ليكُن عام سيد القوم خادمهم!!

ليكُن عام سيد القوم خادمهم!!

قبل 3 سنوات

مضى عام آخر من أيامنا وهانحن نستقبل عاماً جديداً وقد اعتاد الناس أن يستقبلوا عامهم الجديد بالمرح والبُشر حتى تكون كل أيامنا سعيدة وكلما جاء عام جديد استقبلناه بقلوب مفعمة بالأمل والتطلعات السعيدة وبصدر منشرح ونفس متجددة وحماس شديد ونقول لأنفسنا هذا العام لن يكون كغيره من الأعوام الماضية فإننا تعلّمنا الكثير وازدادت خبراتنا وتجاربنا ولابد أن نستفيد ونتلافى كل نقص وكل خطأ وقعنا فيه ونضع الخطط والأفكار لحياة أحسن وعمل متقن ولانجاز أشياء سوّفنا كثيراً في القيام بها وحذارِ أن لم نتعظ إلى ما كنا عليه في العام الماضي من بعثرة قوانا وإهمال قدراتنا وإغراقنا بالفساد ..علينا أن نحترم أنفسنا ولا نعود إلى أخطاءنا في عملنا وتصرفاتنا.

ضروري وجميل أن يعرف الإنسان كيف يعامل الناس فإن كثيراً من المنغصات التي أصابتنا في أعوامنا السابقة والأكثر من المشاكل سببها أننا لا نضع أنفسنا موضع الذين نتعامل معهم أو إننا انطوينا على أنفسنا وعشنا في عزلة أشبه بخلية مريضة لا تؤدي وظيفتها ومعاملة الناس فن يجنبنا عداواتهم ويكسبنا مودتهم ولا ينفرهم من التعاون معنا .

جميل أن يعيش الإنسان في وئام وتفاهم مع الناس فلا حقد يملأ صدورنا ويدمر أعصابنا ولا مآزق نسهر الليالي نفكر كيف نخرج منها.

نحن إن كسبنا مودة الناس نجعلهم يحبوننا فيسهل علينا بعد ئدٍ يسهل إقناعهم واقرب طريق لكسب مودة الناس هو أن نضعهم في موضع يرضيهم عن أنفسهم .. ابتعد عن التعصب والاستعلاء كن لطيفاً ولبقا فيما تريد إن تصارحهم به دون أن تجرح شعورهم ولا تبخل عليهم بمعاونتك لهم في حل مشاكلهم وتقديم الخدمات التي لا تتعارض مع الصالح العام ولا تنس أنه ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط وسيد القوم خادمهم.

أليس من الواجب أن أسع إلى تخفيف معاناة الناس بكل ما في وسعي فا شعرهم بالسعادة والراحة النفسية وأن تخفف على إنسان يتألم ويشقى ولكن لن نصل إلى هذا الصفاء النفسي إلا إذا كان لنا الجمال الداخلي الذي يشع من قلب محب رحيم نقي.. عجيب إننا لا نطيق أن تكون أجسادنا غير نظيفة ونرضى أن تكون ذواتنا من الداخل قبوراً نتنه ترعى فيها دود الأنانية والحقد والكراهية واللؤم والحسد.. كن إنساناً وأبدأ بنفسك ولا تقل كيف أكن إنساناً وأنا أعيش وسط ذئاب خاطفة.. أنه لا يمكنك أن تغير ما لا يعجبك في الناس إلا إذا غير كل واحد منا ما بنفسه أولا وسعى دائما إلى الخير
نعم .. جميعنا ينشد السعادة في العام الجديد إذاً علينا أن تكن أنفسنا جميلة تسعى إلى تجميل كل ما حولها فهذه الأنفس لم تأت إلى هذا الوجود إلا لتجعله جميلاً جاءت لتؤدي دورها الجميل فيه ولهذا جاءت كل الأديان لتنظم العلاقات بين الإنسان وأخيه الإنسان لتجعل هذا الكون جميلا.

حقا كنا نحلم في بداية العام المنصرم (2020م) أنه سيكون عاماً لإصلاح حال الناس وتوفير احتياجاتهم وتأمين الخدمات الإجتماعية.. عام ينعمون فيه بالأمن والاستقرار والسلام والكرامة الإنسانية والحصول على اللقمة الحلال والصحة وتأمين التعليم لأولادنا و محاربة الآفات الإجتماعية المدمرة للشباب وتحقيق المساواة بين الناس أمام القانون ..عام بدون تعصب ولا مناطقية ولا ظلم ولا نهب ولا رشوة .. كنا نتوقع أن تدق أجراس مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين.

كنا نحلم بعام سعيد ونهنئ بعضا بعضاً وكلاً منا يقول للآخر عامك سعيد ,لكن للأسف لم تلوح تباشير السعادة في الأفق حتى يومنا هذا.

ودعنا العام المنصرم كان مؤلماً وأشد إيلاماً عام مرعب تجلت فيه وحشية الإنسان بأبشع صورها تعطش للدماء والقتل وتعددت الجرائم الوحشية.. عام تعالت فيه المدافع وأزيز الرصاص وتساقطت الصورايخ و الطائرات بلا طيار فتقتل الأبرياء وفقدنا شبابا في عمر الزهور وتهدمت المباني فوق ساكنيها ودماء تسفك ومدافع تطلق وقنابل تلقى وأنانية جشعة لتجار الحروب والمتاجرين بالدين فاها فاغرة شدقيها تلتهم الأخضر واليابس وتقدم كل ما يرضيهم ويؤيد سلطتهم ويحمي مصالحهم وتحفظ كيانهم ويوهمون الناس البسطاء أنهم سيصلون بهم إلى الطمأنينة.

صحيح أن السعادة التي نرددها مع كل عام جديد شي رائع ينبغي أن لا يستند على أساس مادي, فالمُثل العليا هي طريقنا إلى السعادة وهي ليست مغنماً مادياً أو جاهاً أو مركزاً إجتماعياً مرموقاً لكنها مثل عليا يكافح الإنسان من أجل نصرتها وفي كل هذا هي السعادة بعينها, سعادة عمادها الحق والخير والجمال ودحر الشر وإزدراء الوصولية الدنيئة والجشع والطمع ومحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين و الإعتزاز بالكرامة الإنسانية وحب الوطن و الإنتماء أليه.

نعم لقد ظلت السعادة في وعينا الجمعي حلم من أحلام اليقظة تراود أُمنياتنا لكن وهم طموحنا جعلها تصبح بعيدة نطلبها و لم نجدها ,نسعى إليها ولم تتبين تباشيرها وكأنها كلمة جوفاء لا حقيقة لها وأصبح الإنسان الذي بدون غد لا يمكن أن يكن مع الأحياء والإنسان الذي بدون أمل لا يمكن أن يحس بالسعادة و لن يجد للحياة طعماً.. ونحن حينما ننشد السعادة مع كل عام جديد لأننا نتألم من الظلم ونريد أن نتخلص من الآمنا.. إننا نتخيل السعادة ونحن نسير ونتحرك ونشعر بالحياة ونحن نصارعها و إلا فلا فارق بيننا وبين سكان القبور.
نحن نسعى إلى وطن بلا حروب وأن تختفِ مظاهر التسلح وتحجب الدماء وتضمحل المطامع الأنانية و تسود المحبة و بها تحل المشاكل بالنية الصالحة التي تثمر وتعطي وليس هذا عند الله عسير.. فمتى يلتحم الجسم الجنوبي وتجمع كلمته.. فالعدو واحد والخطر واحد وليكن هذا العام عام سعادة عام التأم الجرح الجنوبي تتجلى فيها حكمة قصيدة( هات يدك على يدي) للأديب و الشاعر العدني الجنوب المرحوم/ لطفي جعفر أمان و غناء الفنان الكبير بحجم الوطن /محمد مرشد ناجي رحمة الله عليه, التي ظلت ولا زالت محفورة في ذاكرتنا بمثابة جرساً رناناً في عالم النسيان وصوت جميلاً تغنى به عند إشتداد المحن ونوائب الدهر و المخاطر التي تهدد الوطن و وحدة الصف الجنوبي ,أليس من الحكمة أن نتعظ من أبيات هذه القصيدة بدلالتها ومعانيها القائلة(هات يدك على يدي تعاهدني وأعاهدك وأكن لك على عهدي وتكن لي على عهدك هات يدك أقسم لك ببلادي وتقسم لي وباتكن لي وبأكن لك أخلص لك وتخلص لي شجونك تشجيني وسعادتك تسعدني لو يدك على يدي ما ببكي ولا بشكي) .

فليكن عامنا الجديد عام للمحبة والسلام و الأمن و الإستقرار و الكرامة الإنسانية و الإلتحام الجنوبي الوطني.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر