في كل عام، تحلّ ذكرى الرابع والعشرين من أبريل، يوم تحرر ساحل حضرموت من قبضة الإرهاب، لنجدد الفخر بتاريخ سطره أبناء الجنوب الأبطال، رجال النخبة الحضرمية، الذين انتصروا لحضرموت وللجنوب، واستعادوا الأرض والكرامة، وأعادوا رسم ملامح السيادة الجنوبية في واحدة من أنبل معارك الشرف والحق.
لم تكن معركة تحرير المكلا في 2016 مجرد عملية عسكرية، بل كانت انتفاضة جنوبية كبرى، قادها أبناء حضرموت ضمن مشروع الجنوب العربي، دفاعًا عن الهوية والانتماء، ورفضًا لمحاولات تذويب حضرموت في مشاريع الهيمنة والتبعية. كتبت النخبة الحضرمية بدماء الشهداء تاريخًا جديدًا لحضرموت، جعلت منها رمزًا للصمود، وقلعة عصية على الاختراق.
إن الفعالية التي تُقام اليوم في المكلا تحت شعار "حضرموت أولاً"، هي تأكيد جديد على أن حضرموت جزء لا يتجزأ من الجنوب، وأن النخبة الحضرمية ليست فقط قوة أمنية، بل نموذج وطني جنوبي يعكس روح الانتماء والإخلاص، ويحمل في سلوكه ومنهجه مشروع الدولة الجنوبية المنشودة، القائمة على الكفاءة والعدالة وسيادة القانون.
لقد برهنت النخبة الحضرمية على أنها أكثر من تشكيل عسكري؛ إنها ترجمة حية لتطلعات أبناء حضرموت والجنوب في بناء مؤسسات أمنية وطنية جنوبية، تحمي المواطن وتحفظ الاستقرار، وترفض أي محاولات لتفكيك نسيج حضرموت أو إخضاعها لمشاريع الغلبة والاستتباع.
ومن هذا المنطلق، فإن المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي يجدد تأكيده أن دعم النخبة وتوسيع نطاق حضورها هو واجب وطني، وجزء من استحقاقات معركة الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدودها المتعارف عليها دوليا قبل عام 1990م. فحضرموت باقية في قلب الجنوب، ودرعها الحصين هو وعي أبنائها وقوة نخبها وارتباطها بالمشروع الوطني الجنوبي بقيادة المجلس الانتقالي.
التحية كل التحية لرجال النخبة الحضرمية، صُنّاع المجد، وحماة الأرض، الذين كتبوا ملحمة جنوبية خالدة. والتحية لكل حضرمي وجنوبي يؤمن بأن حضرموت لا تُحمى إلا بأبنائها، ولا تُنصف إلا في ظل الجنوب العربي الحر.
ولتظل حضرموت أولًا في قلب الجنوب، وآخرًا في مشروعه، ودائمًا في صدارة حريته.