حقيقة قتال الحماية الرئاسية بـ#الضالع

حقيقة قتال الحماية الرئاسية بـ#الضالع

قبل 4 سنوات

طبعًا ما سأورده في هذه السطور ليس من نسج الخيال، فكل كلمة سأكتبها جأت على لسان جنديين من جنود الحماية الرئاسية من الذين ذهبوا إلى جبهات الضالع قبل أيام، حيث ألتقيت أحدهما في ردفان والاخر في العاصمة الجنوبية عدن.
ألتقيت بهذان الجنديين في وقتين مختلفين عندما ذهبت مساء يوم الأحد 5 مايو / ايار 2019م، الفائت إلى #ردفان آثر استشهاد ابن عمي محمد أحمد صالح حنش في صباح ذات اليوم في جبهة الساحل الغربي، وتحديدًا في جبهة #جبلية، فرحمة الله عليه، واسكنه فسيح جناته، وتقبله شهيدًا.
قابلت أول جندي في ردفان، وكان يبدو عليه الانزعاج، وظننتهُ من المقاتلين الذين ذهبوا مع قوات المقاومة الجنوبية، لكنهُ فاجأني عندما قال "كله كذب ولعب على الرجال"، قلت له "كيف يعني؟".
قال "يا اخي لا شيء يحصل بالصدق والمصداقية، حتى عندما ذهبنا إلى جبهات القتال بالضالع ذهبوا بنا بالخداع"، قلت لهُ "كيف؟ اشرح لي أكثر".
قال "اسمع يا اخي.. نحن عندما استدعونا لم يبلغونا اننا ذاهبين الى جبهات القتال في الضالع للقتال، قالوا لنا في معانا مهمة بس، ما هي هذه المهمة لا ندري ما هي.. لكننا ظننا انها مثل مهمات زملائنا السابقين.. حيث قبل مدة اخذوا عشرين فرد إلى سيئون ووضعوهم في مدرسة (أكلين شاربين وصرفة وكل شيء)، فنحن فرحنا قلنا يمكن زي اصحابنا الاولين.. سلمونا اسلحة اغلبها صينية وبعضها روسي، وصرفوا لنا ستين طلقة رصاص، وقالوا يله إلى فوق الطقم، نحن طلعنا وفرحانين، مع العلم يا اخي ان الافراد الذين ذهبوا كلهم اعمارهم صغيرة، ومش مدربين بالشكل الجيد.. وطبعًا عدد الاطقم ستة اطقم، وكل طقم عليه عشرة أفراد، أي بمجموع ستين جنديًا بالاضافة الى الاركان".
قاطعته متسائلًا "ستين جندي فقط؟ ايش بيفعلوا؟".
قال "ايش عرفني!.. بس للعلم هؤلاء الي طلعوا يوم الاحد، بعدين اذا في جنود لحقونا مش عارف، الله اعلم".
قاطعته وسألته "هم الى فين قالوا لكم رايحين في بداية الامر؟ يعني ما لمحوا لكم انه الى جبهة قتال؟".
اجاب "لم يقولوا لنا شيء، فقط قالوا لنا مهمة، ونحن حسبناها زي مهمة اصحابنا الي راحوا سيئون أكل وشرب وصرفة وجلسة وبس".
قلت له "طيب.. وبعدين".
فقال "بعدين لما قد نحن فوق الاطقم مع اسلحتنا ونحن في المحطة بنسكب بترول، قال لنا قائد المنطقة العسكرية الرابعة فضل حسن شوفوكم رايحين الى جبهات القتال في الضالع، فنحن تسمرنا حينها، وخفنا، بس خلاص قد نحن فيها، وعيب نرجع.. المهم انطلقنا ونحن ارواحنا على ايدينا، لاننا لم نكن متهيأين للقتال ودخول الجبهة، وليس لدينا العتاد الكافي.. المهم وصلنا الضالع ساني مهرولين حتى وصلنا الى قدام الحوثيين الذين باشرونا بضرب الرصاص، ونحن ارتبشنا، وعينك ما تشوف الا النور، الاطقم دورت وفحطت ورجعت الى الضالع (المدينة) بسرعة البرق، ونحن خلاص حسينا اننا (أكلنا تفاح) ههههههههه.. المهم بعدين رجعنا الى مكان