الوحدة اليمنية خديعة يخلدها التاريخ ويدفع ثمنها شعب الجنوب

الوحدة اليمنية خديعة يخلدها التاريخ ويدفع ثمنها شعب الجنوب

قبل 4 سنوات
الوحدة اليمنية خديعة يخلدها التاريخ ويدفع ثمنها شعب الجنوب
تقرير / منير النقيب

بدافع الوطنية والحماس العربي في الوحدة العربية القومية ذهبت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية اواخر حقبة الثمانينات الى الدخول في وحدة مع الجمهورية العربية اليمنية من اجل واحدية اليمن والانسان والثروة وديمومة العدل والمساواة.

 

ولكن نتائج هذا التوجه لم تكن حسب التوقعات وما حدث عكس ذلك تفاجئ شعب الجنوب بعد فترة وجيزة من توقيع اتفاقية الوحدة بحقائق على الأرض غيبت دلالات وابعاد الشعارات الحماسية في واقع الوحدة اليمنية لتظهر تجليات وحدة الفيد ونهب الثروات واصبح شعب الجنوب يعض أصابع الندم على تلك الخطوة التي صادرت مقومات الدولة بالكامل وادخلتها في جحيم قضى على الأخضر واليباس وطال كل ماهو محسوب على دولة الجنوب ارضا وانساناً.

تلك التوجهات ذات الطابع العاطفي والقومي العربي لم تدرس ابجديات الدخول في مشروع الوحدة اندماجية بين الجنوب والشمال وانما سارعت بفعل الشعارات المتأصلة في بوتقة اللحن الثوري الوطني اليمني الى وحدة قلبت مفهوم الوطنية والثورة الى واقع اخر جسد معاني النهب والبطش ومصادرة موارد وخيرات دولة الجنوب وفق مخطط تم اعداده من قبل نظام الشمال "الجمهورية العربية اليمنية" قبل الشروع بالتوقيع على اتفاقية الوحدة.

غلطة تاريخية تخلد في ذاكرة الأجيال المتعاقبة عن كيفية ايصال دولة بكامل مقوماتها الى هاوية وحدة الفيد والاقصاء رغم معارضة الكثير من القيادات السياسية من عملية الخوض في وحدة اندماجية من اول خطوة..

ولأكثر من ثلاثة عقود والجنوب وشعبة يدفع ثمن فاتورة الوحدة وثمن الأفكار الاشتراكية والعروبة القومية التي كان يتغنى بها الشريك الاخر اليمن العربية ، وما يزال الجنوب يدفع والفاتورة طويلة يرافقها الرفض والنضال الجنوبي المستمر بهدف الخروج من مستنقع وحدة الغدر واستعادة دولة الجنوب التي صادرتها مخططات استعمارية جاءت بجلباب الوحدة القومية العربية كاسم وشعار فقط حيث انكشف الستار عن هذا الشعار بعد توقيع اتفاقية الوحدة بعامين واتضحت واقعية تلك الأهداف والسيناريوهات التي حولت الجنوب الى ارض مباحة وغنيمة احلت فيها النهب والبطش والفساد جسدت معاني الظلم والاستبداد من الشريك الوحدوي الطامع في كنوز وخيرات الجنوب من شرقة الى غربة ، والذي حول واقع دولة ذات سيادة الى اطلال يحكي ماضيها وحاضرها عن تاريخ ما قبل اليوم المشؤوم 22مايو / 90م، حين كانت دولة سباقة في تطبيق نهج نظام الإدارة والحكم وفق القوانين والسلوك المؤسسي المدني لتتحول الى دولة تسيرها القبيلة وتستبيحها ايادي البطش الجائعة القادمة من الشمال لتحقق هدفها بالقضاء على كل مقومات الدولة المدنية التي عهدت منهج الحضارة ودرب المؤسسات المدينة الحديثة.

 

ثمار الوحدة بعد 30 عام

 

وبعد 30 عام من الوحدة وتبعاتها وطابع الانتهاكات التي شابت اعوامها الثلاثين ورغم الانتقادات الخارجية للمراكز والمنظمات الحقوقية الموجهة للقوى المتشبثة بوحدة الدم والنهب على عبثية السلوك واجرامية العمل بحق الإنسانية طيلة ثلاثة عقود بحق سكان الجنوب لا يزال هؤلاء الطغاة جبابرة الوحدة وأنظمة الشمال يضربون بسياطهم شعب الجنوب الذي دلج اليهم بروح الوطنية والاخوة راجيا وحدة الشراكة والعدالة المتساوية.

الى اليوم اساليب متعددة تستخدمها قوى الاستعمار الشمالي لتعذيب شعب الجنوب حيث انتقلت بعد انكسارها عسكريا امام الصمود الجنوبي ذهبت الى أساليب عقابية وانتقامية أخرى عن طريق حرب الخدمات والأزمات القاتلة بغية تركيع شعب الجنوب بتنفيذ وسائل العقاب الجماعي في قطع الخدمات الضرورية ومصادرة الرواتب ، وزعزعة الامن والاستقرار من خلال تغذية ودعم العمليات الإرهابية داخل العاصمة عدن.

 

تجديد العهد الإخواني

 

وفي ظل الإصرار الخبيث على التمسك بوحدة النهب الثروات الجنوبية جدد ما يسمى بالتحالف الوطني للأحزاب والقوى الوطنية الذي أسسه رئيس حزب الإصلاح الإخواني محمد اليدومي، هجومه على الجنوبيين في الذكرى الـ31 لإعلان الوحدة اليمنية 22 مايو 1990.

ووصف تحالف اليدومي، في بيان له، مطالبات شعب الجنوب بحقوقه بأنها هوية دخيلة على اليمن، مؤكداً استمرارهم بالحرب على الجنوبيين.

وقال ما يسمى بالتحالف الوطني للأحزاب، في بيانه، "إن الوحدة اليمنية أرضا وإنسانا كانت وستظل هي المرتكز الهام والرئيسي للهوية الوطنية اليمنية، وإن التاريخ الاجتماعي والثقافي يؤكد واحدية الهوية اليمنية عبر كل العصور، وإن الدعوات السلالية والطائفية والمناطقية والعنصرية ليست سوى هويات دخيلة على الهوية الوطنية الواحدة والنضال الوطني الواحد".

واعتبر جنوبيون أن البيان الصادر عن ما يسمى بالتحالف الوطني للأحزاب اليمنية الذي يقوده حزب الإصلاح، استفزاز للجنوبيين واستمرار القوى الفاعلة داخل الشرعية بالحرب على الجنوب.

 

بزوغ الامل الجنوبي

 

وفي زخم الثورات النضالية الجنوبية منذ سنوات تشكلت بالجنوب حركات شعبية وثورية واجهت طغيان المستعمر الشمالي بمظاهرات سلمية الى ان خرج من صلب الحراك الجنوبي الحامل السياسي المجلس الانتقالي الجنوبي في هيئة كيان جنوبي منظم واسع النطاق يحمل راية تحرير واستقلال الجنوب ويواصل مسيرة النضال السياسي والعسكري داخليا وخارجيا في سبيل استعادة دولة الجنوب والخروج من دوامة الوحدة اليمنية المشؤومة وانتزاع كرامة وحرية شعب الجنوب بكافة الطرق والوسائل المتاحة.

وبفعل الصمود الجنوبي والمواقف الوطنية القوية لقيادة المجلس الانتقالي ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي حضي الجنوب بجيش قوي يذود عن مكتسبات الثورة الجنوبية ويقارع قوى الاحتلال بعد طردها بهزيمة ساحقة خلال حرب 2015م واستطاع المجلس الانتقالي في سنوات قليلة من اظهار جوهر القضية الجنوبية وتكوين اللبنات الاولي للدولة القادمة من خلال التحركات الدبلوماسية الخارجية والنجاحات الداخلية العسكرية والسياسية والاجتماعية.

 

الرئيس يخاطب الشعب بفك الارتباط

 

وفي خطاب الرئيس الزُبيدي الموجه الى شعب الجنوب بمناسبة الذكرى الـ (27 لفك الارتباط الجنوب من وحدة الشمال) قال الرئيس الزبيدي إننا نمرُّ اليوم بمرحلة مفصلية من نضال شعبنا، تحققَت له فيها مكتسبات وطنية كبيرة، وازداد فيها صلف وتعنّت قوى نظام صنعاء القديمة المتجددة ضد شعبنا، مكرسة سياسة العقاب الجماعي وتفريخ الإرهاب ونشر الفوضى ونهب المال العام وتسخيره لشراء الذمم ومحاولة تمزيق النسيج الاجتماعي الجنوبي، ظناً منها أن هذا النهج سيحقق لها مبتغاها، ولكن هيهات لها ذلك، فإنما تعجل موعد إنهاء احتلالها بكافة أشكاله.

 

وحدة الإبادة

 

اما فيما يتعلق بجرائم نظام الشمال المرتكبة تحت شعار الوحدة اليمنية اكد الرئيس الزبيدي بأن أعداء الجنوب بعد حرب 1994م تمكنوا من الإجهاز على قدرات الجيش والأمن الجنوبيين بالتفكيك والاغتيالات والتسريح والإحالة إلى التقاعد، ولكننا -وبعون الله تعالى- تمكنا خلال السنوات الأخيرة وبعد تضحيات جسيمة قدمتها المقاومة الجنوبية من بناء جيش وأمن بعقيدةٍ وطنيةٍ جنوبيةٍ عربيةٍ راسخة، تمكنا رغم حداثة نشأتهما من تحرير أجزاءٍ واسعة من أرض الجنوب، وحققا نجاحاتٍ مشهودٍ لها إقليمياً ودولياً في مكافحة الإرهاب وتثبيت الأمن، وحماية المصالح العامة والخاصة، وقد أصبحا اليوم مصدر فخر لشعب الجنوب، وعلى الجميع أن يسهم في تيسير أدائهما لمهامهما الوطنية، ونؤكد بأننا نعمل على تطوير منظومة الدفاع والأمن الجنوبي لضمان قدرتها على أداء مهامها العسكرية والأمنية وفق أطر مؤسسية تحقق القدرة الكاملة على تثبيت الأمن وحماية الجنوب من كافة التهديدات والمخاطر.

 

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر