ضربات متلاحقة توجهها الأجهزة الأمنية الجنوبية لشبكات تهريب السلاح الإيراني للحوثي

ضربات متلاحقة توجهها الأجهزة الأمنية الجنوبية لشبكات تهريب السلاح الإيراني للحوثي

قبل ساعة
ضربات متلاحقة توجهها الأجهزة الأمنية الجنوبية لشبكات تهريب السلاح الإيراني للحوثي
الأمين برس/تقرير - محمد مرشد عقابي

في سلسلة من العمليات الأمنية والاستخباراتية المتقنة، تمكنت الأجهزة الأمنية الجنوبية، خلال الأشهر الأخيرة، من إحباط العديد من المحاولات لتهريب المخدرات والأسلحة والمعدات العسكرية الإيرانية إلى مليشيا الحوثي الإرهابية عبر خطوط تهريب برية وبحرية تستخدمها لتغذية وتمويل أنشطتها الإجرامية.

العمليات التي نفذتها وحدات متخصصة، بناءً على معلومات دقيقة من شُعبة الاستخبارات العامة في القوات الجنوبية، كشفت حجم الدعم الإيراني المتواصل للحوثيين، واستخدام البر والبحر كممرات رئيسية لتهريب أدوات الحرب والقتل والتدمير وتمويل الجماعات الإرهابية.

 

*اعتراضات نوعية*

ولم تكن خطورة تلك الشحنات في محتواها فحسب، بل في طريقة التمويه، التي سعى من خلالها طواقم التهريب لخداع الدوريات والنقاط الأمنية، وقد بيّنت التحقيقات الأولية أن عمليات الشحن والتهريب تحمل بصمات واضحة للحرس الثوري الإيراني، وأنها تندرج ضمن وسائل التمويل غير المباشر للحوثيين.

وضبطت الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن يوم أمس سفينة قادمة من ميناء جيبوتي، وعلى متنه حاوية بضائع تحوي معدات عسكرية نوعية من بينها: هياكل مجنحة ومحركات نفاثة وطائرات مسيّرة ومنظومات تشويش حديثة وأجهزة رادار بحرية ومعدات اتصالات عسكرية متطورة.

وكشفت التحقيقات أن الشحنة العسكرية كانت في طريقهما من جيبوتي إلى ميناء رأس عيسى بالحديدة قبل أن تحول مسارها إلى ميناء الحاويات بالعاصمة عدن، وتكمن خطورة المضبوطات في استخدامها المباشر في صناعة المفخخات، والطائرات الانتحارية وحقول الألغام والأسلحة الفتاكة.

 

*تهريب ممنهج تحت عباءة "التجارة"*
 
وتشير المعلومات إلى أن عمليات التهريب وإمداد الحوثيين بالأسلحة تتخذ طرقًا وأشكالًا مختلفة، منها استخدام موانئ جيبوتي كمرحلة وسيطة، وتزوير الوثائق الرسمية لإخفاء حقيقة المنشأ الإيراني، وتستخدم مليشيا الحوثي، بتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني، شبكات من البحّارة المدنيين وتجار مزيفين لتغطية أنشطة التهريب.

 

*يقظة استخباراتية وشبكة إنذار متقدمة*

وتؤكد النجاحات المتكررة للأجهزة الأمنية في اعتراض مثل هذه الشحنات، الدور الفعال لشُعبة الاستخبارات في القوات المسلحة الجنوبية، والتنسيق العملياتي عالي المستوى، ما جعلها قادرة على التصدي لمحاولات اختراق البر والبحر وتحويلهما إلى ممرات آمنة لتمويل الإرهاب.

وتكشف هذه العمليات أن إيران مستمرة في انتهاك القرارات الدولية، وأن تهريب الأسلحة للحوثيين لا يزال أحد أبرز تحديات الأمن البحري في المنطقة مما يستدعي تدخل دولي لمساندة ودعم القوات المسلحة الجنوبية في جهودها لحماية وتأمين هذه الممرات من أية مخاطر محدقة.

 

*الموت القادم من إيران*

وفي واحدة من أنجح الضربات الاستباقية التي وجّهتها القوات الجنوبية ضد المشروع الإيراني في اليمن، أعلنت الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن، عن ضبط شحنة ضخمة من الأسلحة الإيرانية كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي الإرهابية.

المضبوطات التي أعلنت عنها الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن لم تكن مجرد حمولة مهربة عابرة، بل عملية تهريب استراتيجية بلغ وزنها 2500 طنًا من الأسلحة المتنوعة، شملت أسلحة ومعدات عسكرية بحرية وجوية، ومنظومات طائرات مسيّرة ومنصات إطلاق ورادارات متقدمة وأجهزة تنصت واتصالات عسكرية وقطع غيار متنوعة بأصناف مختلفة، إضافة إلى معدات عسكرية أخرى.

ويرى مراقبون بأن هذه العملية لا يمكن التعامل معها كحدث عابر، بل هي الضربة الأكبر والأكثر إيلاما وتعقيدًا في تاريخ المواجهة مع تهريب السلاح الإيراني إلى اليمن، حيث تمثل دليلاً قاطعا على الدعم الإيراني الخفي للحوثيين، كما أنها جاءت بعد سنوات من الحرب، وبعد عدد لا يُحصى من عمليات التهريب الناجحة التي مكّنت الحوثي من ارتكاب أبشع الجرائم بحق المدنيين.

ووفق المراقبون، فقد كشفت عملية تفتيش السفينة المضبوطة في ميناء عدن عن أساليب تهريب غير مسبوقة تؤكد حجم الدعم الإيراني لمليشيا الحوثي وخطورة ما يُنقل إليها من أدوات الحرب.

وبحسب المراقبون وفان فان طريقة التمويه الاحترافية غير المسبوقة لشحنة الأسلحة المهربة ومحاولة إخفاء مكوناتها بإحكام لخدع أي مراقب لم تفلح أمام يقظة أبطال القوات الأمنية الحنوبية الذين اكتشفوا هذه الحيله وتبيّن لهم بعد التفتيش بانهم عثروا على مستودع لسلاح متكامل.

ووفق المراقبون، فقد شكّلت هذه الشحنات تهديدًا متصاعدًا لأمن المنطقة، وعرّضت سلامة الممرات البحرية الدولية للخطر، كما أن العملية النوعية الأخيرة جاءت لتذكّر الجميع، أن الدعم الإيراني لم يتوقف لحظة واحدة، بل تطوّر وتعاظم، وانتقل من التهريب إلى التورط المباشر في نقل، وتمويل، وتسليح مليشيا تعمل علنًا لخدمة أجندة إيران العابرة للحدود، في تحدٍ سافر للقرارات الدولية التي تمنع الدول من تزويد المليشيات بالسلاح، أيًّا كان نوعه.

ما يميز هذه العملية ليس فقط حجم الإرسالية أو خطورتها، بل الطابع الجنوبي الخالص لها، فقد جاءت نتيجة عمل استخباراتي دقيق نفذته الأجهزة الأمنية الجنوبية في العاصمة عدن وتولت بنفسها اعتراض السفينة وتفتيشها في ميناء الحاويات، دون تدخل أجنبي مباشر، وهذا الإنجاز يُسجَّل كدليل حيّ على نضوج الأداء الأمني والاستخباراتي الجنوبي، وقدرته على التصدي لأخطر المخططات العابرة للحدود.

كما جاءت عملية ضبط الشحنة الأخيرة كدليل جديد على أن إيران ليست داعمًا عابرًا، بل طرف مباشر في تغذية الحرب في اليمن وإشعال فتيل الفتن في المنطقة العربية، وما يضاعف من أهمية هذه العملية أنها تكشف بوضوح حجم الانتهاك الإيراني الصارخ لقرارات مجلس الأمن، وفي مقدمتها القرار 2216 (2015)، الذي يُلزم جميع الدول الأعضاء بمنع توريد السلاح إلى مليشيا الحوثي، والقرار 2140 (2014)، الذي ينص على معاقبة الأفراد والكيانات التي تهدد السلام والأمن في اليمن، ويمنع تقديم أي دعم مادي أو عسكري للجهات التي تعرقل العملية السياسية.

وطبقا للمراقبون، فان ضبط هذه الكمية الهائلة من الأسلحة يفضح استمرار إيران في تسليح جماعة إرهابية خارجة عن القانون، في تحدٍ فاضح للقرارات الدولية، وهذا النمط من الخرق لم يعد مجرد حادث عابر، بل سياسة متكررة وثابتة تُمارَس بإرادة سياسية من طهران، ما يُخرجها من خانة “الداعم” إلى خانة “الطرف المباشر” في الحرب.

وتفضح هذه العملية أيضًا عن قصور فادح في منظومة الرقابة الدولية، وتخاذل مريع في ترجمة الإدانات إلى إجراءات عملية رادعة وملموسة على أرض الواقع، والأسوأ من ذلك، أن المجتمع الدولي، ومع كل شحنة جديدة، لا يزال يتعامل مع الحوثيين كطرف سياسي، رغم أن الوقائع على الأرض تثبت أنهم مليشيا إرهابية تعمل كوكلاء لنظام إرهابي، هدفه الوحيد هو تقويض السلام ونسف النظام الدولي من أساسه.

ويؤكد سياسيون، بان ما يثير القلق أكثر، هو الصمت الدولي الذي لم يعد يُقرأ كعجز دبلوماسي، بل كإشارة خاطئة تُفسَّر كقبول ضمني باستمرار تدفق السلاح الإيراني، فالمواقف الرمادية لم تعد كافية، وغموض المجتمع الدولي في توصيف الحوثيين أو معالجة الخروقات الإيرانية يجعل من تلك الخروقات خطرًا يتجاوز اليمن إلى أمن الإقليم ومصالح العالم.

إن عملية الضبط التي قامت بها الأجهزة الأمنية الجنوبية لما يتجاوز ال 2500 طنًا من السلاح الإيراني تمثل تحولًا نوعيًا في مسار المواجهة مع المشروع الحوثي الإيراني، كما إنها لا تحمي فقط اليمن، بل تحمي ممرات التجارة العالمية، وأمن البحر، واستقرار الجزيرة العربية، وقد وضعت هذه العملية المجتمع الدولي أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يواجه المشروع الإيراني في اليمن بوضوح لا لبس فيه، أو أن يستعد لدفع فاتورة الإرهاب الحوثي الإيراني في موانئه وسواحله وشركاته.

 

*إشادات واسعة بإنجاز الجنوب في ضرب شريان التهريب الإيراني للحوثيين*

أثارت العملية الأخيرة التي نفذتها الأجهزة الأمنية الجنوبية في العاصمة عدن، إعجابًا وتأييدًا واسعين في الأوساط المحلية والخارجية، بعد نجاحها في إحباط أكبر شحنة أسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي، في ضربة نوعية وصفها ناشطون وصحفيون بأنها "تحول مفصلي" في مسار الحرب، و"كشف نهائي" لأسطورة ما يُسمى بـ"الصناعة الحربية المحلية" لدى الحوثيين.

العملية، التي جاءت نتيجة تنسيق استخباراتي عالي المستوى بين شُعبة الاستخبارات في القوات المسلحة الجنوبية وأمن العاصمة عدن، كشفت حجم التورط الإيراني في تسليح الحوثيين، وأظهرت الوجه الحقيقي للذراع الإيرانية، بحسب تعبير عدد من الصحفيين والناشطين.

*منشورات موحدة وموقف غير مسبوق*

اللافت في هذه العملية، بحسب مراقبين، هو الإجماع غير المسبوق، حيث التقت جميع الأصوات، في تأييد العملية والإشادة بها، في مشهد نادر لم يشهده له مثيل، واعتبر الكل العملية الأخيرة "نقطة تحوّل" كشفت زيف الادعاء الحوثي بالتصنيع الحربي، مؤكدين أن هذه الضربة توضح أن كل ما كان يروج له الحوثي حول الإنتاج الحربي المحلي مجرد وهم كبير.

وتؤكد الحملة الواسعة من التأييد والإشادة، أن العملية الأخيرة للقوات الجنوبية لم تكن مجرد نجاح أمني أو عسكري فحسب، بل فعلًا أعاد التذكير بأولوية معركة الجنوبيين ضد المشروع الإيراني، وبأن مواجهة الحوثي لا تزال قائمة ومستمرة وفي مقدمة أولويات شعب الجنوب العربي.

وبهذا الإنجاز، تكون الأجهزة الأمنية الجنوبية قد قدمت نموذجًا محترفًا في الرصد والتنفيذ، أما الأثر السياسي والاجتماعي للإنجاز، فقد تجلى في هذه الموجة الوطنية الواسعة من الدعم والإشادة، وهو ما يعكس الروح القتالية العالية واليقظة المستمرة ويضاف إلى سجل البطولات التي رجال الأمن البواسل في ساحات الوغى وميادين الشرف والكرامة.

 

*عملية ضبط شحنة الأسلحة الإيرانية تؤكد كفاءة الأجهزة الأمنية الجنوبية وقدراتها النوعية*

وأكد نشطاء وسياسيون، أن الإنجاز الكبير الذي حققته الأجهزة الأمنية الجنوبية، بالسيطرة على شحنة ضخمة من الأسلحة الإيرانية المهرّبة إلى مليشيا الحوثي، يشكّل تحولًا نوعيًا في مسار المعركة العربية الموحدة ضد هذه المليشيات، ويعكس يقظة وكفاءة جنوبية عالية في التصدي للمخططات الإيرانية في اليمن والمنطقة، مؤكدين أن هذا الإنجاز، رغم محدودية الإمكانات، يُظهر القدرة المتقدمة لوحدات الأمن الجنوبية في استعادة زمام المبادرة في المعركة البحرية، وقطع خطوط وشرايين تهريب الأسلحة الإيرانية التي تغذي الإرهاب الحوثي، وتهدد أمن البحر والملاحة الدولية ومصالح شعوب المنطقة، كما ان هذا الانتصار يبعث برسائل طمأنينة وأمل في الداخل والخارج، بوجود قيادة عسكرية وأمنية فاعلة قادرة على حماية الأمن القومي واستعادة الاستقرار والسلام للمنطقة وما ينقصها سوى الدعم والمساندة الدولية.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر