لم نستوعب الفاجعة ولم تستوعبها عقولنا حتى اللحظة أن ذلك الوجه البشوش والابتسامة الصافية والقلب الصادق الطيب سيغادر عالمنا هذا؛ رجل عرفناه بصدق مشاعره ونقاء سريرته، لقد عودنا السياسيون بمكرهم وخداعهم بينما هذا الرجل كان فريدا بينهم أنه رجل سياسي محنك لايحب الظهور همه بناء وطن خال من الصراعات رجل مثقف بكل ماتحمله الكلمة من معنى . كان مواكبا لكل التطورات العالمية يحب العلم والمتعلمين يشجعهم على البحث العلمي ينظر لكل التطورات بنظرة ثاقبة حصيفة قلما نجد أمثاله من الرجال المخلصين ، كان إداريا وسياسيا محنكا، كم نحن بحاجة لأمثال هذه الشخصية الفريدة في مثل هذه المرحلة والمنعطف الخطير في جنوبنا الحبيب.
رحل عنا أبو بشار وهو في أوج عطائه ونضجه العقلي والفكري لكن اختصره الموت ليرحل عن عالمنا الفاني. هكذا هي الأرواح الطيبة النقية عودنا الموت على اختيارها ليرتقي بها عاليا إلى السماء حيث الأرواح الساكنة عند بارئها .
آه لفراقك أيها الرجل الطيب الصدوق لقد تبعثرت الأفكار وتاهت الكلمات بعيدا عن أفكاري ولم أجد ما أقوله من هول الفاجعة ، لقد تبلد العقل ولم يطاوعني على البوح عما يدور في قلبي من ألم وحزن . فراقك شكل ندبا في أعماق قلبي وتركه ينزف أشجانا وأحزانا على رحيلك الموجع لأنك كنت لنا الملهم في هذه الحياة المليئة بأحداث ومتغيرات سريعة في حياتنا. أعلم أنك لن تقرأ كلماتي هذه ولكن لعل هذه الكلمات تخفف عني هول الصدمة . لقد كنت لنا مثالا يحتذى به في الصدق والأمانة والاستقامة والسيرة الطيبة . كنت لنا أستاذا وقدوة كنت أبا حنونا وأخا محبا. رحلت عنا أبا بشار وحسام وافتقدنا ابتسامتك التي تبعث فينا الأمل ولكن هذه مشيئة الله سبحانه الذي كتب على ابن آم الفناء .
نسأل الله أن يسكن تلك الروح الطيية الفردوس الأعلى من الجنة مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
نعزي أنفسنا ونعزي أولاد الفقيد وإخوانه وأهله ومحبيه . إنا لله وإنا إليه راجعون
*عضو هيئة التدريس كلية التربية ردفان