عثر علماء آثار على حطام سفن في البحر الأبيض المتوسط، مليئة بمئات القطع الأثرية، تضم الخزف الصيني، والأباريق، وأكواب القهوة، وحبوب الفلفل، وغليون التبغ.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن البعثة التي قادها علماء بريطانيون عثرت على حطام 12 سفينة، على عمق كيلومترين تقريباً تحت سطح البحر باستخدام تقنيات متطورة.
وأشار التقرير إلى أن السفن غرقت في مسارات الشحن القديمة، التي كانت تستخدم لنقل التوابل والحرير للإمبراطوريات اليونانية والرومانية، منذ عام 300 قبل الميلاد وما تلاها.
وأشار الخبراء إلى أن الحطام كشف عن طريق بحري لم يكن معروفاً من قبل، يربط الصين وبلاد فارس والبحر الأحمر وشرق البحر الأبيض المتوسط.
ويضم الحطام سفينة تجارية ضخمة، تعود للقرن الـ17، يبلغ طولها 43 متراً، والتي كانت تماثل حجم سفينتين في ذلك الوقت، قادرة على حمل 1000 طن، وكانت تقل على متنها سلعا وبضائع تعود لـ14 ثقافة وحضارة، مثل الزجاج والسيراميك من بلجيكا وإسبانيا وإيطاليا واليمن، إلى جانب البخور العربي.
كما عثرت البعثة بين الحطام على أباريق مطلية تمت صناعتها في مصر، ومنتجات فخارية وحبوب و12 كوب قهوة نحاسيا، يعتقد أنها كانت ممتلكات شخصية لأفراد الطاقم، لأن لها شكلا وأسلوبا مميزا، وتم شراؤها من القاهرة لتصديرها لعدة دول أخرى.
واستخدمت البعثة روبوتات إنيجما الاستكشافية في جزء موحل من قاع البحر بين قبرص ولبنان، وهي منطقة يصعب البحث والتنقيب فيها.
وقال شون كينجسلي، عالم الآثار في مشروع أنيجما للسفن الغارقة: "أعتقد أن الزجاج والسيراميك كان في طريقه من إيطاليا وبلجيكا وإسبانيا والبرتغال إلى مدينة القاهرة، التي كانت تشبه نيويورك أو لندن في العصر الحالي".
ويشكل هذا الكشف لعلم الآثار إنجازا كبيرا أشبه باكتشاف كوكب جديد، خاصة مع العثور على أقدم خزف صيني يعود لأسرة مينج الصينية تحت البحر الأبيض المتوسط، والذي كان من المثير للدهشة العثور عليه في حالة ممتازة.
وقال كينجسلي: "ربما تظن أوروبا أنها من اخترع المقاهي، لكن حطام السفن وأقداح القهوة تثبت عكس ذلك، فأول مقهى في لندن فتح أبوابه للجمهور عام 1652 أي بعد قرن من افتتاحها في بلاد الشام".