في انتظار الضربة القاضية

في انتظار الضربة القاضية

قبل 9 سنوات
في انتظار الضربة القاضية

أحمد السلامي

 بوصول الرئيس هادي إلى عدن سالماً معافى ، يكون قد سدد ضربه قوية ثانية للجماعة الانقلابية المتغطرسة التي تسمي نفسها (أنصار الله) وهنا ستبقى الضربة الثالثة القاضية وهي الأخطر والأهم .. لعمري لم اشعر أن الرجل يخطو خطوات متأنية وجريئة إلا عندما استقر في عدن ،  وهذا يعني انه استفاد كثيراً خلال فترة فرض الإقامة الجبرية عليه بمنزله في صنعاء وأعاد ترتيب أموره وحساباته من جديد خلال شهر من الزمن بعيداً عن أي تأثيرات قريبة أو بعيدة !

هو الآن يحرك أحجاره بكل اقتدار وحنكة على رقعة اللعب التي توجد بها الكثير من الأوراق ، وعليه هو تقع مهمة ترتيبها حسب أهميتها واختيار لها الوقت المناسب للفعل .

منذ مجيئ الرئيس هادي إلى عدن ارتبك الحوثيون وأنصارهم واختلطت عليهم كل الأوراق فلجأوا إلى شن حملة إعلامية لا أخلاقية و تخوينيه ، وحاكوا العديد من القصص والأخبار الكاذبة التي يراد منها هز مكانته وتشويه صفحته النضالية المشرفة وسخروا وسائل الإعلام الرسمية في صنعاء لسب و شتم رئيس الدولة والتشهير به ، وكذا تهديد رئيس الوزراء والوزراء الذي رفضوا تسيير الأعمال بتقديمهم للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى ! وربمــا يدل هذا على أن ( أنصار الله) سيشكلون المحاكم الثورية وينصبون المشانق لكل من يقول لهم لا أو يخالفهم الرأي. الآن من المفروض أن الرئيس هادي يقوم بتنفيذ إجراءات منطقية جداً على المستوى الداخلي ! أولها  إجراءات تتعلق بالجيش والأمن لمنع تكرار  سيناريو صنعاء مرة أخرى .

ثانياً دعوة الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار للاجتماع ، فتح مشاورات مكثفة من أجل قيام تحالف وطني عريض لتشكيل محور قوي يمنع تقدم الحوثيين إلى المناطق الوسطى والجنوبية وللبدء بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل على مستوى الأقاليم والمناطق المتاحة ( حتى السنية فقط )  .

إقناع مكونات الحراك الميدانية من خلال قيادتها الواعية والشجاعة  بضرورة المساهمة في تهدئة الأوضاع والانخراط في العملية السياسية من توفير الضمانات الحقيقية التي تطمئنهم ، وعليهم أن يلتقطوا هذه الفرصة ويغيروا من أساليب نضالهم العقيمة التي لم تثمر إلا مزيد من اليأس والتفرقة وتفريخ المكونات هنا وهناك في عملية بعيدة كل البعد عن الفعل الثوري الحقيقي .

في تصوري أنه في حالة فشل كل المحاولات والجهود الدولية والإقليمية لدعم التسوية السياسية وقيام الدولة الاتحادية في اليمن فان تلك الجهود ستتجه إلى دعم الجنوب لتحقيق الدولة المنشودة على أرضه كحل متاح فعلاً ، ولهذا يجب توحيد الصف الجنوبي بدءاً من الرئيس هادي و انتهاءً بحراس خيم ساحة الاعتصام بخور مكسر (حارس البراق ) حتى نكون أقوياء في كل المراحل والمنعطفات ، مستعدون لاستقبال اللحظات الحاسمة واستغلالها الاستغلال الأمثل .

ضربة هادي القادمة ــ وربما تكون القاضية ــ هي نجاحه في تحقيق الاصطفاف الوطني  لأجل تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وبالذات الاستفتاء على الدستور الذي تركزت كل الصراعات حوله !! ليس حرصاً على البلاد والعباد وإعلاء كلمة الحق كما صوروا للناس ولكن من أجل إفشال ورفض المشروع المدني الديمقراطي القادم المتمثل في الدستور ، وكما يقال "كلمة حق يُراد بها باطل" !

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر