من ولد ميتاً الى طرف سياسي وعسكري فاعل على الأرض لا يمكن تجاوزه او القفز عليه ،هكذا يتجسد المشهد السياسي اليوم في العاصمة عدن ليبقى المجلس الانتقالي الجنوبي رغم اي تحفظات لدى اي طرف تجاهه إلا أنه يبقى الحامل السياسي والعسكري والرافعة الفولاذية التي تستطيع تقديم مطالب الشعب في الجنوب على وجه أفضل وبترتيب سياسي ملحوظ يليق بالقضية..
بالإمكان إصلاح اي اختلالات وانتقادها بموضوعية فالانتقالي في الاخير ليس حزباً ايدلوجياً يرفض النقاش او الاختلاف ليجعل من خلافك معه وكأنه خلاف مع الله او الدين أو العقيدة.
بالإمكان اصلاح الاختلالات لان المجلس الانتقالي ليس ملك لأحد بعينه او منطقة بعينها بل هو ملك الشعب الجنوبي قاطبة ولكل من آمن بحق الجنوب ارضاً وانسانا فهو منجز سياسي توج كل مراحل النضال
كل شيء بالإمكان إصلاحه وتنظيمه وترتيبه لكن ليس بالإمكان أن يسمح لأحد بأن يعمل على هدم كل ما تم بناءه والتنازل عن دماء الشهداء ليغامروا بنا بالقفز إلى الفراغ والمجهول،،
رغم كل شيء يبقى المجلس الانتقالي الجنوبي هو اغلى مكتسب سياسي يمكن أن يتمسك به الشعب في الجنوب ولا مانع من إصلاح اي اختلالات دون أن نضطر لإيقاف اي عمل سياسي يتعاطى مع العالم والإقليم وفيه ما يؤسس لفتح باب التعامل السياسي المباشر مع الجنوب بعيدا عن أوصياء مشائخ الشمال واحزابهم وجماعاتهم واذنابهم .
اليوم لا يمكن إخفاء حقيقة أن الانتقالي رغم كل شيء ورغم اي شيء إلا أنه استطاع أن يثبت انه قادر على إدارة المعركة في كل الجبهات التي يتواجد بها ويكفيك ان تعرف انه لم يتم استعادة منطقة واحدة دخلتها القوات المسلحة الجنوبية ورفعت فيها راية الجنوب من قبل مليشيات الحوثي عدا بيحان وعسيلان وغين في شبوة في عهد بن عديو والاخوان الذين فرطوا بها بغمضة عين،،
لم يخسر الجنوبيين ارضاً هم فوقها سواء في جبهات الضالع او جبهات الصبيحة وطور الباحة او شقرة او جبال لودر او حتى في حروب الارهاب وتثبث الأمن التي كان يراد لها أن تذهب بالعاصمة عدن إلى مجاهل الفراغ والانفلات الأمني.،
رغم كل التحفظات التي يمكن أن تسردها يا صديقي الا انه لا يمكن اخفاء حقيقة ان الانتقالي اليوم هو حجر الزاوية في البناء،،
ومازال الطريق شاق ويحتاج إلى تكاتف الجميع والى صبر وثبات وقلوب تقبل بعضها وتحب بعضها فمقدار ما بقي من وقت قد تقلص واصبح اقل بكثير مما قد مضى .
عبدالقادر القاضي
أبو نشوان
