الأمين برس

2024-11-25 00:00:00

الصحافية كوثر الشاذلي "حرم الشهيد جعفرسعد".. وحديث ذو شجون في ذكرى استشهاده الثالثة

لقاءات وتحقيقات
2018-12-06 02:21:59

 

 

بمناسبة الذكرى الثالثة لاستشهاد اللواء جعفر محمد سعد محافظ عدن السابق  أجرت الزميلة "عدن تايم"  حوارا مع الاستاذة الإعلامية كوثر شاذلي(حرم الشهيد)،سلطت خلاله الضوء على عدد من الموضوعات والذكريات عن الشهيد.

إلى نص الحوار:

 .■ تمر ثلاث سنوات على استشهاد قائد معركة تحرير عدن واول محافظ يتسلم زمام أمورها بعد دحر الغزاة منها .. ما الذي استجد بعد هذه الفترة ؟

 

□  ان ما استجد بعد هده الفترة على اغتيال الشهيد اللواء جعفر  وبعد ثلات سنوات على كل الاصعدة لا يحتاج لوصف فكل مايمر به الجنوب واضح  . لم يستفد من الخطة الامنية التي وضعها الشهيد لاحلال الامن في عدن تحديدا ولم يستوعب غالبية شباب عدن من المقاومة في كشوفات الجيش والشرطة ولم يوفوا حقهم من الاهتمام والرواتب والعلاج للجرحى وتم تجاوز  من ليس لهم قبيلة او نفود من اي نوع ، انتشرت الجريمة بأنواعها والفساد والمخدرات وتدهورت الحياة المعيشية ومازالت عدن مدمرة كما كانت جراء الحرب لم يعاد بناءها ولم تستثمر مواردها لصالحها وهنا اقصد الميناء والمطار والضرائب والثروة السمكية وغيرها كما هو حال الجنوب بثرواته الكبيرة ، عدن تنهب لصالح فئات متنفدة ، البسط على الاراضي والمتنفسات وحتى الاماكن الاثرية وحقوق الناس ازداد ضراوة ، سقطت هيبة الدولة بتعمد وتخطيط او لنقل اسقطت .وبالتالي حين تسقط المؤسسات بلاشك تزدهر البلطجة واعمال السلب والفيد وتغيير الديمغرافيا والجغرافيا وتزوير التاريخ وطمس خصوصية عدن .

ماذا استجد ؟؟؟ استجد مداهمات واعتقال بدون اذن اومسوغ قانوني  لان القانون اصبح ينفده من يملك السلاح ومن ينبغي ان ينفد عليه القانون اصلا ..وهذا بسبب سقوط المؤسسات ومنها  القانون والقضاء وهيبته.. استجد ان حلت ثقافه المال محل كل شئ  . . ماذا اقول ان الكفاءات لاتجد فرصتها وان الوضع المعيشي والخدمي في اسوأ حالاته .. ان الذي استجد ان منظومة القيم الحق بها ابشع الضرر  .. ولكن لابد لنا ان نتمسك بالامل ولا نفقده لاننا لوفقدناه اضعنا طريق العودة لبر الامان والاستقرار.

 

■ كيف بلغك نبأ استشهاده وكيف استقبلتي ذلك؟

 

 □ بلغني خبر استشهاد جعفر كأسوأ وابشع خبر نزل على رأسي وقلبي طيلة حياتي لااستطيع وصفه لانه احساس لايوصف ولايمكن لاحد ان يشعر به سواي .

 

لا اتوقع ان هناك ماهو اقسى او اشد الما من ما مر بي باستشهاده لكن الله دائما رحيم بالانسان يلهمه القوة والصبر عند الشدة ويعصم قلبه وينزل السكينة ويشد العزم ويهدئ النفس لانه ارحم الراحمين.

 

■ ما الذي كان يقلق اللواء جعفر ويتحدث عنه او لنقل الهم الذي يراوده دائما ؟

 

□ قل ماهي الهموم التي كانت تقلق الشهيد جعفر وتقظ مضجعه وتجعله ينام اقل من اربع ساعات يوميا .. لانها كثيرة تتعلق بحياة الناس ومرتباتهم والخدمات من ديزل وكهرباء وماء ونظافة وصحة واعادة تاهيل المستشفيات وابار الماء والطرقات للاماكن النائية والتعليم واعادة بناء وتأهيل مطار عدن وميناءها واعادة بناء مادمرته الحرب واهمها علاج الجرحى والمصابين جراء الحرب كل هذه اكبر الهموم التي عاشها الشهيد باختصار هم اعادة البناء والاعتبار لعدن.

 

■ لاول مرة يجري تعيين مسؤول او محافظ وسط ركام هائل من تركة حرب .. فكيف جاء قرار تعيين جعفر كرجل أول لقيادة عدن؟

 

□ جعفر قائد تحرير عدن وغضبها ضد الحوثيين وازلامهم واتباعهم المتحالفون معهم في غزو الجنوب .. ترى من يمكن ان يدفع بابن عدن الذي لم يختار يوما غير الوقوف الى جانب الجنوب وعدن في كل الحروب التي استهدفتها  وهو ماحدت في ٩٤ م وماقبله ومابعده واخره ٢٠١٥م .. من يمكن ان يدفع برجل سياسي عسكري من طراز اكاديمي وميداني رفيع كجعفر ولا قبيلة له ليكون محافظا لعدن ،، اليست جدارته وبطولته واستحقاقه .

 ومن جاء به الى منصب محافظ اظنه كان يرى انه اجدر بمنصب اعلى من هذا لونظرنا الى من يتولى حقائب ومناصب مهمة وكبيرة في الدولة.. ولكن بالنسبه لجعفر كانت عدن اهم واقرب الخيارات لقلبه لانه ابنها البار الدي لم يخذلها يوما  . وعين بقرار جمهوري محافظا لعدن من قبل فخامة رئيس الجمهوريه عبدربه منصور هادي .

 

■ القادة العسكريون ذوي التجارب والخبرات الغنية واللواء جعفر واحد منهم ..يمتلكون حدس للقادم او تخمين ما قد يحدث لهم .. فهل استشعر بعد توليه منصب المحافظ او افصح عن شعور باستهدافه؟

 

□ كان  الشهيد جعفر رحمة الله عليه  فعلا يتميز بحدس قوي ويستشعر بالاحدات وفقا لحسابات ووقائع قبل حدوثها وكان ذكيا  جدا ولكنه تعرض لمضايقات كلكم تتذكرونها وتعرض وهذا مؤكد لخيانات كانت خارج توقعاته ومنع من دخول مبنى المحافظة وقطعت عنه الاتصالات واطلق صوبه الرصاص ووضعت امامه العراقيل وهدد ولوحق وكان يحاول حل الامور بطريقة سلميه وابوية ويحتوي اي موقف استفزازي بهدوء وحنكة .

 

 كان الهدف من كل ماعانى جعفر واضح واهمه ان يترك عدن وان يخلو كرسي المحافظ وكان هو يضع نصب عينيه انه جاء بعد ان قاد غضب عدن لاعادة الامن والاستقرار والاعمار والتنمية لعدن واعادة تأهيل مؤسساتها ، جاء يحمل مشروعا نهضويا وتنمويا لعدن ولكن للاسف كان للبعض مشاريع اخرى مختلفة اصطدم بها وكشف بعضا منها ووقف بوجهها واغتيل بسببها  . ووصلت عدن اليوم الى الحالة والوضع الذي ارادوه لها بغيابه .

 

■مقام جعفر محفوظ ومحفور في أفئدة وذاكرة ابناء عدن والجنوب فما هو حال مقامه لدى السلطة الشرعية ورفاقه في قيادة المقاومة ؟

 

□ جعفر هو الرجل الدي توحد الجنوبيون على محبته وهو الشهيد الدي اجمع الكل  سلطة شرعية وقيادات وقواعد المقاومة وبسطاء الشعب ونخبه السياسية والمتقفة وكذا الاطفال والعجزة ،كل هؤلاء بادلوا جعفر حبا بحب وحفظوه في حدقات اعينهم وسكن جعفر حيا وشهيدا قلوبهم كما كان حانيا عليهم متلمسا لظروف حياتهم الصعبة  محاولا قدر استطاعته تقديم المساعدة الممكنة .

جعفر كان رجلا مسؤولا بما تعنيه الكلمة لايتقاعس ولا ينام ولديه واجبات اومسؤوليات وهددذا طبع اصيل فيه.. ملتزم ينجز التزاماته بوقتها ، وكان مهموما بالبسطاء كثيرا، كان بسيطا متواضعا لم يصنع حوله هالة كاذبة ولم يروج لنفسه او يأتي بمن يلمعه فافعاله وقربه من الناس وتفانيه في خدمتهم هي من اسكنته قلوب الناس .. جعفر حفرت قدميه كل شارع وكل حي وكل قرية نائيه وصل اليها حاملا لها الحلول والخير .. وصل خلال شهرين الى المناطق المهمشة والفقيرة التي لم يصل لها مسؤول قبله اوبعده  ليضع هذه المناطق وخدماتها في دائرة اهتمام الدوله لتنفيد مشاريع الطرق والمدارس والمياه والخدمات الاخرى.. ومن يصل الى قلوب الفقراء البسطاء   ويقوم كما قام جعفر بما ينبغي  كمحافظ لايهمه اي شئ اخر لو كان فعلا جاء من اجل الوطن والشعب لا من اجل اي مشروع اخر .. والسلطة الشرعية ورفاقه في المقاومة قيادة اوقواعد بالتأكيد مازال وسيظل خالدا  في ضمائرهم وقلوبهم وفي ذاكرة التاريخ الذي اتمنى ان لا يزيف .

 

■ هل يملك جعفر بيتا في عدن غير بيت أبيه في الهاشمي الذي زاره جثة هامدة ؟

 

□ نعم جعفر يمتلك بيتا في عدن اشتراه ولم يستولي عليه من احد في خورمكسر ومنذ مابعد حرب ٩٤ م بعد مغادرته عدن احتل اخرون بيته ومازال حتى اللحظة بيد ناس يدعون شراؤه من من ؟؟ لاندري. وقائد تحرير عدن ومحافظها لم يرد ازهاق روح او ان قطرة دم واحدة تسقط في سبيل استعادة بيته بالقوة لان الذين يحتلون سكنه رفضوا الخروج سلميا.

 

https://alameenpress.info/index.php/news/9504
You for Information technology