شكّلت توجيهات الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بشأن مواصلة مسار الحوار الوطني الجنوبي، محطة سياسية مهمّة تعكس طبيعة التحولات القادمة في المشهد الجنوبي، وتُبرز في الوقت نفسه إدراك القيادة لضرورة ترسيخ مبدأ الشراكة الوطنية الشاملة كخيار استراتيجي لا يمكن تجاوزه.
توجيهات الرئيس الزُبيدي الى هيئات المجلس فيها نوع من الحزم والتأكيد على قيام المجلس الانتقالي بمسؤولياته المباشرة في توسيع قنوات التواصل مع مختلف فئات المجتمع الجنوبي في الداخل والخارج، بما يشمل القوى السياسية والمدنية والشخصيات الاجتماعية من مختلف الاتجاهات. ويأتي هذا التوجيه في إطار رؤية تُعيد التأكيد على أن قوة الجنوب تكمن في وحدته، وأن أي مشروع سياسي مستقبلي لا يكتمل دون سماع جميع الأصوات وإشراكها.
ويعكس هذا التوجه أيضاً إدراكاً عميقاً لطبيعة التحديات التي تواجهها القضية الجنوبية، سواء على المستوى الداخلي المرتبط بتعدد القوى والمكونات، أو على المستوى الخارجي المرتبط بتعقيدات العملية السياسية الإقليمية والدولية.
ولهذا يؤكد الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي أن المجلس الانتقالي ماضٍ في دوره التاريخي كحامل سياسي للقضية الجنوبية، ملتزماً بمهام توحيد الصف والكلمة، في خطوة تُمهّد لمرحلة سياسية جديدة أكثر حسماً.
فالمرحلة المقبلة، بحسب مؤشرات توجيهات الرئيس عيدروس الزُبيدي هي مرحلة استكمال مشروع استعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة، وهي مرحلة تتطلب أعلى مستويات التوافق الوطني والاصطفاف خلف هدف واحد. ومن هنا جاء تشديد الرئيس القائد على عدم التراجع عن مسار الحوار باعتباره الطريق الآمن نحو بناء شراكة وطنية مستدامة.
وتحمل هذه التوجيهات في مضمونها رسائل واضحة:
* بأن المجلس يسعى إلى إنهاء حالة التباينات داخل الساحة الجنوبية عبر الحوار المسؤول.
* وبأن القيادة الجنوبية تستعد لمرحلة تفاوضية وسياسية تتطلب اصطفافاً وطنياً متماسكاً.
* وبأن مشروع الدولة الاتحادية الجنوبية لم يعد مجرد شعار، بل رؤية تنتقل تدريجياً إلى إطار التنفيذ السياسي والمؤسسي.
وإن توجيهات الرئيس الزُبيدي تمثل خطوة جديدة في سياق بناء مشروع وطني جنوبي جامع، يقوم على الحوار والشراكة ويستعد لمرحلة مفصلية في مستقبل الجنوب وقضيته العادلة.
