اتفاق الرياض يمهد لسلام شامل ومستدام في المنطقة

اتفاق الرياض يمهد لسلام شامل ومستدام في المنطقة

قبل 4 سنوات

 
عندما اطلقت المملكة العربية السعودية الدعوة لحوار جده ، كنا لانرى في نتائجها الا حلولا آنية لمشكلات ظهرت الى السطح واصبحت أكثر إلحاحا عقب أحداث أغسطس 2019م ، لكن المملكةالعربية السعودية ودولة الامارات وبقية دول الرباعية و أصدقاءاليمن كانوا - كما اعتقد - يخططون لوضع لبنة أساسية لعملية سلام شاملة ،وهذا الاعتقاد مبني على الاهتمام الإقليمي والدولي لإنجاح حوار جدة وتوقيع اتفاق الرياض ، ثم ردودالافعال الدوليه والاقليمية والاشارات الايجابيه التي سمعناها إثر توقيع الاتفاق واهتمام المنظمات والهيئات الحكومية و غير الحكومية بذلك .

وبقراءة سريعة ومقارنة عميقة بين اتفاق استوكهولم واتفاق الرياض يمكننا أن نجد الشيءالكثير والمشترك بينهما ، خصوصا ،في المنطلقات والمنهاجية ، وهي تستخدم لوضع الحلول في الدول الضعيفة والهشة المفككة، أي ماتسمى بالدول الفاشلة ، حيث التعصب العقائدي والمذهبي والقبلي والمناطقي والسياسي وحيث تتعدد الأطراف ، وهي جميعها من الضعف ، بحيث لايستطع أحدهم تحقيق انتصار كاسح ، ففي الوقت الذي اعتمد اتفاق استوكهولم على اتفاق لحلول للوضع في الحديدة، اي حلول على مساحة جغرافية صغيرة ، لكنه فتح آفاق لحلول شاملة لميناء الحديدة كالممرات إلى تعز ومطارصنعاء ، كما قد نلاحظ للوهلة الأولى أن الأمر يقتصر على موانئ الحديدة ومعاناة أهل الحديدة ، حيث الحرب كانت على أشدها ، لكن ذلك فتح آفاقا لحلول انسانية في تعز وصنعاء وغيرها ، اي الانطلاق من الجزء إلى الكل ، وهو منهج اعتقد أنه يسلكه المبعوث الدولي لفكفكة المشكلات ومعالجتها ،بالتدرج .

وبقراءة سريعة لاتفاق الرياض نجد أنه يمضي بتلك المنطلقات والمنهاجية نفسها ، وبالعمل على المشاعر الانسانية وإنهاء الإحباط، وزرع الأمل ووضع لبنات متينة، وإن كانت جزئية ، لكنها تؤسس لحلول استراتيجيه .فاتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمجلس الانتقالي يظهر للوهلة الأولى أنه اتفاق جزئي بين قوتين فقط ، مثلما هو اتفاق استوكهولم بين الحكومة نفسها والحوثيين ، ويظهر أنه اتفاق جزئي ارتكز على استراتيجية حشد الطاقات والجهود ضد الحوثي وإدارة الجنوب ، لكن هذا الاتفاق له أبعاده الاجتماعية والانسانية، ويفتح آفاقا واسعة نحو عملية سلام شاملة ، فقد فرض على الشرعية أن تعترف بالمجلس الانتقالي الجنوبي، ممثلا لشعب الجنوب وحاملا قضيته ، وهو الأمر الذي ظلت تتلاعب به قوى سياسية لفترة طويلة، وتستبعد القضيةالجنوبية في مضمومنها الحقيقي من المفاوضات السياسية، او تاتي لها بتمثيل ديكوري، لايحمل مضمونها الحقيقي ، كما أن اتفاق الرياض قدجعل حل القضية الجنوبية المفتاح لحلول بقية القضايا ،الأمر الذي كانت تتغنى به بعض القوى السياسية، لكنها عند التطبيق تعمل على تمييعه، وتاتي بحلول لاتعالج القضية الجنوبية بل تمزق الطرف الجنوبي لتسقطه كطرف، وبالتالي تسقط القضية كاملة.


إن اتفاق الرياض يؤسس لحل شامل به يتحقق الأمن والاستقرار في المنطقة والملاحة الدولية ويعزز مكافحة الإرهاب من خلال تنظيم القوات وإعادة بنائها في إطار وزارتي الداخلية والدفاع، وتعظيم دورها من خلال رفدها بالكوادر وتسليحها تسليح يمكنها من مواجهة التحديات.


إن اتفاق الرياض له أبعاده الانسانية في أنه من خلال حكومة الكفاءات السياسية ،وتوحيد الإرادة والإدارة ، سيعمل على إنهاء المعاناة الطويلة لأبناء المناطق المحررة، وخصوصا أبناء الجنوب في الخدمات والرواتب وتدوير الاقتصاد وخفض كلفة الحرب المرتفعة من على كاهل الشعب الذي قدم المزيد من التضحيات وخصوصا على كواهل الفئات الضعيفة كالنساء والأطفال وغيرهم ، فقد تزايدت معدلات البطالة والفقر وتخلف الكثير ممن هم في سن الدراسة عن التعليم ،ورفدت سوق الامية بأعداد جديدة، ليصل معدل الامية الى حوالي 45 % من السكان وكل المؤشرات الاقتصادية ، وأهمها الإنتاج الاجتماعي الإجمالي، وأهداف التنمية المستدامة المقرة من الأمم المتحدة تمضي بالسالب، وفي حالة تصاعد لهذه المعدلات السالبة وأصبحت اليمن تنحدر نحو الفقر المدقع الشامل ،حيث أوشكت الويعة السعودية التي أسهمت في الاستقرار الاقتصادي على النفاد، وهذا يهدد بتدهور اقتصادي كبير .


كل تلك الأمور لم تكن غائبة عند إنتاج اتفاق الرياض ،ونتوقع ان تؤدي دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات دورا مهما، لأن أي نجاح في هذا الصعيد، سيضاف كنجاح جديد لدول التحالف يضاف الى الانتصارات العسكريه.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر