تتزايد أهمية الكهرباء كأحد العوامل الأساسية لتنمية أي مدينة، وفيما يتعلق بالعاصمة عدن، فإن واقع الكهرباء يظل واحداً التحديات الكبرى التي تواجه البنية التحتية في العاصمة، كواحدة من أهم المدن في الجنوب، وبوابة البلاد إلى العالم الخارجي، لكنها تعاني منذ سنوات طويلة من مشاكل في توفير الكهرباء المستقرة والموثوقة لمواطنيها ورغم الجهود المبذولة من قبل سيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي حفظه الله ورعاه والعديد من الجهات المعنية لتحسين الوضع، فإن التحديات ما زالت تحجب الطريق نحو تحقيق تحسين ملموس في مجال الكهرباء.
ومن أبرز التحديات التي تواجه قطاع الكهرباء في عدن هي قلة الاستثمارات في البنية التحتية فالبنية التحتية الكهربائية في المدينة بحاجة ماسة إلى تحديث وتطوير لتلبية الاحتياجات المتزايدة للطاقة الكهربائية، وهذا يتطلب استثمارات كبيرة وجهود متواصلة لتحقيق التحسين المطلوب.
علاوة على ذلك، تعاني العاصمة عدن من مشاكل في إدارة وتشغيل شبكة الكهرباء، مما يؤدي إلى انقطاعات طويلة ومتكررة في التيار الكهربائي وتدهور جودة الخدمة المقدمة للمواطنين هذا الوضع ينعكس سلباً على الحياة اليومية ويؤثر على النمو الاقتصادي للمدينة، مما يجعل من الضروري إيجاد حلول فورية وفعالة لهذه المشاكل.
ولا يمكن نسيان الجوانب البيئية والمستدامة عند التفكير في مستقبل الكهرباء، فتحسين جودة الكهرباء وزيادة كفاءة الاستخدام يمكن أن تسهم في تقليل الانبعاثات الضارة بالبيئة وتحسين جودة الهواء والبيئة بشكل عام، مما يعزز الاستدامة البيئية للمدينة.
ويتطلب الوضع الحالي تبني استراتيجية شاملة لتحسين قطاع الكهرباء في العاصمة عدن وباقي محافظات البلاد ويجب على الحكومة والسلطات المحلية والتحالف والشركات الخاصة والمنظمات الدولية العمل معاً لتحديد الاحتياجات ووضع خطط عمل فعالة لتحقيق تحسين مستدام في توفير الكهرباء للمستهلك وينبغي أن تركز هذه الخطط على تحديث البنية التحتية، وتعزيز القدرة التوليدية، وتطوير نظم إدارة الطاقة، بالإضافة إلى دعم الابتكارات التكنولوجية التي تساهم في تحسين كفاءة الاستخدام وتقليل الانبعاثات.
ومع دخول موسم الصيف الحالي، تتفاقم معاناة الناس في العاصمة عدن جراء الانقطاع الطويل والمتكرر للكهرباء، فالصيف في المدينة يأتي بارتفاع قوي جدا في درجات الحرارة، مما يزيد الحاجة إلى تشغيل أجهزة التكييف والمراوح للتخفيف من الحرارة المرتفعة، ومع انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر، يجد المواطنين أنفسهم في مواجهة مشكلة حقيقية، حيث يصبح من الصعب تحمل الحرارة المرتفعة دون وسائل التبريد اللازمة.
هذا الوضع يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للمواطنين، حيث يجدون أنفسهم عرضة للانزعاج والإزعاج بسبب عدم قدرتهم على تحمل درجة الحرارة في بيوتهم خلال فصل الصيف الحار والملتهب بالإضافة إلى ذلك، يعاني الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة من آثار صحية سلبية ناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء المتكررة.
وعلى الصعيد الاقتصادي، يؤثر انقطاع التيار الكهربائي على الأعمال التجارية والمؤسسات، حيث يتعرض العديد منها لخسائر مالية نتيجة لعدم قدرتها على مواصلة العمل بشكل طبيعي خلال فترات الانقطاع.
بالإضافة إلى ذلك، ينعكس انقطاع الكهرباء المتكرر على السمعة السلبية للمدينة، مما يؤثر على السياحة والاستثمار فيها إذا لم يتم التصدي لهذه المشكلة بشكل فعال، فإنها قد تؤدي إلى تفاقم الوضع الاقتصادي والاجتماعي.
وبالنظر إلى كل هذه التحديات، يظل من الضروري تحسين قطاع الكهرباء في البلاد بشكل عامل والعاصمة عدن بشكل خاص وتوفير حلول عاجلة وفعالة.
وبالأخير وباختصار، مستقبل الكهرباء في البلاد وخاصة بالعاصمة عدن يتطلب جهوداً مشتركة واستراتيجيات متكاملة لتحقيق تحسين شامل ومستدام في هذا القطاع الحيوي ومع الإرادة السياسية والاستثمار الصحيح، يمكن تحقيق ذلك وتوفير خدمة كهربائية مستدامة وموثوقة للمواطن.