أعلن مركز الرقيم للدراسات التنموية والتطوير المؤسسي عن إصدار أحدث كتبه التحليلية تحت عنوان:” تحولات التنمية والخدمات في مديرية دار سعد (18 مارس 2022 – 18 مارس 2025): دراسة تقييمية تحليلية للواقع، التحديات، والفرص”، والذي يُعد أحد الأعمال الميدانية التوثيقية التي يتناول فيها المركز تجربة محلية ذات طابع استراتيجي في سياق التنمية الحضرية والاجتماعية بالعاصمة عدن.
يقع الكتاب في أكثر من207 صفحة من التحليل العلمي والبياني المدعوم بالخرائط، والجداول الإحصائية، والشهادات الميدانية، ويستعرض بعمق أبرز التحولات التي طرأت على واقع التنمية والخدمات العامة في مديرية دار سعد، خلال ثلاث سنوات متتالية شهدت تحديات غير مسبوقة، منها:
تصاعد معدلات النزوح السكاني من مناطق الصراع.
ازدياد الضغط على البنى التحتية الأساسية.
محدودية الإمكانيات المالية والإدارية للسلطة المحلية.
التدهور البيئي والتوسع العشوائي في البناء.
ضعف التنسيق بين الفاعلين المحليين والشركاء الدوليين.
ويتوزع الكتاب على أربعة محاور رئيسية تشمل:
الإدارة والتنظيم المحلي: تحليل أداء الأجهزة الإدارية والتنظيمية في المديرية، ودورها في التخطيط واتخاذ القرار.
الخدمات الأساسية: تقييم واقع الخدمات المقدمة في قطاعات التعليم، الصحة، المياه، الكهرباء، الصرف الصحي، والنظافة.
التنمية البشرية والاجتماعية: دراسة تحولات البنية السكانية، وتحديات الفقر، والبطالة، والخدمات الاجتماعية.
البنية التحتية والتنمية الحضرية: تحليل واقع الطرق، والمشاريع المتعثرة، وملف العشوائيات والتخطيط العمراني.
ويمثل هذا الكتاب مرجعًا تحليليًا شاملًا، يستند إلى منهجية علمية تعتمد على الدراسة الميدانية، والمقابلات، وتحليل البيانات الرسمية، والتقارير الصادرة عن الجهات المحلية والمنظمات الدولية. وهو يقدم خارطة طريق واضحة للمشكلات البنيوية والمعوّقات التنموية، إلى جانب تقديم توصيات عملية قابلة للتطبيق.
وصرّح الدكتور صبري عفيف العلوي، رئيس اللجنة العلمية في مركز الرقيم، أن هذا الإصدار يأتي ضمن رؤية المركز لتعزيز ثقافة التقييم والمتابعة والمساءلة التنموية، والارتقاء بمستوى التخطيط المحلي المبني على بيانات واقعية وتحليل موضوعي. كما أوضح أن الكتاب يُعد مساهمة نوعية في الأدبيات التنموية الخاصة بمدينة عدن، وخصوصًا مديرية دار سعد التي تشهد تداخلًا كثيفًا في الأدوار، وضغطًا ديمغرافيًا كبيرًا، ما يتطلب استجابات ذكية وفعّالة من السلطات وصناع القرار.
ويبرز الكتاب أهمية تعزيز الشراكة بين السلطات المحلية، القطاع الخاص، منظمات المجتمع المدني، والمانحين الدوليين، في سبيل مواجهة التحديات المتعددة الأبعاد، وتحويلها إلى فرص تنموية، خاصة في ظل هشاشة الواقع الخدمي، وغياب الرؤى الاستراتيجية بعيدة المدى.
ويدعو مركز الرقيم من خلال هذا العمل، إلى ضرورة تطوير أدوات التقييم الدوري للبرامج والمشاريع التنموية، وتبني ممارسات الحوكمة الرشيدة على المستوى المحلي، بما يسهم في بناء نموذج مديرية تنموية ناجحة وقابلة للتكرار في بقية مديريات عدن والجنوب عمومًا.