كيف يقرأ شعب الجنوب ثورة 14 أكتوبر في ذكراها الـ 59 وما رسائله للعالم؟

كيف يقرأ شعب الجنوب ثورة 14 أكتوبر في ذكراها الـ 59 وما رسائله للعالم؟

قبل سنة
كيف يقرأ شعب الجنوب ثورة 14 أكتوبر في ذكراها الـ 59 وما رسائله للعالم؟
  استطلاع مريم بارحمه

ثورة 14 أكتوبر الخالدة ذلك الحدث الذي انطلق شرارته من قمم جبال ردفان الشامخة وامتد لكل أراضي الجنوب، ليرسم شعب الجنوب بنضاله وتضحياته في الدفاع عن الأرض أروع ملحمة اسطورية ويجسد اللحمة الجنوبية بأحرف من نور وذهب. فكيف يقرأ شعب الجنوب ثورة 14 أكتوبر المجيدة بعد مرور 59 عامًا؟

كما أن القوات المسلحة الجنوبية حققت انتصارات عظمية على أرض الواقع لدحر مليشيات الحوثي والإخوان والقضاء على الإرهاب والتطرف من اجل استتباب ركائز الأمن والاستقرار بالجنوب والمنطقة والاقليم كيف يقرأ شعب الجنوب هذه الانتصارات؟ وما الرسالة التي يوجهها أبناء شعب الجنوب للمواطنين؟ للقيادة السياسية بالمجلس الانتقالي الجنوبي؟ للمجتمع الدولي والاقليمي ولدول التحالف العربي؟

لتسليط الأضواء على هذه التساؤلات كانت لنا لقاءات مع مناضلين وسياسيين وأكاديميين وإعلاميين وخرجنا بهذه الحصيلة.

 

-الوصول للاستقلال

 

البداية كانت مع الصحفي المخضرم الأستاذ علوي عبدالله بن سميط، فيقول: " أكتوبر الثورة تعني الكثير للجنوب فهي التي اوصلتنا إلى يوم الاستقلال وهي التي جمعت الإمارات والسلطنات والمشيخات من باب المندي حتى اقصى الشرق والمحيط في دولة واحدة ونظام جديد على أساس من المساواة والعدل والتنمية".

 

-نقطة محورية

 

وترى الأكاديمية الأستاذة نسرين البغدادي، مدرس بقسم التاريخ، جامعة لحج أن ثورة 14 من أكتوبر تعد إحدى أهم الانجازات التي تغلب خلالها شعب الجنوب من قيود الاستعمار الذي مكث على عاتقه مدة طويلة، وهي تمثل للشعب نقطة فعلية ومحورية لاستعادة الحياة، والأمن، ووصاية ذاتيه، وعيشة طيبة.

 

-الميلاد الحقيقي للجنوب

 

بينما المناضل الأستاذ حسن بن حسن عبدالله الطفي، عضو المجلس الانتقالي محافظة لحج يقول: " تمثل ذكرى ثورة 14 أكتوبر الميلاد الحقيقي لدولة الجنوب بنظامها الجمهوري من المهرة إلى باب المندب. فمن قبل هذه الثورة لم يكن الجنوب دولة موحدة تحمل اسم واحد، وعلم واحد، وقياده واحدة لها عضويتها المعترف بها بكل المؤسسات الدولية، إلا بعد قيام ثورة أكتوبر 1963م وانتصارها في نوفمبر1967م، هذا بالإضافة إلى اخراج بريطانيا وإعلان الاستقلال".

 

-اجلالاً للشهداء

 

وتؤكد الأستاذة يسرى سالم صالح، مديرة إدارة المرأة والطفل للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة شبوة قائلة :" تحل علينا ذكرى غالية على قلب كل جنوبي ألا وهي ذكرى ال 14 من أكتوبر ننحني اجلالًا لشهداء هذه الثورة المجيدة ورحمة مغفرة ونور على افتقدهم الأهل والوطن من ثوار الرابع عشر من أكتوبر وعافيه وصحة لمن هم على قيد الحياة. تطل علينا ونحن نعاني من احتلال غاشم أكل الاخضر واليابس في أرض الجنوب لم يرحم الإنسان ولا الحجر والشجر".

