رسالة مختصرة

رسالة مختصرة

قبل سنتين

لا يختلف اثنان أننا في مرحلة تمنينا كجنوبيين الوصول إليها منذ سنوات، خصوصًا في الجانب العسكري والسياسي والدبلوماسي، كما أن هذه المرحلة تُعد الأهم والأخطر في آن واحد للقضية الجنوبية العادلة.

 

أننا أمام مُفترق طرق.. والعدو يتربص، ويحاول جاهدًا نسف كل ما بُني كي يحلوا له السيطرة على الجنوب مرةً أخرى؛ فقد أصبح هدم المجلس الانتقالي الجنوبي كحامل للقضية الجنوبية هدفًا يطمح الأعداء لتحقيقه، بل أصبح حلمًا يراودهم؛ لإدراكهم أن بعد ظهور المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي أصبحت القضية الجنوبية حاضرة وعلى أرض الواقع وبقوة عسكرية وسياسية ودبلوماسية وإعلامية، بعد أن كانت تلك القوى المُعادية للجنوب تتلاعب بقضية شهداء الثورة الجنوبية، وكانوا يصنعون ممثلين للقضية الجنوبية في أي مفاوضات سياسية يحركونهم كيفما شاؤا، وإلى أين ما شاؤا.

 

لذا فأعداء الجنوب اليوم يدركون الخطورة الكبيرة من استمرار المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس الزُبيدي، ويرون في ضربه، وتفتيته مصلحة للحفاظ على ثرواتهم النفطية والبحرية والزراعية والاقتصادية التي ينهبوها، ويتقاسموها من أرض الجنوب الحر.

 

لقد أصبح أي خطاء في هذه المرحلة، وإن كان بسيطًا، غير مقبولًا، ويجب التريث في كل الخطوات، ودراستها من كل الجوانب.

 

كما يجب أن يدرك بعض الأخوة الذين يحاولون تصحيح الأخطاء أو الهفوات من خلال الذهاب للحديث عبر وسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي بأن هذا الأمر لم يُعد مقبولًا، فالعدو يتربص لكل زلة ليعمل عليها.. فمن لديه أي انتقاد أو تصحيح عليه كتابة كل شيء في ورقة وإيصالها لكل المعنيين، فليس من الضروري الالتقاء بالرئيس أو أي أحد من القيادات كي يُطرح عليه الأمر، إلا في الأمور الهامة التي لا تقبل النقاش إلا وجهًا لوجه، كما أن هناك طُرق عديدة لإيصال النقد، فليس معقولًا أن تكون وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي هي الخيار الوحيد للحديث عن الأخطاء.

لقد أصبحنا في مرحلة لا تحتمل أي هفوة، أو أي سذاجة.. يجب أن نتقبل بعضنا.. يجب أن نضحي لبعضنا.. يجب أن نكون سند لبعضنا.. يجب أن يكون همنا الأول والأخير الوصول لهدف شهدائنا الأبرار المتمثل في استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو / أيار 1990م.

تخيلوا لو كل شخص لديه خلاف أو أي اشكال أو نقد أو تصحيح يتحدث به عبر الفضاء الإلكتروني المُتاح للجميع، بتأكيد ستكون هناك فوضى عارمة، وستكون كل تلك الكتابات وجبات دسمة للعدو الذي ينتظر أي هفوة لالتهام الانتقالي والجنوب كله، والقضاء على كل ما هو جنوبي.. فلو قارنا المنزل الواحد الذي تعيش فيه أسرة كبيرة، وكل مشكلة (صغيرة أو كبيرة كانت) يعلم بها الجميع (الجيران والأهل والأصدقاء)، ويتم مناقشتها أم الجميع فكيف ستكون هذه الأسرة؟

ألا ترون أنها ستكون مفكفكة؟ يُسهل التهامها؟ ستكون كل أوراقها مكشوفة، فيُسهل هزيمتها.

 

ليكنْ حرصًا على الجنوب وقضيته، وعلى الحفاظ على الانتقالي بقيادة الزُبيدي كحفاظًا على منزلنا وأسرتنا، ومن لا يعمل لا يخطى.. فهنا نحن لا نقول إنه يجب التغاضي على الاخطاء، بل تصحيحها دون اشهار.. يجب أن نجعل العدو لا يعلم عنا أي شيء.

...

...

#علاءعادلحنش

4 مايو / أيار 2021م.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر