صورة لمدخل بوابة مستشفى الوهط في لحج
الأمين برس ـ خاص
قليله هي عدد المستشفيات الحكومية في لحج وكذلك المراكز الصحية في محافظة تتكون من 15 مديرية مترامية الأطراف وكثيرة القرى النائية .
ومستشفى الوهط بمديرية تبن لمحافظة لحج واحداً من المتشفى الحكومي الذي تم بناءه بعام 1978م على نفقة دولة الكويت الشقيقة ، الذي كان في بداية ومنتصف عمله يقدم خدمات صحية كبيرة ومهمة أهمها إجراء عمليات جراحية بمجال العيون والباطني ، وظل يقدم وما يزال يقدم خدمات صحية لسكان المنطقة ولكنه أصبح يعاني في السنوات الأخيرة من قلة الدعم وقدم المعدات والأجهزة الطبية ، إلى جانب تضرره في فترة الحرب التي شنتها قوات صالح والحوثين على لحج وعدن ، والتي لا تزال رحاها قائمة باليمن حتى الآن .
موقع الأمين برس عبر مراسلته ( أنوار العبدلي) نزل لمستشفى الوهط وتجول بداخله والتقى بمدير مستشفى عمر أبوبكر السقاف وأجراء حوار معه .
" أولا نشكر لك حسن الاستقبال وبودنا معرفة كيف يرى الأستاذ عمر السقاف أمر تكليفه لإدارة مستشفى الوهط ؟
أولاً اشكر الله عز وجل ثم أشكر قيادة المحافظة على تكليفي بهذه المهمة والتي التمس منها عمق الأمانة وصعوبة المهمة خاصة بالوقت الحالي وما تمر به البلاد من حالة حرب تعرفونها ، فالمسئوليات كبيرة فما يحتاجه المواطن من رعاية صحية بهذه الأزمة ضرورة ملحه في ظل شح الدعم وقدم الأجهزة الطبية وسرقة بعضها في فترة الحرب .
" حدثنا كيف كان عمل مستشفى الوهط بفترة الحرب وما الذي واجهه وهل تم توقف العمل فيه مثل مستشفى ابن خلدون ؟
طبعاً مستشفى الوهط هو أول مستشفى تم بناءه في محافظة لحج من قبل دولة الكويت بعام 1978م وكان يقدم الكثير من الخدمات الطبية المختلفة لكل سكان المحافظة حيث أشتهر أكثر بأجراء عمليات جراحية عبر أطباء متخصصين في مجال العيون والباطني ، لكن المستشفى فقد بل تراجع أهميته ودوره بعد افتتاح مستشفى أبن خلدون بمديرية الحوطة عام 1990م وأصبح المستشفى الرئيسي بالمحافظة مع استمرار مستشفى الوهط يقدم الخدمات الصحية ولكن لشريحة سكانية أقل تكاد تكون لمنطقته .
مستشفى الوهط ظل كذلك يقدم خدماته الصحية بفترة الحرب ولكنه توقف بعد أن اقتحم الحوثيين المديرية وضرب طيران التحالف المناطق القريبة منه ، ولكون المستشفى أيضاً يقع على خط سير مهم وهو خط العام والذي يربط صبر – الوهط – طور الباحة قمنا بسحب بعض الأدوية وأدوات المجارحة بسيارة الإسعاف وعملنا مستشفى ميداني في أحدى المنازل واستطعنا نقدم لسكان الوهط والنازحين إليها بعض الخدمات الصحية والإسعافات الأولية بحالة الإصابات ، التي باستطاعتنا نقدمها حيث انتشرت حمى الضنك وأدى إلى وفاة حوالي (12) من كافة الفئات العمرية كما بلغ عدد الحالات المصابة التي زارت مستشفى الوهط الميداني لًطلب العلاج ( 5690) متردد من المرضى ، كل ذلك تم بوضع صحي كارثي حيث كنا نعاني من نقص الأدوية وغير ذلك في ظل حصار كان تفرضه مليشيات الحوثي وصالح بفترة الحرب إلى أن تم التحرير ودخول المقاومة الوهط وتطهير محافظة لحج .
" بعد التحرير ماهو وضع مستشفى الوهط بالوقت الحالي ، فما لاحظناه من خلال تجولنا بأروقة المتشفى يبدو يحتاج للكثير ؟
نعم مستشفى الوهط قبل الحرب كان يعاني من قدم أجهزته الطبية وقلت السرر وغيرها، ولكنه كان يعمل ويقدم خدماته الصحية لسكان المنطقة ، لكن خلال الحرب تعرض للأسف لسرقة بعض هذه الأجهزة نضرب مثال كجهاز تخطيط القلب ، وجهاز الميكروسكوب ، وأجهزة الحاسوب ، وتضرره نتيجة للقذائف الصاروخية التي كانت تسقط بالقرب منه ، فالمتشفى يحتاج لتأهيل أولا في بنيته التحتية ، ودعمه من قبل المنظمات الدولية اذا لا تستطيع الجهات الحكومية دعمه بالوقت الحالي لما تمر به من أزمة حرب ما تزال قائمة بالإضافة لما تعانيه المحافظة من عدم استقرار امني يجعل من قيادة المحافظة غير متواجدة بالفترة الراهنة .
" طيب ما نسبة القدرة التشغيلية لمستشفى الوهط بالوقت الحالي ؟
النسبة التشغيلية هي النصف يعني %50 إذا كان بيقارن بحالته السابقة قبل الحرب وذلك وفقاً لما أشرنا إليه سابقاً .
" أذا ما الاحتياجات الملحة والأولية التي يحتاجها مستشفى الوهط لرفع قدرته التشغيلية ، في وسط مشاهدتنا تكاثف المرضى على المتشفى ؟
نعم مثل ما شاهدتم في توافد للمرضى ، ونحن من جهتنا كإدارة نحاول نقدم ما نستطيع من خدمات بظل ما يعانيه المستشفى من احتياجات إذا توفرت تساعدنا على تقديم خدمات أفضل وبشكل أسرع للمواطنين حيث نحتاج أقامة تجهيز مختبر متكامل لسرقة بعض أجهزته مثل الميكروسكوب ، العمليات والتعقيم وتجهيزها بالمعدات الطبيةحيث أصبح غرفة العمليات مغلقةب سبب النقص بالمعدات ، جهاز تخطيط قلب لأنه تم سرقته ، تجهيز قسم الوضع وتجهيز عيادة الأمومة ومنها استحداث جهاز جديد لقدم الجهاز (جهاز الانتروساود ) الذي يتوفر بالمستشفى ، مبنى للطوارئ مع تجهيزاته ، مولد كهرباء (180كيلو , K . V . A وسيارة إسعاف وغير ذلك باختصار المستشفى يحتاج لصيانة عامة وتأهيل من جديد ، ومع ذلك مستمرين بعملنا الصحية والإنساني بما يتوفر بين أيدينا .
" مثل ما ذكرت يحتاج لتأهيل طيب لم تتلقوا دعم من بعد الحرب من منظمات استطاعت أن تغير شيئا في قدرة ورفع العمل بالمتشفى ؟
نحن من بعد الحرب تلقينا دعم من بعض المنظمات مثل الهيئة الطبية الدولية ، وسيف تشلدرن منظمة رعاية الأطفال فقط والدعم كان عبارة عن توفير بعض المقاعد والسرر وإصلاح بعض الزجاجات التي تحطمت بالمستشفى في الحرب وبعض الأدوية ، ونحن نشكر هذا الدعم لكن ما يحتاجه المستشفى أكبر من ذلك حتى يقوم بمهماته بالشكل المطلوب والمرضي للمواطنين .
" قيادة المحافظة الجديدة برئاسة الدكتور ناصر الخبجي هل كان لكم لقاء معه وعرضتم عليه احتياجات المستشفى وما يعانيه ؟
لقد كان لنا لقاء بل أكثر من لقاء معه ونحن نشكره على لقائنا ورحابة صدره ولقد عرضنا عليه احتياجات المستشفى ، وأبدى استعداده للمساعدة وتقديم ما يمكن تقديمه حيث وجه مكتب الصحة بالمحافظة بدعم مستشفيات المحافظة وكذا مستشفى الوهط ، مثلما تعرفين الوضع معقد ومرور البلاد بأزمة بسبب الحرب الدائرة والكل يعرف ذلك ، في ظل وضع للأسف يحتاج أن يكون الجانب الصحي الحكومي قوياً ومتماسكاً لكي نخفف عن الناس ما يعانون بالوقت الصعب ، من انتشار الأمراض المعدية مثل حمى الضنك والتيفود والاسهالات وغيرها من الأوبئة..والأمراض المزمنة والمستشفى يعني من عدم توفر ابسط المقومات من المعدات والمستلزمات الطبية والعلاجية من أدوية
" كلمة أخيرة تريد أن توجهه كرسالة ؟
بصفتي مدير مستشفى الوهط أتمنى للمستشفى أن يتحسن ويرتفع قدرته التشغيلية ويرضى المواطنين بما نقدمه من خدمات صحية لهم بشكل أفضل وهذا لن يحدث إذا لم نتجاوز العقبات التي أوضحتها في وسط حديثي معكم .
ولدي رسالة أريد أن أوجها إلى الأشقاء بدولة الكويت ممثلة بالأمير" صباح الأحمد " ولشعب الكويت أيضاً إن مستشفى الوهط بمحافظة لحج يستغيث بكم لما يواجه وما آلت إليه وضعه ووضع أقسامه الصحية من جراء الحرب الظالمة بعام 2015م ، مما أدى إلى تضرر المبنى كبنية تحتية ومعدات طبية وأدوية ومستلزمات صحية أخرى .
فيا يحدونا الأمل في نظرتكم الكريمة لمستشفى الوهط الذي يعتبر هدية قدمته الكويت ببنائه للمواطنين في فترة السبعينات فما يحتاجه هو التأهيل المتكامل حتى يعود مثل سابق عهده منذ افتتاحه أول مرة بعام 1978م .
نترككم مع هذه الصور الملتقطة من الزيارة ومن جولة موقع الأمين برس في المستشفى