عبد اللطيف السيد.. في ذكرى الرحيل

عبد اللطيف السيد.. في ذكرى الرحيل

قبل 12 ساعة
عبد اللطيف السيد.. في ذكرى الرحيل
بقلم: الأستاذ سمير محمد الحييد

استشهد القائد البطل عبد اللطيف السيد، قائد قوات الحزام الأمني بمحافظة أبين، في عملية إرهابية غادرة بوادي جنن بمديرية مودية، محافظة أبين، في 10 أغسطس 2023م، وهو في مقدمة الصفوف، مقبلاً غير مدبر، مواصلاً مشوار النضال حتى اللحظة الأخيرة من حياته.

 

 

هذه الإطلالة على شخصية الشهيد ليست تعريفاً عادياً بقائد ميداني، بل تأمل في مسيرة رجل حمل على عاتقه مهمة تطهير أبين من الإرهاب وعناصره، وحمل هموم أبناء محافظته في أصعب الظروف، وظل ثابتاً في مواجهة التحديات الكبرى التي عصفت بأبين خاصة، والجنوب عامة.

 

رمز لمقاومة الإرهاب

 

في زمن الاستهداف والتآمر، برز عبد اللطيف السيد رمزاً لمقاومة الإرهاب، وقائداً صنع بصمته في سجل النضال الجنوبي، متحدياً كل من حاول المساس بأمن واستقرار المحافظة، ظل هدفه السامي هو تطهير أبين من الإرهاب، رغم كل العواصف التي واجهته.

 

من اللجان الشعبية إلى الحزام الأمني

 

وُلد السيد من رحم اللجان الشعبية في مديرية خنفر، ونشأ على خط النار وفي قلب المأساة. قاد اللجان الشعبية في أبين عام 2011، وشارك في تحرير عدن وأبين من مليشيات الحوثي عام 2015م لم يحِد يوماً عن منهجه الوطني الأصيل، وانطلق من فهم عميق لانتمائه للجنوب، راسخاً على مبادئ ثابتة لا تتبدل.

 

شخصية قيادية استثنائية

 

كان الشهيد دائم الابتسام، متواضعاً، واسع الاطلاع، قارئاً نهماً، مميزاً في صياغة المواقف والإقناع، سريع البديهة، حكيماً في المشورة، ملتزماً بالسياسة العامة كقائد لقوات الحزام الأمني، حمل مشروعاً وطنياً لمكافحة الإرهاب، وجمع بين الحزم والأفق السياسي الرحب.

 

قيادة في زمن الأزمات

 

حين أُغلقت الأبواب وتعاظمت المؤامرات واشتد خطر الإرهاب، ظل ثابتاً على درب النضال، لم تنحرف بوصلته، ولم تزل قدمه عن المسار الاستراتيجي، بل بقي قائداً رسالياً، يسعى نحو بر الأمان وسط أمواج المحن.

 

إرث وطني خالد

 

في ظل قيادته، تطورت اللجان الشعبية إلى قوات الحزام الأمني بفضل الله ودماء الشهداء، لتصبح قوة يُحسب لها حساب، ورافعة لمشروع مكافحة الإرهاب، مثّل السيد نموذج القائد الذي لم يتنازل عن الحلم رغم محاولات الاغتيال والتشويه، وظلت قوات الحزام الأمني بقيادته حصناً منيعاً وصمام أمان في زمن الارتباك السياسي والانهيار الأخلاقي.

 

لقد واجهت قوات الحزام الأمني بقيادته أثماناً باهظة من الاغتيالات والخسائر، لكنها بقيت وفية لقضية الإنسان والأرض، وسيسجل التاريخ أن عبد اللطيف السيد كان شعاع الأمل في نفق الإرهاب، ورمز القيادة التي تليق بتضحيات الوطن.

 

 

ويبقى التحدي اليوم في أن نرسخ منهجية مدروسة للسير على خطاه، لنواصل مواجهة الإرهاب وحماية أمن واستقرار الجنوب.

 

 

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر