شعب الجنوب صبر أكثر مما ينبغي، تحمل الخذلان والتجاهل والجوع، لم يثر لم يخرب لم يكفر بوطنه
بل انتظر بصبر مؤلم أن يتغير شيء أن يشعر به أحد أو ينصفه، لكن الصمت سيد الموقف وحين يطول لا يبقى صمتاً بل يتحول إلى غضب
فهل تظنون أن الناس ستبقى ساكتة إلى الأبد
هل تعتقدون أن الكرامة تدفن ثم تبقى ساكنة، كلا فالكرامة حين تسحق تعود في هيئة غضب لا يرحم
انظروا حولكم، التعليم متوقف، والمعلم
الأكاديمي مضطر للإضراب، والطالب إذا درس يدرس وهو جائع، والموظف يقايض كرامته بأجر لا يأتي، والأب يعود إلى بيته ليواجه سؤال طفله ماذا سنأكل غداً؟
فماذا استفادت الدولة من كل هذا الانهيار
أين الإنجاز ؟ هل هو الأمن أم الصمت أم الجوع المنظم
أي مكسب يرجى من إذلال الناس بهذه الطريقة؟
أي بركة تنتظرها سلطة تجوع شعبها وتهمل نخبتها وتكتم أنين البسطاء؟
لن يكون هناك سوى الغضب واللعنات
أما التحالف العربي
فالسؤال لهم أيضاً
هل أنتم هنا لإنقاذ هذا البلد أم للتحكم واستنزاف خيراته ، وإدارته كأن لا شعب فيه
هل جاءت قوانين الشرعية الدولية لتمنحكم الحق في مصادرة القرار الوطني؟
هل خولتكم الاتفاقات أن تتركوا الناس جوعى بينما الثروات تدار من خارجهم ولغيرهم؟
لقد تجاوزتم دور المساعدة وتحولتم إلى طرف متحكم؟
وصاحب نفوذ لا يسأل ولا يحاسب ولا يبالي!
لكن تذكروا أن الشعوب لا تقهر إلى الأبد، والتاريخ لا ينسى
والله لا يترك الظالم بلا حساب
وأما الحكومة ومجلس القيادة
فما عذركم
هل ترون ما يجري؟
هل تشاهدون الناس تفتك بهم الأمراض والفقر؟ ومن تبيع نساؤهم ذهبهن كي لا ينام أطفالهم بلا عشاء
هل تعرفون معنى أن يذل المواطن في طابور راتب لا يأتي
إن كنتم لا ترون فأنتم غائبون عن واقعكم
وإن كنتم ترون ولا تتحركون فأنتم متواطئون
الجنوب ليس فقيراً
لكنه منهك بإرادة من يديرونه
يمتلك من الموارد ما يكفي لبناء وطن محترم
لكنه محاصر بثلاثية
تحالف يتحكم وحكومة تصمت ومجلس قيادة يتفرج
فإلى متى
هل تنتظرون أن ينفجر الناس
هل تراهنون على تعبهم وانكسارهم وخوفهم
توقفوا عن خداع أنفسكم
الناس لم تعد تأمل ولم تعد تخاف
هذا ليس تحريضاً
بل تحذير صادق
من قلب مواطن يعرف ما تعنيه الخيبة
ويؤمن أن حساب الدنيا أهون من حساب الآخرة، من لا يرحم الناس لا يرحُم، ومن لا يخشى التاريخ فليخش الله