صفقات الفساد.. هذه أسباب تزايد انقطاعات الكهرباء!!

صفقات الفساد.. هذه أسباب تزايد انقطاعات الكهرباء!!

قبل سنتين
صفقات الفساد.. هذه أسباب تزايد انقطاعات الكهرباء!!
تقرير/ حنان فضل

عام بعد عام ومعاناة المواطنين بالعاصمة الجنوبية عدن تزداد مع زيادة ساعات انقطاع الكهرباء، التي تكاد تنعدم من العاصمة عدن ومحافظات الجنوب. الكهرباء حلم كل مواطن جنوبي مع اقتراب شهر رمضان المبارك، حيث تزداد الشكاوى والحديث عن الكهرباء التي تعايش معها المواطن، ولكن حاجته للكهرباء ضرورية جداً، في حين الحكومة لا تعرف هذا بل تستهين بعقول المواطنين في نشر الأكاذيب والوعود الخادعة والتضليلية عن الكهرباء، فالشعب ينتظر الفرصة المناسبة ليخرج من شرنقته المظلمة وينتزع حقوقه من فم الوحوش الجائعة التي تنهش بأجساد المواطنين.

الزميلة صحيفة "4 مايو" سلطت الضوء على ما يحدث من معاناة للمواطنين لا سيما مع قدوم شهر رمضان المبارك.

 

 

مسؤول بالكهرباء يوضح

 

وفي تصريح للمسؤول في الكهرباء أنيس معوضة، والذي تحدث عن سبب الانقطاعات المتواصلة للكهرباء بالقول: "تردي خدمة كهرباء عدن ناتج عن بعض الأيدي المسترزقة والتي تعمل لأجل توفير الطاقة المشتراة لتحل محل المحطات الحكومية وكذلك تمرير صفقات فساد غير مطابقة للمواصفات التي تعمل على تآكل وإهلاك المعدة وتدميرها وإيقافها بشكل نهائي عن العمل لكي يبقى الطلب على الطاقة المشتراة إلزاميا للحصول على العمولة".

وأضاف: "هناك من يريد تمرير صفقة البوابة الأوروبية وبرلين المشبوهة غير المطابقة للمواصفات بشكل شبه كلي، بحسب تقرير لجنة فاحصة من كبار مهندسي محطة الحسوة الحرارية ومن بُنيت المحطة على أكتافهم، ويأتي أناس لهم مآرب أخرى غرضهم تمرير الصفقة سواء كانت سليمة أو غير سليمه لا يعنيهم الأمر شيئا، وهذه هي أحد أسباب تردي خدمة الكهرباء".

 

 

 

وتابع: "من أسباب تردي خدمة كهرباء عدن عدم الصيانة والتأهيل لمحطات التوليد في أيام الشتاء وعدم توفر الوقود بشكل منتظم، وهناك مولدان في محطة المنصورة يحتاجان إلى قطعتي غيار فقط ويدخلا في الخدمة، ولكن الأيدي العابثة أبت توريد هذه القطعتين لكي ترفع التوليد وتعمل على زيادة ساعات الانطفاء. هناك بعض الأيدي الخبيثة المسترزقة تعمل على تردي خدمة كهرباء عدن لأجل تمريرات مشبوهة".

 

الكهرباء.. ورقة ضغط

 

بدوره، قال الأستاذ فيدل عبدالله محمد البشيري، معلم اللغة الإنجليزية: "تحية لكم ولصحيفتكم الموقرة على جهودكم في تلمس هموم المواطن في جنوبنا الحبيب.. وفي حقيقة الأمر كمواطن جنوبي يعاني الكثير والكثير من الويلات والمعاناة الشديدة جراء سياسات الحكومات المتعاقبة التي عملت على تدمير كل شيء جميل، ومنها المؤسسات الخدمية، فالكهرباء ملفها شائك ومعقد بسبب لوبي الفساد المتأصل في جذور الدولة العميقة والتي ورّثت لنا لوبيات ومافيات حولت حياة المواطن الجنوبي جحيما، خصوصاً مع دخول فصل الصيف من كل عام. فساد الكهرباء وراءه قوى متنفذة تستخدم هذا الملف للاسترزاق وكأوراق ضغط على شعب الجنوب بهدف إذلاله وتركيعه حتى يتماهى مع مخططاتهم الخبيثة والقذرة".

وأضاف لـ"4 مايو": "نعم سيظل ملف الكهرباء شأنه شأن الملفات الأخرى يؤرق حياتنا وبالذات مع حلول شهر رمضان المبارك وحاجة الناس لمثل هكذا خدمة حيوية وبخاصة في عدن والمدن الساحلية".

 

 

استمرار انطفاء الكهرباء وشهر رمضان على الأبواب

 

فيما قالت المواطنة سوسن شهاب: "يا ناس، يا حكومة، نحن تعبنا من الكهرباء، وشهر رمضان على الأبواب، ما الحل؟ قالت الشرعية بيصلحوها بالبترول أو بالديزل أو بالغاز طلع ولا شيء! مكانها الكهرباء لم تتغير ولا تحسنت! قالوا نزّلوا محولات وأجهزة ولا شيء! من سبب مشاكل الكهرباء؟ من المسؤول الأول بالكهرباء؟ تريدوا الناس تموت عشان تسجل حالات كورونا في الجنوب، ما في كورونا في الجنوب، كذب، في سرقة، نحن كم بنجلس على هذا حال والكهرباء كما هي! ما هو الحل يا شرعية يا فاسدة؟ حرام فين بتروحوا من ربنا؟ شعب الجنوب تعب لكن صابرين عشانك يا وطن الحبيب، ورمضان شهر الرحمة، وسيأتي الخير".

بدوها، قالت المواطنة وفاء علي محمد عبده: "الكهرباء هذه الأيام سيئة جداً وتكاد تكون معدومة".

 

 

تحت ظل الفساد يزداد تردي الخدمات

 

وفيما قالت نوال أحمد محمد: "نحن الشعب نتطلع إلى أن تتوفر لنا الخدمات، ولكن للأسف تحت ظل الفساد تزداد تردي الخدمات ومعاناة شعبنا، نحن نتطلع إلى إصلاح الكهرباء ودون انقطاع إلا إذا ثار شعبنا ضد الفاسدين ومحاسبة كل الفاسدين وإحالتهم إلى القضاء.. ونتمنى ونتطلع إلى الأفضل كشعب وتوفر كل الخدمات تحت قيادتنا الحكيمة الذي يرأسها القائد عيدروس قاسم الزبيدي وإخراج بلدنا إلى بر الأمان واستعادة دولة الجنوب".

 

 

الكهرباء.. مشكلة متجددة كل صيف

 

وتحدث المواطن مناف الكلدي عن معاناتهم في شهر رمضان قائلا: "للأسف الشديد مشكلة الكهرباء هي المشكلة المتكررة في كل صيف من كل عام، وهي المشكلة التي لم يتم إيجاد حل لها منذ سنين، وهذا بحد ذاته يطرح علامة استفهام على الحكومات المتعاقبة وفشلها الذريع في توفير أبسط الأشياء ومنها الكهرباء، ولكم يحز في أنفسنا عندما نرى دول الجوار قد وصلت إلى ما وصلت إليه من تطور تكنولوجي كبير وأصبحت تلك الدول تحتفل بمرور سنين على آخر انطفاء للكهرباء وأصبحت الدول تخترع وسائل جديدة لتوليد الكهرباء بينما نحن لا نزال نراوح مكاننا، بل على العكس من ذلك فقد تراجعنا للوراء في الوقت الذي تتقدم فيه الدول وأصبح الشغل الشاغل للمواطن البسيط في عدن والجنوب هو حساب عدد ساعات انطفاء الكهرباء في اليوم! ناهيكم عن الخدمات الأخرى المتردية من انقطاع المياه وتدفق المجاري وغيرها الكثير الكثير".

وأضاف: "قديماً كانت الذرائع أن عدن مرتبطة بمأرب، وتحت هذه الشماعة كان يتعذب المواطنون في عدن بقطع الكهرباء عنهم، ولكن بعد تحرير عدن من مليشيات الحوثي وعفاش تعشمنا خيرا وقلنا بأننا سنتخلص من فساد المحتلين الشماليين، ولكن الحقيقة أن أذرع المحتل لا زالت تعبث في المرافق الحيوية في الجنوب مثل الكهرباء ومصافي عدن وشركة النفط والمياه وغيرها، والتي تمارس التعذيب بحق شعب الجنوب في أبشع صوره دون رقيب أو حسيب، ونحن حقيقة نرى أن الشرعية وأذرعها الإخوانية هي من تقف خلف حرب الخدمات في الجنوب وزادت الحرب الخدمية ضراوة مع دخول المجلس الانتقالي الجنوبي في حكومة المناصفة بهدف إثارة الشعب والمواطنين على المجلس الانتقالي، ولكن نقول لهم: إن ألاعيبكم قد فهمناها ونحن نعلم أنكم من تقفون خلف مشاكل الخدمات، وقد رأينا ذلك عيانا منذ عام 2015 حيث لم تقدموا شيئا يذكر في الجانب الخدمي طوال السنوات الماضية".

 

 

 

وتابع: "نستغرب من افتعال أزمة الخدمات في العاصمة عدن والجنوب ومنها أزمة الكهرباء والتي يراد منها تركيع المواطنين في الجنوب بعد أن عجز الإخوان عن هزيمتنا في الحرب، ولكن نقول لهم: هيهات هيهات، فما عجزتم عن تحقيقه بحربكم لن تستطيعوا أن تحققوه بحروب الخدمات التي تشنونها على شعب الجنوب، وسيُفشل شعب الجنوب مخططاتكم كما أفشلها من قبل".

واختتم حديثه بالقول: "رسالتنا اليوم نوجهها إلى محافظ العاصمة عدن نطالبه بوضع حد للعبث الحاصل في المرافق الخدمية في العاصمة عدن والضرب بيد من حديد لكل المسؤولين في تردي الخدمات وتقديمهم للعدالة ومصارحة الشعب الجنوبي بالمسؤولين عن تردي الخدمات في الجنوب ليكون المواطن على دراية تامة بالأعداء الذين يحاولون تركيع شعب الجنوب بكل الوسائل، ونحن نثق في محافظ العاصمة عدن ونراه الشخص القادر بإذن الله على تغيير عدن إلى الأفضل".

 

 

معاناة هذا العام كبيرة

 

من جانبه، قال رامي الردفاني، سكرتير صحيفة سما نيوز: "‏معاناتنا مع الكهرباء هذا العام كبيرة جدا بداية من أيام الشتاء، كما هو معلوم أن استهلاكنا للكهرباء في الشتاء أقل بكثير من الصيف".

وأضاف: "ما يؤرق مضاجعنا هو كيف سيكون حالنا في الصيف وفي شهر رمضان مع احتياجنا الكبير للكهرباء، فجل أمورنا الحياتية اليومية على ارتباط وثيق بالكهرباء، حيث تعمدت الحكومة اليمنية حرمان المواطن الجنوبي من أهم الخدمات وهي الكهرباء التي تعتبر من أهم الشرايين الأساسية في أعمال المواطن اليومية وما تحتاجه المرافق الصحية والخدمية من المستشفيات والمستوصفات والمصانع والمنازل والمدارس وغيرها".

 

 

التدهور المتعمد للكهرباء جريمة إنسانية

 

فيما قالت النقابية أفراح عبدالله: "التدهور المتعمد للكهرباء والخدمات جريمة إنسانية بكل المقاييس، وأيضا راتب المواطن لا يغني من جوع ولا يسد احتياجا في ظل انهيار مستمر للعملة وارتفاع الأسعار، فإن استمرار الحال على ما هو عليه من تردي الأوضاع والخدمات حتى بعد تشكيل حكومة المناصفة التائهة أوصلت المواطن معاناته تحت الصفر الذي لا يجد قيمة قبره على حساب التنمية والبناء والتعمير".

وأضافت: "نذكّر المعنيين أن القانون الدولي الذي يحتم على الدول المفوضة تفويضا أمميا بإدارة شؤون الدول والتي تقع تحت مسؤوليتها وسيطرتها ليس عسكريا فقط بل حتى خدماتيا وإداريا، وأيضا كجانب ديني وإنساني عليها أن تدعم قطاع الخدمات المتدهورة في عدن والجنوب حتى تعود إلى مستوياتها السابقة، فاليوم أصبحنا لم نعد نطمح بأكثر من ذلك، فقد تبخرت أحلامنا بسبب هذه الوضع الكارثي المرير".

 

 

 

وتابعت: "أين الوعود بشراء محطة 120 ميجا وات للكهرباء لعدن؟ الحكومة ستظل تتملص وتتلذذ في حصارنا بالمرتبات والخدمات ومازوت الكهرباء فقد تتوقف كلياً في صيفنا القادم، كما نرى في فصل الشتاء انطفاء بتسع ساعات وتعود ثلاث ساعات! كيف سيكون في الصيف القادم ومع قدوم الشهر الفضيل؟ وإلى متى سنظل نعاني مع دخول السبع سنوات من تحرير أرضنا؟ هل هو ضريبة تحريرنا أرضنا؟".

 

 

 

وأكملت: "على الانتقالي الجنوبي ومحافظ عدن إيجاد حلول لهذه الأزمة الطويلة والمهمة التي افتعلتها الشرعية الفاسدة عمداً وتنكيلا بالشعب في الجنوب؛ لأن الأمر خطير والقادم أخطر، يجب العمل بجدية لمواجهة المستقبل بالاعتماد على الذات".

فيما قالت النقابية مها صالح عوض: "انقطاع الكهرباء لساعات طويلة تؤدي إلى عرقلة العديد من الخطط والبرامج العملية ونطالب بتوفير أبسط حقوق المواطن وهي خدمة الكهرباء لإنجاز عمله".

 

 

معاناة أزلية يتوارثها الأجيال

 

وقالت رئيسة مؤسسة أمل لرعاية الأيتام والفقراء والأعمال الإنسانية أمل مصلي: "معاناة الموطن مع الكهرباء أزلية وراثية ترثها الأجيال في عدن عاما بعد عام وجيلاً بعد جيل، وفي الفترة الأخيرة ازدادت الانقطاعات والأسباب معروفة، ولكن لا يوجد لها حل جذري، للأسف رمضان على الأبواب والصيف على مشارفه وانقطاع الكهرباء المتكرر سيكون أمرا كارثيا للصائمين، جميعنا سنعاني الأمرين من إرهاق الصيام وما يسببه انقطاع الكهرباء من عرقلة أعمال المنزل في جو حار ومعدة خاوية، والطامة الكبرى عندما تنطفئ وقت الفطور أو أثناء السحور، تأكل الناس وهي لا ترى ما تأكله، معاناة ستظل معنا إلى ما لا نهاية للأسف الشديد إن لم تجد من ينهيها".

 

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر