علي عبدالله الكثيري.. عضو المجلس الانتقالي الجنوبي والناطق الرسمي للهيئة العليا لمؤتمر حضرموت الجامع والقيادي في حزب رابطة أبناء الجنوبي العربي.. قيادي جنوبي لا يشق له غبار، إذ أنه حمل قضية شعب الجنوب منذ اجتياح الاحتلال اليمني الجنوب في حرب صيف (١٩٩٤م).. واليكم الحوار التالي والتي اجرت معه الزميلة صحيفة (4مايو):
بدايةً؛ ماهي السياسة الحالية المتبعة في المجلس الانتقالي سواء داخليًا أو خارجيًا؟
في البدء أشكركم شكراً جزيلاً على هذه الاستضافة، وشرف عظيم لي أن أتحدث عبر صحيفة (4مايو) التي أضحت منبرًا جنوبيًا متفردًا بحرفيته ومهنيته..
المجلس الانتقالي الجنوبي بصفته إطارًا سياسيًا جامعًا وحاملاً لقضية الجنوب العربي ينطلق في سياسته الداخلية والخارجية من مبدأ الانفتاح الإيجابي على كل الأطياف السياسية والاجتماعية والفكرية الجنوبية في الداخل، وعلى الأشقاء والأصدقاء إقليميًا ودوليًا، ويسعى من خلال ذلك كله إلى تعزيز ما تحقق من انتصارات لشعبنا الجنوبي ومقاومته على طريق استكمال مهام التحرير وإنجاز الاستقلال للجنوب وطنًا ودولةً وشعباً وهويةً، فضلاً عن إنجاز أهداف شراكة شعبنا الجنوبي مع الأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والدور المتميز للأشقاء في الإمارات العربية المتحدة لدحر المشروع التوسعي الإيراني الذي تمثله المليشيات الحوثية بما يعزز الأمن القومي العربي عموماً.
هل أنتم راضون عما قدمتموه خلال سنوات التفويض الشعبي لكم؟
ما تحقق خلال العام ونصف العام منذ إعلان وتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي كبير وعظيم، حيث استطاع المجلس أن يَعبُر بالجنوب وقضيته من متاهات التشرذم والانطلاق بها إلى حيث تتجلى المؤسسة السياسية المعبرة عن الجنوب؛ اتساقا مع مضامين إعلان عدن التاريخي والتفويض الشعبي للرئيس "عيدروس قاسم الزبيدي". ليس ذاك فحسب بل استطاع المجلس أن يرسخ على أرض الجنوب من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً ما تحقق من إنجازات وانتصارات لشعبنا ومقاومته المباركة بمساعدة الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على طريق استكمال بناء مؤسسات الجنوب العربي العسكرية والأمنية والمدنية..
أقولها جازمًا: نعم، نحن راضون عما تحقق، ونَعِد شعبنا بالمزيد إن شاء الله والأيام والشهور القادمة ستكون حافلة بالكثير من النجاحات الباهرة داخليا وخارجياً، كما نقولها بملء الفم أن المجلس الانتقالي الجنوبي بكل هيئاته وبرئاسة القائد اللواء/ عيدروس قاسم الزبيدي سيظل يجدد العهد بالمضي بشعبنا لإنجاز أهدافه العظيمة التي تضمنها إعلان عدن التاريخي.
حدثنا عن أهم عوامل النجاح في المجلس الانتقالي وأبرز المعوقات التي تواجهه؟
تحدثت فيما سبق عن بعض النجاحات المحققة، أما المعوقات فلا شك في وجودها، ولعل أبرزها محاولات القوى المناوئة لأهداف شعبنا التحررية لإعادة إنتاج وفرض الاحتلال اليمني بصيغ جديدة رفضها ويرفضها شعبنا، وذلك من خلال مساعيها الهدامة لاستدعاء صراعات الماضي وإثارة الفتن، وشن الحملات الإعلامية الضالة والمضللة على المجلس الانتقالي، وعلى الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لكن كل تلك المخططات والحملات لن تحصد غير الخيبات، ذلك أن شعبنا أصبح أكثر وعياً بمراميها الخبيثة، كما أن ما يربط شعبنا بالأشقاء في المملكة والإمارات أعظم من أن تهزه التخرصات الإعلامية الخائبة.
ممكن أن تشرح لنا دور المجالس المحلية الانتقالية في كل محافظة؟
القيادات المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي ممتدة في كافة محافظات ومديريات الجنوب، وقريباً ستمتد هياكلها على مستوى المراكز الإدارية، وهي تركز في أدائها على خدمة أبناء شعبنا في كافة المحافظات وتعزيز النجاحات المحققة، والمساهمة في بناء المؤسسات، ودعم المقاومة الجنوبية، والأحزمة والنخب، والأجهزة الأمنية، وتبنّي قضايا المواطنين، ومواجهة كل من يحاول النيل من انتصارات شعبنا ومقاومته، ودور أشقائه في دول التحالف العربي.
أطلق الرئيس "عيدروس" أن هذا العام (عام التمكين) السياسي، ماذا يعني ذلك؟
هو بالفعل عام التمكين السياسي، وقد أطلقه الرئيس/ عيدروس الزبيدي خلال ترأسه للاجتماع الموسع لهيئات المجلس الانتقالي الجنوبي مطلع العام الجاري، وهو يعني تعزيز الفاعلية السياسية للمجلس، وكذا تعزيز حضوره في كافة المحافل الإقليمية والدولية، وخوضه في المشاورات والمفاوضات المقبلة بصفته ممثلا لشعبنا وقضيته، وهو أيضا عام التمكين السياسي الداخلي من خلال استكمال هيئات المجلس وتفعيل نشاطه وفعله في مضامير استكمال بناء مؤسسات الجنوب، وتعزيز الوفاق الجنوبي، ووضع الخطوط العريضة لملامح الدولة الفيدرالية المدنية الجنوبية القادمة.
الأحوال الاقتصادية في عدن لم تتحسن رغم وعود الشرعية مرارًا وتكرارًا، ممكن أن تفند لنا ماهي الأسباب الحقيقية لهذا الوضع الاقتصادي السيئ؟
لا يخفى على أحد حقيقة أن حالة الانهيار الاقتصادي التي تتفاقم في العاصمة عدن وكافة محافظات الجنوب سببه السياسات والنهج الكارثي لحكومة الشرعية السادرة في غي الفساد والإفساد، ما أدى إلى تزايد معدلات التضخم وانهيار العملة والعجز عن تأمين دفع المرتبات وانهيار الخدمات وتصاعد حالة الإفقار والتجويع، ولولا التدخلات الإغاثية والإنسانية الكريمة والسخية للأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لبلغت الأمور حدود الكارثة، وغني عن التأكيد القول هنا أن النهج الكارثي للحكومة الكسيحة متعمد مع سبق الإصرار في محافظات الجنوب المحررة، والهدف من ذلك كسر إرادة شعبنا وإرغامه على القبول بمشاريع إعادة إنتاج الاحتلال، ولكن خابت وستخيب كل محاولاتهم، وسيكون لشعبنا بقيادة مجلسه الانتقالي الجنوبي الكلمة الفصل إذا ما تمادت تلك الحكومة في نهجها الإفسادي التدميري هذا.
هل هناك تواصل بينكم وبين حكومة رئيس الوزراء للعمل المشترك في حل الوضع الاقتصادي للمواطن؟
لا؛ لا يوجد تواصل من هذا النوع، وعلاقتنا مع السلطات المحلية في معظم محافظات الجنوب العربي جيدة ومع مختلف القيادات التنفيذية المدنية والعسكرية الجنوبية في مختلف دوائر السلطة بما يستهدف تعزيز الاستقرار في الجنوب والتخفيف من معاناة شعبنا بالتنسيق مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
ماهي ثمار نتائج دعوتكم للحوار الـ(جنوبي – جنوبي)؟ وأين وصلت؟
الحمد لله، الحوار ممتد ومتواصل مع مختلف الأطياف الجنوبية ترجمةً لدعوة الرئيس/ عيدروس الزبيدي، وهناك لجان متعددة على المستوى المركزي أنجزت الكثير من التوافقات، كما هناك لجان للحوار على مستوى المحافظات، وإن شاء الله ستتوج هذه الحوارات قريباً بما يعزز الالتفاف حول المجلس الانتقالي الجنوبي وحشد أبناء الجنوب العربي حول هدف الاستقلال بالجنوب وطناً ودولةً وهويةً.
ماهي آليات الحوار الجنوبي؟ ومتى سيتم عقد لقاء موسع في طاولة واحدة لكل القوى الجنوبية؟
تحدثنا عن الآليات فيما سبق، أما عن اللقاء الموسع فهناك لجنة من رئاسة المجلس تعكف على استكمال الترتيبات لعقده خلال الأسابيع القليلة القادمة.
ما هي الدلالة التي تعنيها انعقاد الدورة الثانية للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي في حضرموت؟
حضرموت وعدن هما جناحا الجنوب العربي، هكذا هي رؤية المجلس الانتقالي الجنوبي، ومن هذا المنطلق جاء قرار عقد الدورة الثانية للجمعية الوطنية في حاضرة حضرموت مدينة المكلا، للتأكيد على تلك الحقيقة وعلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي ممتد على خارطة وطننا، وأنه داعم لحضرموت ونخبتها العسكرية وسلطتها المحلية، كما أن هذه الدورة ستعلن دعم المجلس الانتقالي الجنوبي لتمكين أبناء حضرموت من إدارة مديريات الوادي والصحراء أمنيا وعسكريا من خلال تعزيز قوات النخبة الحضرمية ونشرها في كافة مديريات حضرموت، وللتأكيد أيضا على أن حضرموت ستكون إقليما بشراكة كاملة في دولة الجنوب العربي الفيدرالية القادمة بمشيئة المولى تعالى.
كلمة أخيرة في ختام لقائنا؟
شكرًا جزيلا لكم ولجهودكم في مضمار الارتقاء بالإعلام الجنوبي والذود عن شعبنا وقضيته وحقوقه في الاستقلال بوطنه وهويته ودولته كاملة السيادة.