تمام أمن، وقياداتنا الموقرة نزلت والتقطت الصور بالجوالات والكاميرات علشان يضمنوا الصرفة اليومية.. طبعًا وللأمانة فضل حسن ما كان موجود معاهم يتصور تلك الساعة، نحن استغربنا فين اختفي.. بعدين جلسنا في مكان مرتفع والبرد قتلتنا حتى ما اعطونا بطانيات أو اكوات عسكرية تحمينا من البرد الشديدة، جلسنا نحرق كراتين علشان ندفء.. طبعًا وللأمانة كنا نشوف المقاومة الجنوبية الي هي ماسكه الجهة التي امامنا وهم شغالين صح، ويقاتلوا صح، ومنظمين ومعاهم كل الاعتاد مش زينا ستين طلقة وآلي صيني ويله!".
واضاف الجندي "جلسنا حتى ثاني يوم الا وواحد من اصحابنا العسكر يقول يشتي يروح، بصراحة ما عليه حجة الوليد سنة صغير جدًا وهو من أبناء عدن تقريبًا.. بس القيادة رفضت.. المهم كنا صيد ثمين للحوثيين إذا كنا دخلنا الجبهة، لاننا لا نمتلك أي مقومات تسمح لنا الدخول لجبهات القتال، فقط جأنا نتصور هذه الحقيقة.. مع العلم يا اخي اننا في العصر لما دخلنا تحاصرنا وكنا بروح فيها بس ربك ستر، وقد وقعت هذه الخلافات الاخيرة من ربك، وكانت عذر قوي لقيادتنا علشان تفحط.. يا اخي والله نحن مستعدين نقاتل ونقدم ارواحنا فداءً للجنوب لكن مش بهذه الطريقة، نحن مش لعبة.. تصدق يا اخي والله ونحن مروحين شفنا قوات المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الجنوبية وهي رايحه الضالع، شفنا كل شيء معاهم (دينا فيها اسلحة وذخائر ودينا فيها فرشان ودينا فيها مواد غذائية، وشفنا بوز بترول وديزل)، قلنا لو كانوا فعلوا لنا كذا، ونبهونا اننا رايحين جبهة قتال كنا والله بنقدم الغالي والرخيص، لكن بهذه الاساليب والله ما يفلحوا ابدًا".
قلت لهذا الجندي "شكرًا لانك فتحت قلبي لك، ومرحبًا فيك في قوات المقاومة الجنوبية ان اردت الانضمام اليها، ثم افترقنا".
الجندي الثاني كان متعصبًا كثيرًا على تصرفات قيادات الشرعية، ولم يعطني قصة مكتملة، لكنهُ قال كلام مهم نوعًا ما، حيث قال "اكتشفنا ان قياداتنا يتنافسوا على الذهاب للجبهة من اجل الصرفة خصوصًا الجبهات التي فيها مقاومة جنوبية صح، ولا يا اخي في جبهات كثيرة ليش ما راحوا لها، ليش إلا جبهة الضالع؟".
واضاف "بصراحة هؤلاء القيادة التي في الشرعية لا تستحق البقاء، ويجب ازالتها؛ لانها عبء على الجنوب، فانا والله نادم اني ظليت اتلقى الأوامر طيلة الفترة الماضية من هكذا قيادات ليس لها مبدئ، وكل همها الصرفة والفلوس.. طبعًا مش كلهم بس اغلبها.. فللاسف قياداتنا العسكرية اذا فكرت بالذهاب الى أي جبهة تذهب لالتقاط السيلفي بجوالاتها المتطورة لضمان الصرفة اليومية فقط لا غير، وانا شاهد وواثق مما اقوله".

* *

*عمومًا هذه القصة الكاملة التي وعدتكم قبل ساعات بنشرها عن رحلة الــ5 اطقم التابعة للحماية الرئاسية التي ذهبت الى جبهات القتال في الضالع؛ لان التضليل الكثير والاستعراض والكذب ليس أمرًا جيدًا.

#علاءعادلحنش
8 مايو/ ايار 2019م.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر