الجنوب يحتفي بالذكرى العاشرة لتحرير عدن.. إرادة لا تنكسر

الجنوب يحتفي بالذكرى العاشرة لتحرير عدن.. إرادة لا تنكسر

قبل يومين
الجنوب يحتفي بالذكرى العاشرة لتحرير عدن.. إرادة لا تنكسر
الأمين برس/  تقرير: فاطمة اليزيدي:

احتفى أبناء الجنوب عامة، والعاصمة عدن خاصة، بالذكرى العاشرة لتحرير مدينتهم، في ليلة السابع والعشرين من رمضان، التي شهدت معركة فاصلة ضد ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للنظام العفاشي. هذه الذكرى تمثل محطة مفصلية في تاريخ الجنوب، إذ سطَّر خلالها أبناؤه ملحمة بطولية خلدها التاريخ.

 

تأكيد على الرفض القاطع للهيمنة

 

تأتي الذكرى العاشرة لتجدد التأكيد على رفض الجنوب للهيمنة الحوثية، وضرورة استكمال تحرير المناطق التي لا تزال ترزح تحت سيطرة الميليشيات، بما في ذلك وادي حضرموت والمهرة ومكيراس، التي لا تزال تعاني من وطأة الإرهاب الحوثي.

 

انتصار عسكري ومقاومة شعبية

 

يرى المراقبون أن معركة تحرير عدن لم تكن مجرد انتصار عسكري، بل مثلت مقاومة شعبية حقيقية ضد مشروع التوسع الحوثي. فقد خاض الجنوبيون معركة شاملة في كل شارع وزقاق، مستندين إلى روح الفداء والتكاتف المجتمعي، إلى جانب الدعم الحاسم من قوات التحالف العربي، مما أسهم في تحقيق النصر.

 

ملحمة السهم الذهبي وتكتيكات الاستنزاف

 

تميزت معركة تحرير عدن بتكتيكات عسكرية محكمة، من أبرزها استراتيجية الاستنزاف، التي أرهقت ميليشيات الحوثي عبر عمليات حصار محكمة، مما ساهم في إنهاك قوتهم قبل الحسم النهائي. كما شكّلت عملية “السهم الذهبي” نقطة تحول مفصلية، حيث نجحت القوات المسلحة الجنوبية في تحرير مطار عدن، ومن ثم باقي المديريات، لتعود المدينة إلى أحضان أبنائها.

 

دور القوات المسلحة الجنوبية والتحالف العربي

 

في هذه الذكرى، يُسلط الضوء على التضحيات الجسيمة التي قدمتها القوات المسلحة الجنوبية، إلى جانب الدعم العسكري واللوجستي الكبير من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وقد أشاد الجنوبيون بالدور الريادي لدولة الإمارات، التي قدّمت شهداء قاتلوا جنبًا إلى جنب مع الجنوبيين، وامتزجت دماؤهم في معارك التحرير.

 

رسائل سياسية واضحة

 

يرى أبناء الجنوب أن إحياء هذه الذكرى يعكس إصرارهم على الحفاظ على مكتسبات النصر، ويوجه رسالة واضحة بأن الجنوب لن يعود مجددًا تحت أي وصاية شمالية. ويؤكدون أن تضحياتهم لن تذهب سدى، بل ستتوج باستعادة الدولة الجنوبية المستقلة بحدودها المعترف بها دوليًا قبل عام 1990م.

 

إحياء الذكرى: فخر واعتزاز

 

عبر سياسيون وكتاب جنوبيون عن اعتزازهم بهذه الذكرى، معتبرين أنها تمثل نقطة تحول في مسيرة النضال الجنوبي لاستعادة دولته. كما أشادوا بالدور البطولي للمقاومة الجنوبية والقوات المسلحة والأمن في مواجهة الإرهاب وحماية المكتسبات الوطنية.

 

حملة إلكترونية واسعة

 

شهدت الذكرى العاشرة حملات إلكترونية واسعة، حيث كتبت الدكتورة سهير علي أحمد، رئيس هيئة المرأة المساعدة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، مؤكدةً أن هذه الذكرى تخلّد ملاحم البطولة والفداء التي قادها أبطال القوات المسلحة الجنوبية بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي. كما سلطت الضوء على الدور الفاعل للمرأة الجنوبية في دعم المقاومة، سواء عبر دفع أبنائها إلى الجبهات أو المشاركة المباشرة في القتال والإسعاف.

 

عدن: كسر المشروع الإيراني وإثبات المصير العربي المشترك

 

يرى المحللون أن تحرير عدن أسقط المشروع الإيراني التخريبي في المنطقة، وأكد أن عدن كانت وستظل صخرة تتحطم عليها الأطماع الفارسية. وقد كان لهذا الانتصار صدى عربي واسع، حيث اعتُبر انتصارًا للأمن القومي العربي بأسره.

 

بروز قوة سياسية وأمنية جنوبية

 

يؤكد الناشطون أن عدن اليوم تمثل مركز الثقل في معادلة الحل في اليمن والمنطقة، مشيرين إلى أن من يريد السلام والاستقرار لا يمكنه تجاهل الدور الجنوبي. فالقوة السياسية والأمنية التي برزت بعد تحرير عدن جعلت الجنوب عنصرًا رئيسيًا في أي معادلة سياسية قادمة.

 

الذكرى العاشرة تجسيد لإرادة لا تنكسر

 

تمثل الذكرى العاشرة لتحرير عدن يومًا خالدًا في ذاكرة الجنوب، يعكس الإرادة الصلبة لشعب يرفض الخضوع والانكسار. وفي هذه المناسبة، يجدد الجنوبيون العهد والوفاء لدماء الشهداء، مؤكدين أن مسيرة التحرير لن تتوقف حتى استعادة كل شبر من أرض الجنوب، مهما كلف الأمر.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر