الباحث اليمني الجنوبي أمجد عبدالوهاب
الأامين برس /إضاءة /روزاء النديم
أكد الباحث اليمني أمجد عبد الوهاب، أن لوجود الرئيس هادي في عدن آثار كبيرة علي القضية اليمنية والصراع مع الحوثيين بشكل عام وعلي قضية الجنوب بشكل خاص، واصفا الحدث بأنه ساعد إلي لفت أنظار المجتمع الدولي والعربي إلي الجنوب والتي كانت خارج المحور الرئيس منذ فتره طويلة ،بينما أكد علي تمسك الجنوبيين بقضيتهم ورفضهم التام أن تنتقل حلبة الصراع إليهم.
"إضاءة" التقت الباحث اليمني أمجد عبد الوهاب للوقوف علي آخر المستجدات في اليمن.. ويعيد الأمين برس نشر نص الحوار:
في البداية ما هي تطورات الأوضاع في عدن في ظل تواجد الرئيس هادي هناك؟
الوضع في عدن يسوده حالة من الترقب والحذر وتتجاذب الناس هواجس متفاوتة حول عودة الرئيس هادي كواحد من الجنوبيين الذي ربما أدرك ولو متأخرا أن الشراكة مع الشماليين بشكل عام ومع الحوثيين بشكل خاص غير ممكنة لأنهم لا يؤمنون بذلك من الأساس كونهم ينظرون إلى الجنوب من زاوية الضم والإلحاق كثقافة مرسخة قائمة على الاستقواء والغلبة العددية، ولكن أبناء الجنوب وفصائل الحراك المختلفة يتوسمون خيرا بأن يقدم هادي على خطوات تخدم موطنه الأصلي.
هل تعتقد أن الحوثيين بما فعلوه قد سيطروا علي السلطة في صنعاء؟
الحوثيون سيطروا على صنعاء وبعض المحافظات الشمالية عسكريا وأصبحت مقاليد الأمور بأيديهم وهذا ربما بتنسيق مع أركان النظام السابق المتمثل بالرئيس صالح والقوى الموالية له، ويوجد هناك استقرار هش في هذه المناطق والأزمة قائمة بين الفرقاء وكثير من القوى السياسية والشعبية غير موافقة على ما يجري والأمور مرشحة للتصعيد.
كيف قرأت رد الفعل حول نقل السفارات الغربية مقارها لعدن؟
أثار فتح السفارات في عدن ارتياح الكثير من الجنوبيين كونه أعاد لعاصمتهم شيئا من البريق الذي فقدته، وأصبح هؤلاء الدبلوماسيين على مقربة مما يحدث في الشارع الجنوبي ويتيح للحراك الجنوبي فرصة جديدة لإيصال رأي الشعب الجنوبي بعيدا عن تأثيرات وحواجز صنعاء ، وفي الجانب الآخر وجود هذه الهيئات الدبلوماسية ربما شكلت نوع من الحماية الأمنية لكبح أي تهور من قبل الحوثيين وأعوانهم من النظام السابق باستخدام القوة العسكرية واجتياح الجنوب مرة أخرى كما حدث في العام 1994.
ما هو رد فعل الجنوب من نقل السلطة إلي عدن؟
أعلن الجنوبيين رفضهم المطلق في مسيرات حاشدة لنقل عاصمة اليمن إلى عدن أو إجراء أي حوار يخص المتنازعين على السلطة في صنعاء وكذلك رفض نقل الصراع المحتدم في الشمال إلى الجنوب أو أن يكون الجنوب ساحة لتصفية الصراعات سواء كان ذلك على المستوى المحلي أو الإقليمي.
ما تعليقك على الاقتراح القطري بالتدخل العسكري لمواجهة الانقلاب الحوثي؟
لا اعتقد أن هذه دعوة جادة لأنها غير ممكنة التنفيذ وغير قابلة للتطبيق على أرض الواقع من نواحي عديدة أهمها طبيعة اليمن الجغرافية وتركيبتها القبلية المعقدة وانتشار السلاح بشكل واسع النطاق وعدم الرضا بأي تدخل خارجي مباشر قد تكون هذه أهم الأسباب، بالإضافة إلى اعتقادي بأن الرئيس هادي لم يعد يرغب بالجلوس على سدة الحكم في صنعاء بعد ما تعرض له من المهانة والإذلال وحوصرت أسرته وقتل العديد من حراسة المقربين ولم يعد يحظى بتوافق القوى النافذة في الشمال والتي نزعت اعترافها بشرعيته ، أما فيما يخص الجنوبيين فمطلبهم واضح لا حياد عنه وهو استعادة دولتهم السابقة بحدود عام ٩٠م والذي سيكون مفتاح رئيسي لحل المشاكل في هذا البلد.
ما حقيقة دعم إيران للحوثيين بالمال والسلاح؟
دعم إيران للحوثيين لم يكن واضحا في السابق للكثيرين فقد أصبح في الوقت الحاضر مكشوفا وأعلنت إيران ارتياحها لما جرى في صنعاء دون مواربة وما الزيارات المتكررة لقيادات من الحوثيين الى طهران وتدشين رحلات جوية للطيران الإيراني بشكل مكثف ومريب إلا دليل على أن لإيران بصمة قوية فيما يحدث في الشمال.
هل تعلم طبيعة الاتفاق بين الحوثيين وعبدالله صالح..أو هل سنري صالح قريبا في السلطة؟
ربما ليس هناك اتفاقا مكتوبا ولكن هناك تنسيق واضح بين الجانبين تدفعه رغبة جامحة عند الرئيس السابق لتصفية الخصوم وقد لا يطول هذا الوئام بين الفريقين ومن المحتمل أن تتعارض رغباتهما في الاستحواذ على مقاليد الأمور وهذا قد يؤدي للدخول في جولة جديدة من الصراع.
أين موقع الجيش اليمني من المعركة؟
للأسف الشديد الجيش في هذا البلد لم يبنى على أسس وطنية حقيقة مما جعله عرضة للتجاذبات وتعدد الولاءات فالانتماءات القبلية والمناطقية السائدة بين أوساط معظم مكوناته وولاء العديد من قياداته الهرمة للنظام السابق وكذلك تعرضه للإهمال وعدم التجديد في الأفراد والقوى يؤثر تأثير سلبي على أدائه وعلى قدرته لاتخاذ مواقف وطنية إيجابية ومؤثرة.