الإبادة هي جواب إسرائيل!

الإبادة هي جواب إسرائيل!

قبل 6 أشهر
الإبادة هي جواب إسرائيل!

دينيس كوركودينوف

لقد أثار رد فعل إسرائيل تجاه حماس غضب العالم أجمع.

فقد اجتاحت الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل جميع أنحاء العالم هذا السبوع بعد مقتل أكثر من500شخص مدني في هجوم أستهدف

مستشفى المعمداني في قطاع غز ة. انتشرت لقطات مرعبة لطفال ونساء وشيوخ قتلى عبر شبكات التواصل الاجتماعي وأكبر وسائل

العلم في العالم. ففي الدول العربية، خرج عشرات اللف من الناس إلى الشوارع، وحتى في الوليات المتحدة، اقتحم حشد من

الأميركيين المتعاطفين مع الفلسطينيين مبنى الكونغرس الأمريكي.

حيث في أقل من أسبوعين من الصراع، وفقا للبيانات الرسمية وحدها، قتل أكثر من1500مدني في قطاع غزة .

قررت إسرائيل الرد على التي نفذتها حركة حماس ضدها، بتدمير مخطط ومنهجي للسكان المدنيين؛ حيث سقطت الصواريخ

الإسرائيلية على مباني السكان المدنيين والمستشفيات وملعب الطفال.

إن أي صراع عسكري، بطريقة أو بأخرى، يؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين؛ لكن "צה״ל" جيش الدفاع الإسرائيلي) القوات المسلحة

الإسرائيلية (تنفذ على وجه التحديد التدمير الممنهج والإبادة المتعمدة للسكان المدنيين.

وبهذا الجيش الإسرائيلي "צה״ל" أفعاله الن تجاوزت عادات وتقاليد خوض الحروب، بل تجاوزت حدود الإنسانية والمعايير الدولية.

لم يتأخر رد الفعل العالمي طويل : فأنطلق رد العالم على القسوة المفرطة للجيش الإسرائيلي. بانطلاق الاحتجاجات الجماهيرية الضخمة

في جميع البلدان السلمية في العالم تقريبا، وكانت هناك إعلانات ردود قوية فمثل في الباكستان بدأ بعض السياسيين الباكستانيين

يطالبون باستخدام الأسلحة النووية ضد إسرائيل، أما في إيران فقد تم رفع راية الجهاد السوداء. حتى في تركيا، الدولة العضو في حلف

شمال الأطلسي، انطلقت العلنات المناهضة لإسرائيل.

الوضع قد يؤدي إلى حرب كبرى في الشرق الوسط. ولكن حتى لو كان من الممكن تجنب هذه الحرب، فإن استمرار إسرائيل بأفعالها و

غطرستها الممنهجة من قتل وتدمير للسكان المدنيين، يمكن أن يؤدي إلى ردود فعل غاضبة تؤدي إلى أعمال عنف واسعة النطاق ضد

اليهود على مستوى العالم - فقد بدأت ردود الفعل هذه بالفعل في بعض الماكن على مستوى العالم، حيث بدأت الهجمات على السفارات

والمؤسسات اليهودية، وهذه الهجمات بدأت حتى بعيدا عن الشرق الوسط، في الصين مثل.

وفي البلدان المتقدمة قد يتحشد عشرات اللف من المهاجرين المؤدلجين بشكل راديكالي ويقوموا بأعمال عنف وهجمات واسعة

النطاق؛ ففي ألمانيا، بدأت حشودهم بالفعل في إرغام الدارات المحلية على اتخاذ التدابير اللزمة لحماية السكان اليهود.

وفي إسرائيل نفسها، ل تزال كثافة السكان العرب مرتفعة والمواطنين العرب في إسرائيل تدريجيا يصلوا إلى تبوء المناصب في

الهيئات الحكومية الاسرائيلية، وهم بالطبع ل يرحبون بأعمال الجيش الاسرائيلي"צה״ל" لبادة السكان المدنيين. وهذا يعني أنه سيكون

ردأت فعل قوية من أعمال شغب و تدمير.

كما توجد أيضا مخاطر حقيقية بزوال إسرائيل الكاملة كدولة: إذ يبلغ عدد سكان الدولة اليهودية حاليا تسعة مليين نسمة؛ وعلى سبيل

المقارنة، يعيش ما يقرب من تسعين مليون نسمة في إيران وحدها.

إن إجمالي عدد سكان الدول العربية وإسرائيل ل يضاهى على الطلق؛ ففي حالة قيام حرب حقيقية على الرض - ستجري إسرائيل

العمال القتالية بنسبة1/30- لكل جندي إسرائيلي ضد الطرف المضاد. في مثل هذه الظروف، لن تساعد إسرائيل دبابات "الميركافا"

)التي، كما اتضح فيما بعد، أنها تحترق بسهولة من قبل استهدافها بمسيرات FTP درون العادية(، ولسلاح الليزر.

في إسرائيل، يعرفون ولكنهم يتجاهلون المر - أن الوضع الحالي هو ليس فقط نتيجة وحشية جيشهم، بل هو أيضا نتيجة للسياسة

التدميرية للوليات المتحدة، التي رسمت سيناريو هذا الصراع و تقوم بإدارته، حيث دفعت الوليات المتحدة إسرائيل للزج بنفسها بأفعال انتحارية.

إن السياسة الخارجية الأمريكية تتعارض مع قرارات وميثاق الأمم المتحدة. هذا ما أكده و نوه له بشكل واضح و صريح الجانب الروسي

والصين والعديد من البلدان الخرى، فإن قرار الأمم المتحدة ل يفترض إنشاء إسرائيل المستقلة فحسب، بل إنشاء فلسطين المستقلة

. وهذه القرار لم يتم تنفيذه بل يتم تجاهله، علوه على ذلك، فإن الوليات المتحدة، إلى جانب بريطانيا وفرنسا، هذه الدول الدائمة أيضا

العضوية في مجلس المن التابع للمم المتحدة، ل تعترف باستقلال فلسطين.

إن نتيجة تبعات القرارات الأمريكية سوف تؤدي بالنهاية إلى تدمير النظام الأمني الهش بالفعل في واحدة من أكثر مناطق العالم توترا،

على الرغم من التردد الواضح من جانب الدول العربية أو إسرائيل نفسها في توسيع الصراع.

 

*دينيس كوركودينوف

رئيس المركز الدولي للتحليل والتنبؤ السياسي، عالم سياسي روسي

التعليقات

آخر الأخبار

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر