التصالح والتسامح ليسا خيارًا بل ضرورة لنجاح الثورات وتحقيق أهدافها. فالثورات التي تتبنى هذه القيم تصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات وتحقيق التغيير المنشود. الشعوب التي تتصالح مع ماضيها وتتوحد حول أهدافها، تبني مستقبلًا أكثر استقرارًا وازدهارًا.
التسامح هو قمة القوة لأنه يتطلب قدرة على تجاوز الجراح والإيمان بالمستقبل، والتصالح هو فعل شجاع يعبر عن وعي وإدراك بأن البناء لا يمكن أن يتم على أساس الكراهية والانتقام. إنه دعوة لتحقيق العدالة، ولكن بطرق تضمن السلام والتعايش من أجل مصلحة الجميع.
مبدأ التصالح والتسامح كان ولا يزال الركيزة الأساسية التي وحدت صفوف الجنوبيين وأطلقت شرارة الثورة السلمية الجنوبية، مما عزز وحدة الهدف وأسهم في تجاوز الخلافات التاريخية التي طالما استُغلت لإضعاف قضية الجنوب. وإلى جانب هذا المبدأ، برزت المقاومة الجنوبية كعامل حاسم في مواجهة مليشيات الحوثي عام 2015م، في التصدي للتحديات وحماية المكتسبات الوطنية.
إن تعزيز هذين المبدأين، الحراك السلمي والمقاومة الجنوبية(المجلس الانتقالي الجنوبي )، يمثل السبيل الأمثل لبناء قاعدة صلبة لتحقيق تطلعات شعب الجنوب في استعادة الدولة الجنوبية وبناء مستقبل أكثر استقرارًا وعدالة. كما ينبغي أن يصبح نهج التصالح والتسامح ثقافة يومية وسلوكًا عامًا يجسد روح التلاحم الوطني ويعزز التماسك الاجتماعي بين أبناء الجنوب.