فيما تزعم مليشيات الحوثي عزمها إطلاق سراح أسرى في سجونها، شنت حملة جديدة ضد موظفين أمميين، ما فجّر أزمة عميقة مع المنظمة الدولية.
وذكرت مصادر في منظمات دولية بصنعاء لـ"العين الإخبارية" أن حملة اختطافات جديدة نفذتها مليشيات الحوثي طالت أكثر من 9 موظفين أمميين، ليرتفع عدد المحتجزين إلى 26 موظفًا منذ منتصف العام الماضي.
وجاءت حملة الاعتقالات الجديدة عقب هجوم شنه نشطاء وقيادات حوثية على المبعوث الأممي إلى اليمن بسبب وصفه طاقم سفينة "غلاكسي ليدر" بأنهم كانوا "محتجزين تعسفيًا" قبل إطلاق سراحهم مؤخرًا.
كما تسعى الجماعة المدعومة من إيران إلى ممارسة ضغط أقصى على المنظمة الدولية، بعد تصنيف المليشيات كمنظمة إرهابية أجنبية في الولايات المتحدة، وعدم إدانة الأمم المتحدة للقرار تحت ذريعة التأثير على المجال الإنساني، وفقًا لمراقبين.
موجة جديدة
ووفقًا لمصادر أممية وإعلامية، فإن اختطافات مليشيات الحوثي الجديدة التي بدأت أمس الخميس طالت 9 موظفين، بينهم 7 من برنامج الأغذية العالمي و2 من منظمة اليونيسف.
وأكدت المصادر أن "حملة الاعتقالات التي ينفذها الحوثيون لا تزال مستمرة، ومن المتوقع أن يرتفع عدد المعتقلين خلال الساعات المقبلة"، مشيرةً إلى تزامن الاختطافات مع استيلاء المليشيات على مخازن مركزية تابعة لمنظمات أممية بصنعاء.
وسبق للحوثيين اختطاف 17 موظفًا أمميًا في يونيو/حزيران 2024، إلى جانب عشرات العاملين المحليين في المنظمات الدولية والمحلية بتهمة التجسس لصالح جهات أجنبية.
كما بثت الجماعة اعترافات قسرية للمختطفين ومنعتهم من التواصل مع أسرهم، في حين فشلت جهود أممية واسعة لإطلاق سراحهم.
أول ردة فعل أممية
وفي أول تحرك ضد الإجراءات الحوثية، جمدت الأمم المتحدة تحركاتها في مناطق سيطرة الانقلابيين، وبدأت محادثات للمطالبة بالإفراج الفوري عن جميع المختطفين، بمن فيهم أولئك الذين سبق اختطافهم.
وتضمن تعليق الأمم المتحدة لأنشطتها "إغلاق جميع المكاتب في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، إلى جانب منع التحركات الرسمية للموظفين المحليين والدوليين، مع إلزامهم بالبقاء في أماكن إقامتهم".
كما علّقت التنقلات إلى صنعاء أو بين المراكز الأخرى برًا وجوًا حتى إشعار آخر، وفق بيان مقتضب للأمم المتحدة في اليمن.
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء سلامة موظفيها، داعيةً إلى التعاون لضمان الإفراج عن المختطفين وتمكينها من مواصلة عملياتها الإنسانية الضرورية في اليمن.
تناقض؟
وفي غضون ذلك، أعلن رئيس ما يسمى بـ"لجنة شؤون الأسرى" في مليشيات الحوثي، عبد القادر المرتضى، أنه سيتم غدًا (السبت) الإفراج عن العشرات من أسرى الحكومة الشرعية.
وأشار إلى أن الإفراج يأتي تنفيذًا لتوجيهات زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي ومهدي المشاط رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى".
وقال المرتضى في تغريدة له على منصة "إكس": "سنقوم يوم غد السبت بتنفيذ مبادرة أحادية من طرف واحد، سنفرج فيها عن العشرات من أسرى الطرف الآخر"، لافتًا إلى أنه سيقدم مزيدًا من التفاصيل في مؤتمر صحفي لاحق.
* العين الإخبارية