بات الحديث عن اقتراب الإطاحة بسلطة بن عيدو حديثا مفروغا منه حتى بالنسبة لقادة وأتباع تنظيم الإخوان المسلمين أنفسهم، لدرجة أنهم بدأوا يكرسون جهودهم للتعامل مع مرحلة ما بعد الإطاحة القريبة.
المعلومات والحقائق التي تكشفت تباعا خلال الأسابيع والأيام الأخيرة، مضاف لها الفضيحة الكبرى خيانة مديريات بيحان، كانت كفيلة بإظهار الصورة الصادقة لسلطة الإخوان في محافظة شبوة، وهي الصورة التي باتت على مرأى ومسمع الجميع، بدءا بالمواطنين وصعودا حتى الحكومة الشرعية والتحالف العربي.
كان من شأن هذا التعري أن يذكي الرفض الشعبي لسلطات الإخوان ويتحول إلى تظاهرات على الأرض ووسائل التواصل الاجتماعي فيما يمكن اعتبراه بأنه استفتاء ووسيلة ضغط قوية على الشرعية والتحالف لتغيير تلك السلطات، ومع استمرار وتصاعد الضغط دنت واقتربت الإجابة الآن أكثر من أي وقت مضى.
في المقابل يتلقف الأخوان الرسائل ويفهمونها جيداً فضلا عن أنهم أكثر اطلاعا على "عوراتهم" وفسادهم وهم الأكثر أيمانا أيضاً بنهايتهم القريبة، ومن المهم الإشارة هنا إلى أنهم الآن وهم داخل الدوامة هذه يجدون في انتهاء كل هذا بإقالة بن عديو منفذا للنجاه، يبذلون قصارى جهدهم لأن يقذفهم هذا الموج الغاضب خارج أروقة السلطة المحلية في شبوة فقط، خشية من أن تتصعد المطالب إلى إحالة بين عديو ورجاله إلى نيابة الأموال العامة وكذا المحكمة العسكرية.
هذا الوعي الإخواني أثمر عن خطوات استباقية باشروا العمل عليها، منها إخراج تظاهرات مدفوعة تجدد الثقة ببن عديو، مع العلم أن جميع المشاركين فيها على قلتهم، هم ممن ينتمون إلى السلك العسكري والمدني الإخواني في المحافظة.
وتهدف هذه التظاهرة بجانب تظاهرات إلكترونية يؤديها ذبابهم الالكتروني إلى محاولة إنقاذ رجل الإخوان بن عديو ليس من الإقالة إنما من الخطوات التي من المتحمل أن تعقبها وهي محاكمته بتهم الفساد والخيانة.
وعلى ذلك فإن الاستمرار في الضغط للمطالبة بإقالة بن عديو أمر متأخر كثيرا الآن، حيث من المفترض أن يبدأ الشارع اليوم بالصراخ وحض الشرعية على محاكمة الرجل والمتورطين معه لأجل استعادة الأموال المنهوبة وتحرير مديريات المحافظة من الحوثيين.