمال اليمن بهدف تثيبث وإذكاء الصراع الطائفي وكلما سيطرت المقاومة ارتفعت أصوات تطالب وتضغط بضرورة وقف إطلاق النار وهذا يعني الاستسلام للحوثي كسلطة أمر واقع على أغلب مناطق شمال اليمن .

السعودية تعاني من تآمر دولي بسبب حربها ضد مليشيات الحوثي وتعاني من خذلان وابتزاز من أغلب القوى اليمنية المتسلطة ولم يصدق معها من القوى الداخلية حتى الآن غير المقاومة الجنوبية وسير المعارك في الجبهات يؤكد ذلك .

لا يستطيع أحد أن ينكر مصداقية وإخلاص الجنوبيون في قتالهم مع التحالف العربي ضد مليشيات الحوثي ولا يستطيع أحد أن ينكر أيضا عدالة القضية الجنوبية ولأن خريطة الجنوب تعتبر أهم موقع جغرافي في المنطقة فإن تحرير و استقلال الجنوب أصبح ستراتيجية سعودية وذهاب الجنوب سيشكل ضربة قاتلة .

من أجل الحفاظ على النصر يستوجب على السعودية أن تدعم المجلس الإنتقالي الجنوبي بكل قوة عسكريا وسياسيا ولا يوجد ماتخسره المملكة أن قامت المملكة بذلك لان القوى الشمالية لم تحرر محافظة واحدة حتى الآن رغم الدعم السخي الذي قدم لهم من السعودية في أربع سنوات وفي أكثر من أربعين سنة ماضية .

الشعب الجنوبي قرر مواجهة مليشيات الحوثي والإرهاب بإمكانياته البسيطة قبل أن يتدخل التحالف وانتصر عليهم بعد إسناد ودعم التحالف وقدم التضحيات الجسيمة من أجل استقلال الجنوب وأي حلول أخرى غير واقعية سوف تنصدم بجدار إرادة الشعب الجنوبي والاستفتاء حل سريع ولا داعي لتضييع الوقت .

السعودية تعرف ان الجنوبيين صادقين مع التحالف العربي في قتال مليشيات الحوثي الإيرانية وفي مواجهة الإرهاب ولابد أن تعرف انهم صادقين في استعادة وبناء دولة الجنوب وأي حلول ضد إرادة شعب الجنوب لن تنجح وسيكون المستفيدين أعداء المملكة وفي نهاية المطاف سيتحرر الجنوب .

نكزة:

الجنوب لن يضيع وسيتحرر ولكن الخوف أن تضيع السعودية هذه الفرصة الثمينة وتخسر شريك حقيقي وحليف مستقبلي فإذا ذهب الجنوبيون إلى حليف أخرى ربما يكون سيء كما ذهبت الجبهة القومية إلى الأتحاد السوفيتي من قبل وبالذات إذا تخلى عنهم الصديق فالجنوب في موقع هام و الكل متربص ويريد أن يغتنم الفرصة .