أكد منصور صالح، نائب رئيس الدائرة الإعلامية بالمجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، أن المجلس الانتقالي يدرك كل المخاطر والتعقيدات التي تعيق تطور الأوضاع في الجنوب، لذلك وكعادته تعاطى بإيجابية مع جهود ومبادرات الاشقاء لإحلال السلام ووقف نزيف الدم، وأبرزها تجاوبه مع مؤتمر السلام الذي دعت إليه دول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف صالح في حواره مع "متن نيوز" أن المجلس الانتقالي الجنوبي يبحث عن سلام حقيقي وعادل، وهذا لن يتحقق الا عبر عملية سياسية يشارك فيها الجميع وفي مقدمتهم المجلس في تصميمها ورسم إطارها.
وإلى نص الحوار..
ماذا عن مؤتمر السلام الذي دعت إليه دول مجلس التعاون الخليجي وموقف المجلس منه؟
هذه خطوة مهمة تحسب للأشقاء في مجلس التعاون الخليجي وجهودهم ومواقفهم الأخوية المشرفة لتجاوز المشكلة في اليمن والجنوب وهذا أمر ليس بالجديد عليهم، ونتمنى لجهودهم النجاح كما نتمنى على الأطراف اليمنية التقاط الفرصة واغتنامها، فالأوضاع لم تعد مقبولة واستمرارها ينذر بكارثة حقيقية وشاملة.
والمجلس الانتقالي يدرك كل هذه المخاطر والتعقيدات، لذلك وكعادته تعاطى بإيجابية مع جهود ومبادرات الأشقاء لإحلال السلام ووقف نزيف الدم، ورحب بهذه الدعوة، وهو يتطلع إلى أن تؤسس هذه المشاورات لعملية سلام حقيقي، اولًا من خلال إصلاح مؤسسة الشرعية اليمنية وإنقاذ الاقتصاد ووقف تغول الفساد، ومن ثم الانطلاق في مشاورات سلام جادة ومسؤولة تستوعب الأطراف الفاعلة على الأرض وتناقش كل القضايا، وفي مقدمتها قضية شعب الجنوب الذي يتطلع لاستعادة دولته.
ماهي المنطلقات التي يرى المجلس بضرورة توافرها للسلام جنوبًا؟
المنطلقات هي ضمان التمثيل العادل والحقيقي للجنوب في أي عملية سلام، وموقف المجلس واضح بأنه لن ينخرط في عملية سلام لم يشارك في تصميم إطارها، ولا تحفظ للجنوب وللمجلس الانتقالي على أي مشاركة فاعلة تلبي تطلعات واهداف شعبنا.
المجلس يبحث عن سلام حقيقي وعادل، وهذا لن يتحقق الا عبر عملية سياسية يشارك فيها الجميع وفي مقدمتهم المجلس في تصميمها ورسم إطارها.
كيف ينظر المجلس إلى حديث بعض المكونات وتمسكها بما يسمى بالمرجعيات الثلاثة كأساس لأي سلام منشود؟
المرجعيات الثلاث ومايشابها أكذوبة كبرى لكثرة مارددها البعض أصبح يعتقد بصوابها، وهي بالنسبة للجنوب لا تعني شيئًا، وليس في مقدورها أن تقدم للجنوبيين حلولًا لقضيتهم السياسية وأي حديث عن التمسك بها هو طرح للاستفزاز فقط وهدفه إفشال أي عملية سلام قبل أن تبدأ، فمثل هذه المرجعيات في واقع الأمر هي مشكلة بحد ذاتها وليست حلًا وهكذا ننظر إليها، وبالتالي فالحل الحقيقي - وإذا ما أراد الجميع الوصول إلى سلام - يبدا بتجاهل هذا المصطلح والبحث عن حلول حقيقية وواقعية.
برأيك ما هي الوسيلة المثلى للتعريف بقضية الجنوب اليمني للعالم؟ هل تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي كافية لعرض القضية على الشركاء الدوليين؟
قضية شعب الجنوب قضية دولة كانت عضوًا في الأمم المتحدة والجامعة العربية، وهي قضية شعب واقع تحت الاحتلال وصدرت بشأنها قرارات من مجلس الأمن الدولي في العام ١٩٩٤م هما القراران ٩٢٤ و٩٣١ والتي قضت بعدم بجواز فرض الوحدة على الجنوب بقوة السلاح من قبل الجمهورية العربية اليمنية.
للأسف هذه القضية تعرضت للتعتيم خلال ال٢٥ عاما الماضية فيما يشبه تسليم المجتمع الدولي بواقع الاحتلال الذي فرض على الجنوب.
اليوم نستطيع أن نقول أن المجلس بتحركاته الدبلوماسية النشطة وضع قضية الجنوب في مسارها الصحيح وأوصلها إلى كل المواقع والهيئات والمؤسسات الدولية وهي بذلك أصبحت رقمًا من الصعب تجاوزه، ناهيك عن الحضور الإعلامي الجنوبي الذي قدم القضية الجنوبية بشكل جيد، وأن لم يكن بالصورة المأمولة لكنه حضور مشرف على كل حال.
ندعو ونأمل من الإعلام العربي أيضًا أن يسهم بدوره في نصرة شعب الجنوب والإسهام بالتعريف والرفض لواقع الاحتلال المفروض على شعبنا ومناصرة مطالبه في الحرية والاستقلال.
ما هي المعوقات التي تقف في طريق تنفيذ كامل بنود اتفاق الرياض؟
المجلس الانتقالي الجنوبي نفذ ماعليه من اتفاق الرياض أكان في الشق السياسي أو العسكري، لكن القوى المعارضة للاتفاق مند البدء وتحديدًا جماعة الإخوان وهي المستحوذة على قرار الرئاسة اليمنية مازالت للأسف تعطل وتماطل في تنفيذ ماعليها وتحديدًا مايتعلق بسحب قواتها الموجودة في وادي حضرموت، وكذا قواتها العسكرية الموجودة في محافظة المهرة الجنوبية والدفع بها إلى جبهات القتال في مواجهة مليشيات الحوثي وهذه هي أبرز التحديات التي تواجه تنفيذ اتفاق الرياض.
جهة المجلس الانتقالي لا يوجد إشكال في تنفيذ الاتفاق نحن تعاملنا معه بإيجابية منذ البدء ولا زلنا على استعداد لتنفيذ بنوده كاملة وكما وردت.