سقطرى.. خمس سنوات على التحرير من قبضة المشروع الإخواني

سقطرى.. خمس سنوات على التحرير من قبضة المشروع الإخواني

قبل 20 ساعة
سقطرى.. خمس سنوات على التحرير  من قبضة المشروع الإخواني
الأمين برس/تقرير / منير النقيب

تحتفي محافظة سقطرى اليوم بالذكرى الخامسة لتحرير لتحريرها من قبضة ميليشيا الإخوان، في لحظة فارقة أعادت الجزيرة إلى حضن الجنوب، ووضعت حداً لمحاولة اختطاف هويتها وموقعها الاستراتيجي لمصلحة مشاريع خارجية مشبوهة.


في مثل هذا اليوم من العام 2020، سطّرت القوات المسلحة الجنوبية ملحمة نضالية، كبّدت ميليشيا الإخوان خسارة مدوية، وأحبطت مشروعًا تخريبيًا كان يستهدف العبث بالنسيج الاجتماعي والهوية الوطنية لسقطرى، وتحويلها إلى بؤرة صراع تخدم أجندات مشبوهة لا علاقة لها بتطلعات الشعب الجنوبي.


*تأكيد على الثوابت


إن إحياء الذكرى الخامسة لتحرير سقطرى ليس مجرد تذكير بتاريخ نضالي، بل هو تجديد للعهد مع قيم المقاومة الجنوبية، وإعلاء لراية الكرامة والسيادة التي لن تُنتزع من أبناء الجنوب مهما تبدّلت أدوات الأعداء، وتنوّعت أساليبهم الخبيثة.
ويؤكد أبناء الجنوب، في هذه المناسبة، أن مشاريع الإخوان سقطت إلى غير رجعة، وأن لا مكان بعد اليوم لأي كيان تدميري يحاول استغلال الأرض أو الإنسان في الجنوب.


* يوم المجد واستعادة القرار


وكتبت سقطرى مجدها، حين نجحت القوات المسلحة الجنوبية قبل خمس سنوات في إعادة الجزيرة كدرّة في تاج الجنوب الحر، وفتحت أبواب الأمن والاستقرار والتنمية، بعد سنوات من محاولات الإخوان إغراقها في فوضى ممنهجة.
لقد سطّرت الإرادة الشعبية الجنوبية، مدعومة بقيادة حازمة، نموذجًا فريدًا في الحسم الشعبي والسياسي، حين تصدّت لمخططات الإخوان، ونجحت في دحرهم بقوة القانون والشرعية الثورية.

 

*قوات الجنوب


حينما تخلّت الشرعية اليمنية عن سقطرى، وسمحت بتسلّل مشاريع أجنبية تحت عباءة الإخوان، وقفت القوات المسلحة الجنوبية كدرع حصين لأبناء سقطرى، حامية للإرادة، ومدافعة عن الشرف، وحاملة لتطلعات المواطنين.
لقد كانت سقطرى هدفًا مباشراً لمشروع خارجي إخواني خبيث، سعى لتغيير تركيبتها الإدارية والديمغرافية، لكن وعي أبناء سقطرى، وصمودهم، والدور البطولي للقوات الجنوبية، حطّم تلك الأطماع وأعاد القرار السيادي لأهل الجزيرة.


*مراحل من النضال

 
أثبتت سقطرى بعد التحرير أنها ليست مجرد جغرافيا تم استعادتها، بل مشروع وطني جنوبي ناجح. فمن تحرير الأرض، إلى حماية المواطن، إلى الانطلاق الفعلي في مسارات التنمية والاستثمار والسياحة المستدامة.. كانت الجزيرة نموذجًا لتجربة جنوبية ناجحة في ترسيخ الأمن والاستقرار.
لم يكن سقوط حكم الإخوان في سقطرى مجرد إنهاء لميليشيا، بل كان سقوطًا لمنظومة كاملة من التجنيد والتعبئة والتحريض، ومنظومة قمع المؤسسات وتكميم الأفواه، وتحويل الجزيرة إلى منطقة عسكرية لصالح أجندات خارجية.


*انتصار بدماء الأبطال


ما تحقق في سقطرى لم يكن بلا ثمن. فقد روت دماء الشهداء تراب الجزيرة، وعلى رأسهم الشهيد البطل طاهر علي عيسى السقطري، الذي استشهد بكمين غادر في منطقة "حيبق"، وهو يذود عن الأرض والهوية، ويخطّ بدمائه خارطة النصر والسيادة.


*يوم خالد في ذاكرة الجنوب

 

تمثل ذكرى تحرير سقطرى حدثًا وطنيًا جامعًا، يحتفي به كل أبناء الجنوب، ويراه أبناء سقطرى يوماً لاستعادة الكرامة والانتماء. وهو أيضًا يوم تتجدد فيه الذاكرة الجمعية لجنوبٍ لا يقبل الخضوع، ولا يساوم على حقه في تقرير مصيره.


إشادة بالقيادة والجهود المحلية

يُسجل أبناء سقطرى، في هذه الذكرى، إشادتهم وامتنانهم للقيادة الجنوبية، ممثلة بالرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، على ما أولاه من اهتمام ورعاية خاصة بالأرخبيل، وحرصه الدائم على ضمان الأمن والتنمية لأبنائه.


كما تبرز في هذه المناسبة جهود القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في سقطرى، والسلطة المحلية، التي عملت منذ اللحظة الأولى للتحرير على إعادة ترتيب الأوضاع، وتطبيع الحياة، وإطلاق المشاريع الخدمية والتنموية.

*معركة وجودية


تحرير سقطرى لم يكن مجرد استعادة جغرافيا، بل كان معركة وجودية كسبها الجنوب بفضل وعيه، وشجاعة أبطاله، وحكمة قيادته. واليوم، وبعد خمس سنوات، تقف سقطرى شامخة، تنعم بالأمن، وتتجه نحو آفاق تنموية واعدة، في ظل إدارة جنوبية خالصة، ووفاء شعبي لا يُكسر.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر