"لوموند": غزة غداة الحرب.. دمار وحداد واحتفالات‎

"لوموند": غزة غداة الحرب.. دمار وحداد واحتفالات‎

قبل 4 سنوات
"لوموند": غزة غداة الحرب.. دمار وحداد واحتفالات‎
الأمين برس / متابعات

رصد تقرير نشرته صحيفة ”لوموند“ الفرنسية تفاصيل اليوم الأول لوقف إطلاق النار في غزة.

 

وقالت الصحيفة إن ”سكان غزة كانوا يتجولون بين الأنقاض، وسط الدمار والحداد المخيم على المدينة لكنهم كانوا يحتفلون بحريتهم الجديدة“.

 

يقف محمد الكلك، الشاب ذو الأربعة والعشرين عاما الذي نجا بأعجوبة من القصف، مثل شبح من بين الحشود وذراعاه مغطيان بجروح وتغرق عيناه بالدموع وقد نجا ووالدته من انهيار المبنى الذي تعيش فيه عائلته في شارع الوحدة وسط غزة.

 

ويوم الجمعة 21 أيار مايو، في اليوم الأول لوقف إطلاق النار الذي أنهى أحد عشر يومًا من القصف الإسرائيلي يأتي سكان بلدته إلى هنا مع عائلاتهم ليروا بأنفسهم أكوام الأنقاض الضخمة.

 

وذكر التقرير أنّ ”الجيران كانوا يرحبون بالعائلتين اللتين تعرضتا لأسوأ مذبحة في هذه الحرب يوم الأحد 16 أيار مايو“.

 2021-05-118466298_blockafp

 

وأحصت عائلة الكلك 22 شهيدا وقد عُرضت قائمة بأسمائهم عند مدخل الخيمة حيث يتجول محمد ويتلقى التعازي لمدة ثلاثة أيام، بينما فقد جيرانهم عائلة العوف ستة عشر شخصا.

 

وروى التقرير أنه ”في تلك الليلة توقف محمد لفترة طويلة في المتجر الصغير الذي يديره مع أشقائه الثلاثة وكانوا قد افتتحوه قبل شهرين، كان محمد يحلم بوظيفة أخرى حيث درس التصميم الصناعي لكن في غزة 70% من الشباب عاطلون عن العمل“.

 

وعلقت الصحيفة: ”إنها أمسية كئيبة ومتوترة لم يكن هناك زبون واحد في شارع الوحدة الذي عادة ما يكون أحد أكثر الشوارع ازدحاما في وسط المدينة صار مهجورا، في منتصف الليل يخفض محمد الستارة ويصعد إلى الطابق الثاني من هذا المبنى الذي بناه جده وهو أحد المبنيين المتجاورين من ثلاثة وأربعة طوابق حيث تعيش عائلة كاملة من الطبقة الوسطى في غزة.“

 

وتابع التقرير: ”لم يكن أحد ينام هناك، يتردد صدى الضربات الإسرائيلية على فترات عشوائية“.

 

وقال محمد للصحيفة: ”مع القصف تصبح الأيام ليلا وتتحول الليالي إلى أيام.. في حوالي الساعة الواحدة صباحًا كانت الضربة الأولى.. نزل الجميع إلى القبو وهرعت إلى غرفة والدتي وهي مريضة بالسرطان، عانقتها وحاولت الخروج معها من الشقة فبدأت الجدران والسقف يتساقطان علينا وأنا أحملها بين ذراعيّ“.

 

 2021-05-3TYC4HRE7ZHV5EUXDTTVNARLIE

يتذكر محمد الصراخ والغبار الذي يحجب عنه الرؤية ويخنقه والنيران، وتشكلت كومة من الأنقاض مثل القبة حول جسده ما شل حركته، كان عمود أسمنتي مكسور عالقا فوق صدر والدته، لكنها واعية تحدث معها لمدة أربع ساعات وقد أخرجه رجال الإنقاذ أولاً، لم يكن لديهما كسر في العظام بينما أطلق الأطباء في مستشفى الشفاء، المركز الطبي الرئيس في غزة، سراحهم بسرعة ومات الآخرون: إخوة محمد وأخته وابن أخيه قصي وزوجة أخته ووالده وأجداده.

 

وتحدثت الصحيفة عن مزاعم الجيش الإسرائيلي بأنه ”لم يستهدف منازل مدنية وإنما كان يسعى لتدمير نفق لحركة ”حماس“ في غزة حيث يدعي أن قيادات الحركة الإسلامية يختبئون وقد انهارت المباني مع النفق ما تسبب في إصابات مدنية غير مقصودة“.

 

لكن محمد لا يصدق ذلك وقال: ”لو كان هذا النفق موجودا لكنا رأيناه في الحفرة التي خلفتها القنبلة“.

 

ووصف التقرير آثار القصف الإسرائيلي في هذه المنطقة: ”ضربت القنابل هنا كما في صندوق رمل وحفرت في الطريق حفرة بعمق عدة أمتار – أي ما يعادل تأثير قنبلة تزن 500 كغم ـ نتيجة القصف انفصل مبنى فوقه عن الجدار الأصلي.. وبعيدًا قليلاً عن شارع التسوق يقف شاب على عتبة باب مفتوح على الفراغ، في الطابق الثالث كان السلّم الذي كسره انهيار المبنى المجاور يتدلى مثل آلة الأكورديون تحت قدميه“.

 

المصدر: إرم نيوز

 

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر