الأمين برس /سيئون استطلاع / أحمد باعباد ا
سيؤن أرض الفن تعجب كل سالي **** يا بختهم لي حصلوا من درّها المكنون
بالدان والمغنى رخص لي كل غالي **** أجبالها واَديارها بالدان كل ليلة تناديك
هي مدينة الروح ( سيئون) حاضرة وآدي حضرموت (الأحقاف سابقآ) تقع هذه المدينة الطيب أهلها في الجانب الغربي للوادي في موقع الوسط من وادي السرير تبعد عن شبام التاريخية حوالي( 12 ميلآ )نحو الشرق وتبعد عن مدينة تريم ( 22ميلآ) نحو الغرب " تأسست مدينة سيئون الصحراوية الجميلة كمقهى للمسافرين. وتقول القصة إنّ هناك امرأة اسمها سيئون كانت تعمل في هذا المقهى،ثم أُطلق اسمها على المكان برمّته، تكريمًا لها. ومع الوقت، تحوّلت سيئون إلى أكبر مناطق حضرموت الداخل. تصل مساحة مدينة سيئون إلى قرابة ٨٠٤ كيلومترات مربعة، في حين تبعد مدينة سيئون عن عاصمة المحافظة المكلا ٣٢٠ كيلومترًا " تتألف سيئون من سطح سهلي منبسط كجزء من وادي حضرموت، محاط بسلاسل جبلية من الشمال والجنوب، وهناك أودية تخترق هذه السلسلة أهمها وادي شحوح وجثمة. يصل عدد سكان مدينة سيئون إلى قرابة ١٢٠,٠٠٠ نسمة، فيما تبرز التجمعات السكنية في مدينة سيئون وضواحيها في مناطق تاربة ومريمه والغرف وتريس والغرفة وبور ومدودة" وتتخلل المدينة العديد من الحيوط والمزارع الخضراء النضرة لتقع سيئون بين حدائق جميلة ذات بهجة منحتها منظرا جذاباً يأخذ بقلوب أهلها فيكثر لهُ الحنين حتى تغنى بها الكثير من الشعراء كقول الشاعر الشعبي :مبارك سالم الكربي :
في الطويلة شوقتنا شهاره ***** منها العين تدمع
ريتنا زورها حتى زيارة ***** من نظرها وقّف مأساة الوجع
ومناخ سيئون مداريّ ترتفع الحرارة فيه صيفًا (حتى ٤٢ درجة) وهو معتدل في الشتاء (حتى ٢٨ درجة)، كما تندر الأمطار فيها.
كانت سيئون في القرن السابع الهجري قرية صغيرة، وفي القرن العاشر الهجري تطورت بعد اعتمادها عاصمة للسلطنة الكثيرية.
ومع الوقت وتوسع العمران بنى حكامها المتعاقبون المساجد الكبيرة، ومنها تبرز المساجد: مسجد الجامع (أقدم مساجد سيئون) ومسجد طه ومسجد القرن ومسجد باسالم. وإلى جانب قصرها الكثيري الكبير، يبرز معلمان أثريان آخران هما: قارة العر الكثيري، وبها حصن قديم، وحصن الفلس الكثيري. كما تتمتع سيئون بوسائل ترفيه كثيرة، حيث تجد فيها سوقًا كبيرًا يزوره الناس من الخارج. كما في سيئون مطار دولي اسمه مطار سيئون.
أما بالحديث عن تاريخ المدينة فيأتي أقدم ذكر لها في مطلع القرن الرابع الميلادي حيث كانت المدينة محاطة بالأسوار والدفاعية مثل ما ذكر النقش "
أما في العهد الإسلامي فلم تكن مدينة سيؤن غير قرية صغيرة تتبع إداريا لمدينة تريم حتى عهد الدولة الأموية فقد ذكر ان سيؤن كانت عاصمة عظيمة لبني معاوية من كندة ثم تم تدميرها ومحوها من على الوجود لتدخل بعد ذالك في قسمة نهد ثم لتعود قرية صغيرة من قرى وادي حضرموت لتزدهر بعد ذالك ازدهارآ كبيرا وسريعآ حينما أصبحت في عهد بدر ابو الطويرق عاصمة لوادي حضرموت عام (922هـ)
وفي القرن الثاني عشر الهجري تغلبت يافع على مدن حضرموت وسيطر ال كثير على سيئون وقاموا فيها الدولة الكثيرية وأعلنت في (1273هـ) عاصمة الدولة ، وكان حصنها المعروف بحصن الدويل (قصر السلطان ـ قصر الثورة) مقراً للسلطان الكثيري ” غالب بن محسن الكثيري “، وبعد الاستقلال من الاستعمار البريطاني انتهت الدولة الكثيرية، وأصبحت مدينة سيئون عاصمة المديرية الجنوبية في المحافظة الخامسة حضرموت .. لتظل وإلى الآن عاصمة وادي حضرموت .