يمر الجنوب اليوم بمنعطفات هامة، وخطيرة على كافة المستويات، تتطلب من جميع أبناء الجنوب المؤمنين بهدف استعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو / أيار 1990م، التكاتف، ورص الصفوف، وتوحيد الجهود لمواجهة المؤامرات التي تُحاك ضد الجنوب، وقضيته وشعبه، وقواته المسلحة الباسلة.
اننا اليوم لا نواجه عدوًا واحدًا فحسب، بل نواجه أعداء كثر محليًا، وإقليميًا، ودوليًا، وأما أخطر الأعداء فهم هؤلئك الذين يتلونون كالحرباء!!
لا شك أن الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، قد قطع شوطًا كبيرًا نحو تحقيق تطلعات شعبه، وتضحيات شهدائه وجرحاه، فالمُتتبع للأحداث والتطورات سيُدرك كيف كان الجنوب وكيف أصبح اليوم، فالجنوب اليوم يمتلك قوات جنوبية مسلحة صلبة قادرة على مواجهة أعداء الجنوب، وإن كثروا، فالعقيدة الوطنية والدينية التي يمتلكها ابطال القوات المسلحة الجنوبية لها دورها الكبير في انتصاراته، وهذان السلاحان يُعدان من عوامل النصر لأي جيش في العالم.
ويعلم جميعنا كيف كانت قوة وهيبة جيش الجنوب، حيث كان جيشنا الجنوبي لو جشع فقط، انهارت المناطق في كل أنحاء الوطن العربي، وها هو اليوم يستعيد جيش الجنوب امجاده، وبطولاته، فأصبح اليوم لو جشع الجيش الجنوبي الحر، انهارت المناطق في اليمن الشقيق، وفي كل مناطق الوطن العربي.
كما أن وصول صوت شعب الجنوب وقضيته العادلة إلى المحافل العربية والدولية، يعتبر من ضمن الانتصارات التي حققها الجنوب، بالإضافة إلى أن صوته أصبح اليوم مسموعًا، بعد أن كان مُغيبًا طيلة سنوات الاحتلال الماضية.
مما أود التأكيد عليه هو أن معركة تحرير شبوة تُعد معركة مصيرية، وحاسمة للجنوب وأبنائه، ويجب أن ننتصر فيها بأي طريقة، وبأي ثمن؛ فالانتصار في معركة شبوة هو البداية الحقيقية، والرئيسية نحو تطهير كل أرض جنوبية طاهرة من أي احتلال، وستُرفع رأية الجنوب في كل الأراضي الجنوبية رغمًا عن أنف الحاقدين.
كما يجب على الجميع أن يعلم انه لن يدافع عن أرض شبوة وحضرموت والمهرة وكل أرض جنوبية إلا ابطال القوات المسلحة الجنوبية، أما ميليشيا الإخوان فلم نسمع قط أنها انتصرت في أي معركة أبدًا، فكل ما نسمعه تساقط، وهزائم، وجمعنا شاهد، وسمع، وقرأ عن ذلك.
لقد عمل أعداء الجنوب وشعبه، بقوة ضدنا، واتحدوا ضدنا، فاشغلونا في طعامنا، واشغلونا في ارضنا، واشغلونا في أمننا، واشغلونا في اقتصادنا، واشغلونا في كل شيء لهُ صلة بالحياة؛ وكل ذلك لأننا نقول نريد استعادة دولتنا الجنوبية.. فهل نستسلم، ونقول لهم لم نعد نريد استعادة دولتنا؟ كي يتركونا وشأننا، ولكي نعيش وكفى؟! فالتفجيرات الإرهابية الأخيرة، في بوابة مطار عدن الدولي، والتي راح ضحيتها أبرياء من أطفال ونساء، وقبلها استهداف محافظ العاصمة عدن، الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي، ووزير الثروة السمكية، دليل واضح على ذلك الاستهداف المُمنهج ضد الجنوب وقضيته.
أخيرًا.. أود أن اختم مقالي بالقول أن من أراد استعادة دولة الجنوب فإن باب المجلس الانتقالي الجنوبي العربي مفتوح وعلى مصرعيه، ومن أراد غير ذلك فليذهب إلى باب اليمن.. وكفى المؤمنين شر القتال.
...
...
الأول من نوفمبر / تشرين الثاني 2021م.