 

-روح عالية وثقافة راقية

 

بدوره الأستاذ الطفي يقول :" إن الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية حديثة التشكيل وبسيطة التسليح والتدريب تمثل انعكاس للروح الوطنية العالية والثقافية الراقية التي يتحلى بها الإنسان الجنوبي الذي انبثق من بين صفوفه أولئك الجنود الأبطال الذين استطاعوا أن يميزون ما بين التطرف والإرهاب واستخدام الدين للوصول للسلطة والمال وما بين الدين الحقيقي المعتدل الذي يرحم الإنسان ويعبد الرحمن"، مضيفا: "الأمر ينطبق على جماعات الحوثي وجماعات الإصلاح فجميعهم يتخذون من الدين غطاء للسيطرة على السلطة بالشمال والجنوب وهذا الأمر نجح به الحوثيين بالشمال وفشل به الحوثيين والاصلاحيين بالجنوب بفضل الله ثم بفضل تضحيات ابطال قواتنا المسلحة البواسل وبفضل وعي شعب الجنوب العظيم"

 

 

-الجنوب لا يقبل التطرف

 

بينما يضيف الإعلامي بن سميط :" تمثل الانتصارات التي حققتها قوات الجنوب إرث غير عادي بالمنطقة والاقليم ما يؤكد أن الجنوب ثقافته حب الاستقرار، والأمن، وأنه لا يهم أبناؤه إلا المدنية، والغايات النبيلة، وبناء مفهوم جديد لدولته الفيدرالية الجنوبية التي تنشد السلام في ذات الوقت مستعدة لمواجهه اي خطر مزمع تجاه الاقليم عمومًا، وان الجنوب لايقبل بأي فكر متطرف بتاتًا".

 

-القوات الجنوبية صمام الأمان

 

وتؤكد الأستاذة نسرين البغدادي بالقول :" تعد القوات الجنوبية منذ وقت طويل هي صمام الأمن والجدار الذي على اعتابه تسقط الكثير من التحديات الفاشلة والفلول الطامعة في هذا الوطن، ولا يمكننا أن نتجاوز الدور الذي لعبة أفراد الجيش كقوة رادعة وحامية في وجه كل غزو آثم"، مضيفة:" ولازال يحمل العديد من الواجبات والتحديات ليحافظ على أمن وسلامة الوطن، وانتصاراته ليست وليدة اليوم، بل كانت حصاد ثوري شهدته مناطق الجنوب منذ الكفاح المسلح الذي حمل مفاهيم التحرر ضد الاستعمار البريطاني حتى يومنا هذا، وأمامه الإرث والتحدي كبير".

 

-ترسيخ ثقافة الاعتدال ونبذ العنف

 

وبالنسبة رسائل شعب الجنوب بهذه المنسبة الخالدة، يقول الأستاذ حسن الطفي :" رسالتي إلى قيادتنا بالمجلس الانتقالي نرجو منكم أن تفعلون لجان الإرشاد الديني والتوعي الثقافي والسياسي في جميع المحافظات والمديريات، والمراكز، ويوضع لها برنامج نزول أسبوعي إلى كل المدارس الأساسية، والثانوية، والجامعات، وكذلك القرى لإعطاء محاضرات عن مخاطر التطرف وفوائد الاعتدال بالدين، والسياسية، والثقافة، وبكل مناحي الحياة يجب أن ترسخ ثقافة الاعتدال، ونبذ ثقافة العنف بكل أشكالها"، مضيفا :" وللإقليم نقول لهم نحن شاكرين ومقدرين ما قدمتموه لنا اليوم ونرجو منكم أن تستمرون بالوقوف إلى جانبا حتى تستعيد دولتنا وتعتمد على أنفسنا ولن ننسى لكم هذا الفضل وسنكون عونًا وسندًا لكم ذات يوم"، مؤكدًا بالقول:" وبالنسبة لدول للعالم وخاصة الدول صاحبة القرار بمجلس الأمن الدولي نقول لكم نحن دولة لها عضويتها بالجمعية العامة للأمم المتحدة وعضو سابق غير دائم بمجلس الأمن الدولي، ساعدونا على استعادة عضويتنا بالجمعية العامة للأمم المتحدة، ونوعدكم أننا سنكون عضو إيجابي فاعل بين الأمم، نحترم، ونحمي مصالحنا، ومصالح جميع شعوب العالم في مجال حدودنا البرية والبحرية والجوية".

 

-عزيمة وثبات

 

الأستاذة يسرى بدورها تضيف:" الحمدالله بصلابة شعبنا وعزيمة قواتنا الجنوبية بقيادة الرئيس الفذ عيدروس قاسم الزبيدي استطاعتنا أن نوصل صوتنا للعالم وها نحن الآن نسمع صوتنا لمن بهم صمم، ونمشي بخطوات صحيحة وثابته ثوبت الجبال الشامخة لاستعادة دولة الجنوب التي ناضل من أجلها أجدادنا وأباءنا، ونقول للتحالف العربي وللعالم أننا لن نفرط بشر واحد من أرض الجنوب العظيم".

 

 

-إقامة دولة الجنوب

 

ويؤكد الإعلامي علوي بن سميط قائلًا : "في هذه الذكرى فان الحاجة أمام القيادة الجنوبية، وأمام المجلس الرئاسي والاقليم، والتحالف العربي التعجيل والاسناد لإقامة الدولة الجنوبية، الذي بتقديري سوف يساعد على استقرار المنطقة، والأمن العالمي عمومًا، وفي هذه الذكرى أضحى لزامًا على المجلس الرئاسي القيادي مهمة انجاز التنمية وايقاف التدهور الاقتصادي الذي يعاني منه الجنوب بالذات والذي صبر طويلًا"

 

-وطن مستقر آمن

 

بينما تردف الأستاذة نسرين:" نبدأ بالمواطن الذي يعيش اوضاع وحياة تكاد تكون مزرية بحكم حالة الحرب التي فرضت على المنطقة قاطبة، ولكننا بين الحين والآخر لازلنا نحمل بعض الأفراح لبعض الانتصارات التي تزرع الأمل المسلوب في حياة المواطن في الجنوب، ولعلنا كمواطنين نمني انفسنا بأن الغد هو أجمل حال من يومنا ونرجو ذلك من الله"، مضيفة:" ونوجه حديثنا للنخب السياسية والتي على رأسها المجلس الانتقالي ونعول عليه أن يتمكن من تحقيق أهدافه المرسومة وتأدية دوره كما يجب، وندرك تمامًا الحمل بل الإرث الثقيل التي ناله من صراعات محلية وداخلية وخارجية بل وعلى مستوى إقليمي"، وستطرد قائلة:" ولكننا نراهن عليه أن يتمكن من السير نحو وطن مستقر آمن، وهي ذات الرسالة لدول التخالف العربي والدولي والإقليمي في ما نطمح له أن يخففوا على شعب الجنوب هذه الحرب وإيقافها، وإيجاد حلول جدرية تساهم في استقرار المنطقة وأن لا يظنوا أن عدم استقرار الوطن لا يعنيهم بل هم من سيتأذى بويلات الحرب وخراب الديار، فمنذ الأزل وكل العالم العربي والدولي والإقليمي تربطه مصالح مع طرق الحياة وصمامها التجارب في مجتمع الجنوب قديما وحديثا".

 

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر