صديقي د سميع وصلعة الرئيس هادي

همس اليراع

صديقي د سميع وصلعة الرئيس هادي

قبل 4 سنوات

الحقيقة أن الرد الذي قدمه الصديق د. صالح سميع الوزير عدة مرات، ومحافظ المحويت الحالي على الدكتور عبد الخالق عبد الله الأكاديمي الإماراتي كان رداً مفحماً ولاجماً لا يستطيع أحد تفنيده أو دحضه أو حتى التقليل من علميته وأهميته لليمن، وبالذات لـ"الوحدة اليمنية".

الدكتور عبد الخالق عبد الله قال كلاماً هو عبارة عن تحصيل الحاصل وتقرير المقرر، ولم يبتدع شيئا من عنده،  .    .    .   ومما قاله أنه "بعد اليوم لن يكون هناك يمنا موحداً" وهذه الحقيقة التي عمرها مئات وربما آلاف السنين لا يرغب إخوتنا (المثقفون)  الشماليون في فهمها واستيعابها، لكن لندع هذا جانبا، ونتابع حديث صديقي الوزير والمحافظ الذي بدلاً من أن يبحث عن خطأ أو نقطة ضعف في حديث الأكاديمي الإماراتي راح يؤكد أن اليمن موجود منذ آلاف السنين، وكأن الأخ د. عبد الخالق ينكر وجود اليمن.

لن أخوض في حكاية من دمَّر فكرة اليمن الواحد، وهي الفكرة الطوباوية النبيلة التي نمت في وجدان بعض الشرفاء من الجنوب والشمال، لكن أرضية قيامها وتربة نموها ومناخ استقامتها، وبيئة استمرارها، لم تكن موجودة وماتت في الأسابيع الأولى لولادتها القيصرية، لن أخوض في هذا فالجميع يعرفه ويقر به، وإن فعل البعض هذا على استحياء، لكنني أذكر صديقي د. سميع بما كان يقوله في أيام حواراتنا في صنعاء طوال الأعوام 2008، 2009، و2010م وهي أن نظام علي عبد الله صالح هو من دمر الوحدة اليمنية، وأن القضية الجنوبية قضية عادلة،  .   .    .، إلخ.

كان هذا قبل أن يتدخل الأشقاء في السعودية والإمارات  لدعم الشرعية، وقبل أن يفكر الأشقاء في الشمال باستئصال نظام علي عبد الله صالح وقبل أن يتناول أي كاتب إماراتي قضية مصير الجنوب، حينما كانت قوافل شهداء النضال السلمي الجنوبي تتساقط برصاص الأمن المركزي والحرس الجمهوري والأمن القومي والسياسي.

شتم الصديق سميع دولة الإمارات كنظام وشعب وأسرة حاكمة كريمة خيرها على الشمال قبل الجنوب ما يزال حاضراً في المنشآت والمباني والخدمات في سد مأرب وغيره، وفي دماء الشهداء الإماراتيين في مأرب وفي صرواح  والحديدة والمخا والخوخة، وهذا منطق لا يليق بأكاديمي ووزير ومحافظ وحتى ناشط سياسي أن يمارسه.

لكن أهم نقطة تفوق صديقي الوزير د. سميع في إبرازها هي : "إن صلعة الرئيس هادي موجودة من قبل أن تنشأ دولة الإمارات" ، وهذه قضية لم يلتفت لها أحد من اليمنيين إلا الصديق سميع بحكم مهاراته وخبراته وتعلمه وتجاربه السابقة.

بماذا سيرد الدكتور عبد الخالق عبد الله على هذه الجزئية المفصلية؟ هل سينكرها؟ أم سيقر بها ويقر بالهزيمة المطلقة؟

صحيح أن الأماراتيين لديهم آلاف الأبراج التي تناطح السماء، ومستوى رفاهية يتبوأُون به المراكز الأولى في العالم، وجواز سفر هو ذو الرقم واحد على مستوى العالم، وشركة طيران هي الأولى في مستوى الخدمات وعدد الرحلات، ومطارات تتنافس على جعل الرحلات فيها في الدقيقة الواحدة (عدد من الرحلات)، و . . .و . . .و الكثير الكثير، لكن كل هذا لا يساوي شيئاً مع الاكتشاف الهائل الذي قدمه الصديق الأكاديمي والضابط الأمني والوزير والمحافظ اليمني العزيز.

يا صديقي العزيز سميع!  موضوع اليمن واحداً أو اثنين أو أكثر لا يقره كبر الصلعات أو صغرها، فشعب الجنوب قد حسم أمره، ولا أخالك توافق على ان يصادر عليه أحد حقه في تقرير مصيره واختيار المستقبل الذي يريده، وللعلم فقد حظي الرئيس هادي بترحيب ودعم وحماية الجنوبيين، حينما ضاقت به صنعاء وكل الشمال، ولم تتسع له إلا سجينا أو رهينةً فقط، ولم نسمع برصاصة واحدة أطلقت للثأر  لأفراد أسرته وحراسته أو حتى لحمايته وحمايتهم وهم يقتلون على أيدي المليشيات الحوثية، فعل  الجنوبيون ذلك دون أن يفكروا بموضوع الصلعة.

أتمنى أن تتواضعوا قليلاً وأن تكفوا عن ثقافة التعالي على الآخرين (على اللاشيء) والتعامل مع عقول الناس ويقينياتهم وحقائق الواقع على الأرض وليس عن طريق الهنجمة والشطح الأجوف والاستعلاء بلا سبب ولا حتى على طريقة المثل المصري الساخر الشهير الذي يقول "القرعا بتتباهى بشعر بنت اختها"

ولك وللجميع مودتي.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر