تدمير الجنوب وصمت الجميع

تدمير الجنوب وصمت الجميع

قبل 5 سنوات
تدمير الجنوب وصمت الجميع

ضيف الله الصولاني

 

الأرض والميناء أساس ركائز مستقبل العاصمة عدن والجنوب عامة.. واستهداف هذا المستقبل بكل قوة هو ما يُشاهد اليوم وعلى مدار الساعة وسط حالة من الصمت المريب للرئيس هادي وتخاذل صريح لنائب رئيس الوزراء الميسري وغياب تام لمحافظ عدن وكل مسؤولي المحافظة والدولة معا، يوازي ذلك صمت مُستفز وغير مبرر ولا مسؤول أيضا من جانب الرئيس عيدروس والانتقالي والمقاومة الجنوبية الشريفة.

وللمضي في تنفيذ هذه الغاية القذرة التي تستهدف وطننا وكرامة مجتمعنا واستقرار حياتنا ومستقبل الأجيال كان لابد من خلق حالة الانفلات الأمني التي نعيشها وتعيشها عدن الآن، والترويع والتجويع والتجهيل والتضييع المستمر للناس مع تغييب متعمد لدور المؤسسات وتعطيل القضاء وإضعاف هيبة القانون، وقد تجاوزت هذه الممارسات التدميرية الممنهجة كل الحدود وتخطت كل الخطوط والحواجز والموانع ومعها وأمامها الكل ما بين غافل وراض ومتعايش ومندمج.

لم يُستهدف المستقبل الجنوبي بركائزه الأساسية فقط بل رافق ذلك - ولا يزال - نهب منظم لأموال الشعب وثرواته وقدراته المتعددة، فكل عائدات النفط والغاز والثروات السيادية المختلفة كالأسماك وغيرها لا تزال ضائعة ومجهولة الأرقام والمصير والأوعية، ولا أحد سائل ولا عارف ولا فاهم كم وأين ومع من؟!

والبنوك الحكومية بما فيها المركزي (أموال عامة وودائع) تُنهب وتُهدر ليل نهار بأوامر صرف عبثية كالهبات والتوظيف الوهمي والمناقصات ذات الأرقام الفلكية من قِبل رئيس الوزراء اليمني ومن في فلكه من الوزراء والمدراء والمقربين اللصوص، والأمر مؤكد وفق معلومات وثيقة من كواليس هذه العصابات السوداء.

كذلك موارد المؤسسات الإيرادية جميعها كالميناء والمصفاة والمطار والمياه والكهرباء ومصلحة الجوازات والسجل المدني والمستشفيات الحكومية وعوائد الضرائب العامة والمنطقة الحرة وأموال بيع وتأجير أراضي وعقارات الدولة تُنهب وتُبدد على يد من يديرها وبعبث مهول يشيب له الرأس، بحسب روايات الكثيرين.
أيضا وزارات ودوائر وإدارات ومكاتب ومرافق الدول
ة المختلفة خدمية وغيرها مع المعسكرات ومراكز الشرطة ونقاط التفتيش، كل هذه المرافق أصبحت أوكار فساد وابتزاز لحساب نافذين وفاسدين بكل الأحجام والمقاسات، ويكذب من يقول بأن هنالك مرفقا واحدا لا يزال اليوم محكوما بالنزهاء والمخلصين من الذين يخافون الله.

وما ينبغي أن يدركه شرفاء هذا الوطن أن لا تهويل أبدا بما كتبت وآخرون عن التدهور المخيف في المؤسسات العامة لبلدنا، بل إن الحقائق على الواقع بتفاصيلها الكثيرة جدا فوق كل وصف، ولا مقدرة لأحد على استحضارها كاملة في منشور أو مقالة، هذا ما وصل إليه الحال من تسيب ولا مبالاة وفساد مع الأسف بعد 4 سنوات من التحرير وبوجود قيادات آخر همها مصالح الوطن والناس.

نسأل الله للشهداء الرحمة والمغفرة وللبؤساء، وهم أغلبية أبناء شعبنا، الصبر والثبات والنصر ولكل قيادات الخذلان والغرق واللصوصية العار والهوان، وللانتقالي الصحوة العاجلة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر