بلا رتوش: تباً للإتيكيت السياسي

بلا رتوش: تباً للإتيكيت السياسي

قبل 4 سنوات

هناك متفرغون للشأن العام لا وظيفة لهم، منذ حين، سوى خلخلة المشهد الاستقلالي الجنوبي وتفكيكه أوالتشكيك به، وتشويه صورته وتقزيمه أمام الرأي العام المحلي واليمني والإقليمي والدولي، بادعاء أنهم أهل سياسة وغيرهم أهل شعارات وحماسة، وهم وإن اختلفت صفاتهم إلا أن المشترك بينهم هو بحثهم عن أموال مزيدة وظهور إعلامي يرضي نرجسياتهم المتورمة بفاعلية ما يسمى (الرصيد القيادي أو النضالي!!).

أما تقصير المسافة إلى الخلاص الحقيقي من بقايا نظام وحدة الخراب إياها، فهو قاطع أرزاقهم، ومحبط تطلعاتهم، لذلك فهو خارج دائرة قلقهم واهتمامهم - وإن أكثروا من الحديث عن القضية الجنوبية المفترى عليها وعلى شعبها - فما همهم سوى اللعب على حبال عديدة، موجهين نيران نقدهم، حصرياً، نحو أي عمل جاد على الأرض، واصفين قادته بالمتهورين أو الثوريين أكثر من اللازم، مستغلين عاطفية الشعب المنهك، وظنه بهم وهماً أنهم ساسة بحق!! وما هم سوى كائنات أفرزتها سلطات مستبدة في مراحل سابقة، وهي الآن مشبوقة بالأموال والعقارات في الداخل والخارج، لذلك ترى أغلبهم، كثيراً ما يخنسون عند اشتداد المعارك على الأرض، حتى إذا ما هدأت الجبهات وانقشع الغبار ، انسلوا كالفئران من كل شق عميق، يلهجون في الإعلام والسوشيال ميديا ببلاغة سياسية عرجاء كالبلاهة، عن الحوار الجنوبي - الجنوبي، و أهمية القبول بالآخر ، وعدم الإقصاء (أي: لعبوني والا با عطّل)، لا لشيء غير الحيلولة دون توظيف نتائج المعركة سياسياً لإنجاز شروط الاستقلال السياسي، فتلك وظيفتهم الدائمة، وهم في أدائها مستميتون، يقبضون، ويقبصون، ويعضّون وينفخون كالفئران، ثم يتشدقون، ويتنطعون، ويتقفزون، هنا وهناك، ويروّج لعبقريتهم السياسية (!!) مروّجون مأجورون مثلهم، لتشكيك الرأي العام في استحالة الاستقلال وتوكيد أن أي صيغة وحدوية بديلة هي الممكن تحقيقه، ولا بأس مطلقاً لدى بعضهم في أن يؤدي، بلا تردد، دور الكائن الجنوبي المستخدم بصفة رئيس الشرعية اليمنية في حال نفوق المستخدم الحالي لأي سبب، حتى إذا قضوا منه وطراً رفع جنوبيته الجغرافية كقميص عثمان بانتظار فرص جديدة وأموال.

إنما لو قلبت الطاولة عليهم، بمتغير فرض الأمر الواقع على الأرض، بجسارة ثورية لا ترى إلا صور الشهداء، فلا يشوبها تردد من أي نوع، فعندئذ سيخنسون جميعاً، وتنتهي لعبة الابتزاز بجنوبيتهم الجغرافية، ويكون الوطن للجميع، بلا عناكب المشاريع السياسية المفصلة على مقاساتهم للارتزاق، فالشعب ضحى ومازال يضحي من أجل دولة ووطن مُستلَب القرار والسلطة و الثروة، وليس من أجل فذلكات زعامات كرتونية لا تساوي، بهشاشتها، صفراً على شمال من ضحوا بأرواحهم من أجل حرية الإنسان في وطنه، وليس من أجل المماحكات التي تعرض البلد في بازار المشاريع المنتقصة من الإرادة الشعبية، وتوصل رسائل مشوشة للإقليم والعالم.

* أوراق من الإرشيف: 2017/7/27

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر