سيئون تشتعل.. وحضرموت تقول كلمتها: لا مكان للمحتل على أرض الجنوب بعد اليوم

سيئون تشتعل.. وحضرموت تقول كلمتها: لا مكان للمحتل على أرض الجنوب بعد اليوم

قبل 3 ساعات
لم يعد في حضرموت ولا في الجنوب بأسره مساحة للرمادية أو المساومة. اللحظة اليوم أكبر من مجرد احتفاء بذكرى وطنية، وأكبر من خطاب عابر أو شعارات تُرفع ثم تُنسى. نحن أمام مفترق مصيري، وحشد سيئون في ذكرى 30 نوفمبر ليس فعالية عادية، بل استفتاء شعبي مفتوح يؤكد أن الجنوب، كل الجنوب، قد اتخذ قراره النهائي: لا مكان للاحتلال اليمني على أرض حضرموت، ولا عودة للوصاية ولا للتهميش، ولا قبول لمشاريع العبث التي فشلت في الماضي وستفشل اليوم. لقد ضاق الخناق على بقايا المحتل اليمني في وادي حضرموت، ومع ذلك لا يزال متشبثًا بوهم البقاء، وكأن التاريخ سيتوقف عند مزاجهم، أو أن إرادة شعب حضرموت ستنحني أمام عصابات الفساد والنهب. هذه القوات التي تجثم على الوادي ليست سوى أدوات لنظام فقد شرعيته، وواجهة لجماعات لا تحسن إلا زرع الفتنة وتفريخ الأزمات. وما أكثر الأقنعة التي تتساقط اليوم… فكل من يحرّك الفوضى في مدن الساحل الآمنة، وكل من يروّج لمشاريع التقسيم، وكل من يفتعل الأزمات لإضعاف الصوت الحضرمي، إنما يقدّم خدمات مجانية لقوى فاسدة تريد إبقاء الوادي تحت الهيمنة. مخطط واضح، مكشوف، ومرفوض جملة وتفصيلاً. إن سيئون اليوم ليست مجرد مدينة تستضيف فعالية، بل مركز قرار جنوبي يعلن من قلب حضرموت أن زمن الاستضعاف انتهى، وأن أبناء حضرموت ليسوا ديكورًا سياسيًا لأحد، ولا تابعين لأي قوة خارجية. هم أصحاب الأرض، وأسياد القرار، وهم وحدهم من يحق لهم إدارة أمنهم وثرواتهم ومصير محافظتهم. الاحتشاد في 30 نوفمبر هو رسالة لا تحتمل التأويل: حضرموت جنوبية، وساحلها وواديها وصحراؤها جسد واحد، وهوية واحدة، ومصير واحد. والحديث عن “امتلاك صكوك الحضرمة” لم يعد سوى مهزلة، وسقوط مريع لمن يحاولون لبس ثوب الحضارم زورًا وبهتانًا، فيما يقفون في خندق المحتل اليمني ضد إرادة أبناء الأرض. لقد أفشل الجنوب كل مشاريع الإخوان والعفافشة والحوثيين، وها هي حضرموت تكمل المشهد بإفشال آخر الأوراق الرخيصة التي يلعبون بها، تمامًا كما سقطت مخططاتهم في شبوة وسقطرى وكل مناطق الجنوب. من سيئون، من قلب الوادي، سيقول الجنوب كلمته الفصل… تفويض شعبي جديد للمجلس الانتقالي الجنوبي، وتجديد عهد مع الرئيس عيدروس الزبيدي، ومشروع الدولة الجنوبية الفيدرالية الحديثة. ومن يراهن على إضعاف حضرموت فهو لا يفهم هذه الأرض ولا يعرف تاريخها. حضرموت التي فجّرت أول شرارة الثورة في 1998، وقدمت أول الشهداء، ووقفت في وجه الهيمنة قبل حرب 94، لن تتراجع اليوم، وقد وصلت اللحظة إلى قمة نضجها. حضرموت ليست لقمة سائغة. حضرموت ليست ورقة تفاوض. حضرموت ليست ساحة لمرتزقة الإعلام ولا لبيادق السياسة. حضرموت قلب الجنوب، ومعقل هويته، والحصن الذي لا يُخترق. وفي 30 نوفمبر، سيعلم العالم أن شعب الجنوب لا يتهدّد، ولا ينكسر، ولا يتراجع. وأن حضرموت، بكل تاريخها وثقافتها وحكمتها، قالت كلمة واحدة بصوت واحد: هذا الجنوب… وهذه دولتنا… وهذا عهدنا… ولن يحكم حضرموت إلا أهلها. #نوفمبر_وادي_حضرموت_موعدنا

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر