في مشهد وطني مفعم بدلالات التلاحم والوحدة، قام الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بزيارة أخوية للقائد المناضل صلاح الشنفرة، أحد أبرز القيادات الجنوبية وركن من أركان النضال الوطني.
الزيارة التي جاءت في أجواء احتفالات شعب الجنوب بالذكرى الـ62 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، حملت في مضمونها رسائل سياسية وإنسانية عميقة، أكدت أن الجنوب ماضٍ بثقة نحو لمّ الشمل وتوحيد الصفوف من أجل تحقيق الهدف الأسمى باستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
*حكمة القائد
تُعدّ هذه الزيارة، التي لاقت ترحيبًا واسعًا في الأوساط الشعبية والسياسية الجنوبية، خطوة عظيمة من قائد حكيم أثبت أنه لا يعرف الحقد ولا يسكن قلبه مكان للكراهية، بل يؤمن بأن التباين لا يفسد للود قضية ما دامت البوصلة الجنوبية ثابتة نحو الحرية والاستقلال.
وقد عكست الزيارة نهج القيادة الجنوبية في تبني قيم التسامح والتآزر، إدراكًا بأن معركة الجنوب المصيرية لا يمكن أن تُخاض على أرضية الانقسام والشقاق، بل على أسس متينة من التلاحم والإخاء والثقة المتبادلة بين القيادات الوطنية.
*لقاء الأبطال
جاء اللقاء بين الزُبيدي والشنفرة ليحمل رمزية كبيرة، كونه جمع رفاق درب النضال والكفاح في مرحلة تتطلب من الجميع إعلاء المصلحة الوطنية العليا.
وفي توقيتٍ تزامن مع احتفالات الجنوب بذكرى ثورة أكتوبر المجيدة، جاءت هذه الخطوة لتُخرس كل الأبواق التي تحاول العزف على وتر الانقسام، ولتؤكد أن الجنوب عصيّ على الفتنة، وأن أبناءه يسيرون خلف قيادتهم على درب الحرية والسيادة الكاملة.
*الشنفرة.. ركن من أركان النضال
وخلال اللقاء، عبّر الرئيس الزُبيدي عن تقديره الكبير للقائد صلاح الشنفرة، مشيرًا إلى أنه كان أحد أبرز الداعمين والمقاتلين الشجعان الذين تصدّوا للغزو الحوثي العفاشي في العام 2015م، وقدم مواقف وطنية مشرفة في ميادين القتال والسياسة على حد سواء.
وأكد الزُبيدي أن الشنفرة يمثل نموذجًا للمناضل الجنوبي الصلب، الذي لم يتخلَّ يومًا عن مبادئه في الدفاع عن الجنوب، وساهم في بناء اللبنات الأولى لمسار النضال نحو استعادة الدولة.
*رسالة جنوبية
زيارة الرئيس الزُبيدي للقائد الشنفرة لم تكن مجرد لقاء شخصي، بل كانت رسالة سياسية بليغة إلى كل أبناء الجنوب، مضمونها أن الجنوب لا يُبنى إلا بالتكاتف والتسامح.
لقد جسد الرئيس الزُبيدي في هذه الخطوة معاني القيادة الحقيقية، التي تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وتؤمن بأن النصر والتحرير لا يتحققان إلا في ظل صفٍ جنوبيٍ واحد، خالٍ من الأحقاد والخصومات.
*النضال المشترك والتسامح ركيزة دولة الجنوب
بهذه الروح الوطنية العالية، يواصل الرئيس الزُبيدي قيادة مشروع الجنوب بثقة ورؤية واضحة، واضعًا أسسًا راسخة لوحدة الصف الجنوبي، ومؤكدًا أن النضال المشترك والتسامح والتآخي هي القواعد التي ستُبنى عليها الدولة الجنوبية القادمة، دولة العدل والسيادة والكرامة.