يتحدث البعض مع الأسف عن الجيش الجنوبي ويصفونه بالجيش ( القديم )؛ وهو الجيش الوطني الذي تم إعداد الخطط اللازمة لبنائه بعد الاستقلال مباشرة في ٣٠ نوفمبر عام ٦٧م؛ ضمانًا لوجود قوات مسلحة حديثه يكون بمقدورها حماية الاستقلال وأهداف الثورة والدولة ونظامها السياسي الوطني.
فليس هناك جيشًا جنوبيًا ( قديمًا ) بل هناك عملية إعادة بناء كاملة تشمل توسعة قوامه بقوة بشرية جديدة؛ تستوعب من شاركوا في مقاومة الغزو الحوثي - العفاشي لتكون جزءًا من تركيبته الجديدة؛ وهو ما حصل بالفعل بعد عام ٢٠١٥م وأزدادت وتيرة ذلك وأتسعت وبشكل منظم بعد تأسيس المجلس الانتقالي عام ٢٠١٧م؛ وبإدراك وطني عميق ومسؤول وإهتمام مخلص ومباشر من قيادته؛ وهو الأمر الذي سبق وأن حصل عندما تم إلحاق ودمج كتائب جيش حرب التحرير والفدائيين مع تلك الكتائب والوحدات العسكرية التي كانت قائمة حينها وبسميات مختلفة؛ وكان ذلك هو البداية في تأسيس الجيش الجنوبي بعد الاستقلال الوطني.
فالجيش الجنوبي ما زال قائمًا ولم يصدر قرارًا بحله من الدولة التي أنشأته؛ بل ولم يجرؤ على إتخاذ مثل هذا القرار نظام الإحتلال نفسه؛ ولذلك لا ينبغي أن يذهب البعض ليصف جيش ( ج ي د ش ) بالجيش ( القديم )؛ ويقفزوا على كل الحقائق التي بدونها سيكون الحديث عن جيش جنوبي ( جديد ) حديثًا مختلًا وفاقدًا للمصداقية والحقيقة؛ بل ويطعن بدور وتاريخ هذا الجيش ويسيء كثيرًا جدًا لمن لا زالوا يمارسون دورهم في إطار تركيبته الجديدة.
ويتناسى البعض أيضًا بأن أغلب القيادات الحالية هم من منتسبي جيش الجنوب الذي أعلن عن تأسيسه رسميًا في الأول من سبتمبر عام ١٩٧١م؛ إنها عملية متواصلة وممتدة؛ كانت وستبقى ما بقيت هناك ضرورة لوجود جيش وطني جنوبي؛ يحمي ويدافع عن الجنوب وشعبه؛ وستتعاقب أجيال بعد أجيال على هذا الطريق.
وليتذكر أصحاب التوصيف الغلط ( الجيش القديم ) بأن أغلب من أستشهدوا من القادة العسكريين الكبار ومن حملة الرتب العليا؛ ومنذ عام ٢٠١٥م وما تلاها في حروب المواجهات المختلفة مع أعداء الجنوب والقائمة حتى اليوم؛ قد كانوا من قادة الجيش ( القديم )؛ ناهيك عن الألاف ممن أستشهدوا من الرتب المختلفة والصف والجنود.
ونذكرهم أيضًا بأن إنطلاق الحراك السلمي الجنوبي قد كان بفضل أولئك الرجال الذين أنتظموا في إطار جمعيات المتقاعدين قسرًا من أبناء القوات المسلحة الجنوبية؛ وقد شكلوا أغلب من حضر إلى ساحة العروض في ٧ / ٧ / ٢٠٠٧م؛ وهيأوا كل ظروف الإنطلاقة الناجحة للمارد الجنوبي.
ونذكرهم بأن أعدادًا كبيرة من المبعدين ما زالوا يواصلون دورهم الوطني؛ وبأن الآلاف منهم ينتظرون عودتهم إلى وحداتهم وتخصصاتهم المتاحة؛ وفقا للقرارات المتخذة بهذا الشأن منذ سنوات؛ غير أن ( الشرعية ) تماطل وتختلق الأعذار والمبررات غير المقبولة؛ ولها في ذلك أهدافها السياسية الخبيثة المفضوحة ويعرفها الجميع.