"الصمود".. خيار الجنوبيين لاستعادة الوطن..!

"الصمود".. خيار الجنوبيين لاستعادة الوطن..!

قبل 6 ساعات
يمثل صمود شعب الجنوب وتصميمه على عدم الاستسلام أو الخضوع للابتزازات أو المساومة، ظاهرة فريدة تبرز مدى إيمانه بعدالة قضيته، وتمسكه بحقوقه وتطلعاته في تحقيق أهدافه التحررية المشروعة. إن صمود شعب الجنوب هذا ليس خياراً ترفياً أو رغبة في المعاناة أو عجزاً عن تحقيق هدف، بل هو استجابة حتمية لواقع فُرض فيه خياران، ليس أفضلهما، أمرّهما: فإما "الاستسلام" والتخلي عن كل أهدافه وتطلعاته وما صاحبها من تضحيات، وهذا يعني نسيان الدماء التي سالت والأرواح التي بُذلت من أجل قضيته العادلة. وإما الخيار الثاني، نقيض ذلك، هو "الصمود" والصبر والتعاطي مع الواقع المفروض بحكمة وحنكة وثبات، وهذا المسار وإن كان شاقاً، فهو السبيل الوحيد مع استمرار النضال والعمل للحفاظ على الكرامة والوصول إلى تحقيق الأهداف والغايات المنشودة. صحيح أن الواقع الحاضر مرير وقاسٍ، إلا أن الاستسلام والرضوخ والخنوع بعد كل هذا الصبر والتجلد والتضحيات، يُعد أشد مرارة ووجعاً وقسوة وهدر كل ما بُني بجهد وعرق ودماء. الرهان على نفاذ صبر الجنوبيين واستسلامهم وتخليهم عن هدف استعادة دولتهم، من خلال افتعال الأزمات وانعدام الخدمات الأساسية وعدم دفع الرواتب وإنهيار العملة وتضييق الحياة المعيشية عليهم، رهان خاسر لن يجدي نفعاً مع هذا الشعب الذي نذر حياته للدفاع عن كرامته ومبادئه وأهدافه، ولم تُخضعه آلة القمع والقتل والتنكيل التي كانت تُمارس بحقه طيلة العقود الماضية. قرار الصمود الذي اختاره شعب الجنوب وقيادته الفذة، لانتزاع حقوقه وحريته، والتعاطي مع واقعه بعين الحكمة وثبات المبدأ نحو الهدف، والتعامل بعقلانية مع كافة التحديات التي تواجهه هو الخيار الأمثل، لضمان تحقيق آماله وتطلعاته المشروعة في أستعادة وطن حر ومستقل تسوده العدالة والحرية والمساواة، وينعم بالأمن والامان والتنمية والازدهار .

التعليقات

آخر الأخبار

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر