*بعض السياسات الامريكية ثابتة لا تتاثر حتى بالعداء ، تتقاطع وتتحارب في ملفات وتتفق وتتكامل في اخرى !! منها المشروع الايراني وساحاته "اسلام شيعي يعادي عموم المسلمين" ، ومنها المشروع التركي "اسلام سني عنوانه اخواني وسقفه الاسلامي واطي جدا" وتعتبر السياسات الغربية والامريكية عموما ان "العرب هم الرجل المريض" في هذه المرحلة وسوف يتم اعادة صياغة خارطتهم ، ولذا فان مزايدات الحوثيين وانهم ك"جبل عطان الثابت" يستند على استقراءهم لهذه السياسة وليس على قوتهم فهم مليشيا جزء من المشروع الإيراني الشيعي ومازالت الحرب الامريكية عليهم حربا رحيمة مقارنة بحربها على داعش في العراق والقاعدة وطالبان في افغانستان ففي العراق اجتثت داعش وفي افغانستان هزمت طالبان وروّضتها حتى صارت "طالبان تحت الطلب"*
*اذا لم تترافق العمليات الجوية الامريكية ضد الحوثي بحرب برية فانها ليست الا حرب اعادة تاهيل لينسجم مع الملاحة الدولية في البحر الاحمر مع ان الهجمات الجوية اضعفت قدراتهم العسكرية وخسروا قيادات لم يخسروها من قبل ففي "حارس الازدهار" ظلت العمليات في الحواشي إمّا لان المعلومات الاستخبارية ضعيفة او ان ادارة "بايدن" ماكانت بصدد استراتيجية كسر عظم للمليشيات ولديهم شبكة تهريب اخطبوطية من ايران الى مواني بعض دول مجاورة وتمر عبر مناطق الشرعية ولديهم تضاريس طبيعية تساعدهم على الاختباء والتمويه ولن تؤثر فيهم الغارات الجوية فقد سبقتها غارات التحالف العربي وغارات حارس الازدهار وما أثّرت فيهم الاثر الفاعل لكن الدلائل تؤكد ان الأمريكيين بصدد تطبيق عملية تشبه عملية اسرائيل في جنوب لبنان ، ضربات استخبارية تقضي على الرؤوس القيادية في المليشيا تتلوها عملية عسكرية فمقتل قيادات بارزة في جهاز الاستخبارات التابع للحوثيين اثناء اجتماعاتهم بغارات أمريكية يشبه تماما تلك العملية وفي ذلك دلالة على اختراق مخابراتي كبير في صفوف المليشيا التي ظلت تبالغ في عدم اختراقها ودلالة على ان ادارة ترامب اشد صرامة من ادارة بايدن في التعامل مع ملف المليشيات لكن مادامت الاستراتيجية الامريكية لترامب قائمة على الاستهداف الجوي فقط فلن يُحدث ذلك تغيير او ان مسار الحرب مسار اقوى اللهم نقطة الاختراق المخابراتي للجماعة وان الجماعة صارت مخترقة من داخلها*
*الخلاصة/*
*الاستراتيجية الأمريكية في التعامل مع الحوثيين في اليمن تتسم بالتعقيد وتشمل عدة جوانب، بما في ذلك الضربات الجوية والبحرية والعمليات الاستخباراتية. هناك تكهنات حول احتمال شن عملية برية، والتي قد تؤدي إلى تغيير في الوضع العسكري والسياسي في المنطقة يبقى السؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية جادة في تغيير الوضع في اليمن أم أنها تهدف فقط إلى تأمين مصالحها في المنطقة*
*قناعتي انها تريد تامين في الممر الدولي فقط وان الحوثي عبر قنوات ايران سيقبل*
*9ابريل 2025م*