حينما تبدو الأحلام اقرب إلى ان تتبدد وتصطدم بطلاسم الإحباط وتتلاشى الآمال قليلاً عند الجنوبيين التواقين إلى استعادة دولتهم ورؤية وطن محرراً ثمة حلاً يمكن من خلاله التشبث بالأمل من اجل استعادة ا
لوطن والعيش في أحضانه على إيقاع الفرح وأنغام الانتصار ولو لحظات قليلة ، وهذا يأتي من خلال مطالعة أخبار الفيس ومنشورات الرفاق والأصدقاء المتتابعة.
هنا أمسكت بقلمي في أطراف أناملي ولم أتردد وشرعت بالكتابة عن بعض المفسبكين وليس الكل (طبعاً) لأن بعضهم لم يتحر الدقة ويبالغ عند نقل خبر وكتابة منشور على صفحات التواصل الاجتماعي ..
مفسبكون سواء كانوا داخل الوطن او ممن شاءت الأقدار ان تجعلهم خارج الديار وبعيداً عن الواقع إذ نشاهدهم في تغطية متواصلة للأحداث بأخبارهم العاجلة التي لا تكاد ان تنتهي وتتحدث عن سقوط معسكرات
برمتها وطرد جنود من داخلها وتدمير عربات ومصفحات وقتل الكثيرين مسبوقاً او متبوعاً بعبارات التكبير( الله اكبر سقط المعسكر ـ المدد يا أبناء الجنوب ) وآخر يخبرنا ان هناك اتصال وردة من مكان
المواجهات حيث تدور الاشتباكات وتحتدم المعارك بأن المقاومة ثابتة في أماكنها .. وكأنه القائد الميداني المحنك الذي يشرف على المعركة من بعيد .. يا إلهي من أين لك هذا التكتيك الذي أربك المعتدين ؟
ومن أين أتيت بهذة الخطط المرسومة التي لقنت الأعداء دروساً في القتال ؟ .
نعم المقاومون والمناضلون على امتداد قرى ومناطق الجنوب هم أبطال صناديد ورجال ميامين فهم لا ينتظرون شهادة من احد .. حملوا حياتهم على اكفهم ورفعوا رايات التحرير وكان لهم شرف الدفاع عن ا
لوطن وقضيته ببسالة رغم إمكانياتهم البسيطة مقارنة مع الجيش اليمني لهذا ينبغي ان نحيي صمودهم الكبير كما نقف إجلالا واحتراماً لتضحياتهم والتضحيات الجسام لشهداء سابقين أيضا قدموا أرواحهم رخيصة وأنفسهم قرابين من اجل الوطن لتتلون الشوارع بالدماء.
خطأ الوحدة واللوعة لفقدان الوطن ومن ثم الشوق والحنين لاستعادته ربما قد دفعت شباب الفيس بوك من أبناء الجنوب إلى التفاعل والحماس ونشر الأخبار التي تقربنا من البعيد وتوصلنا إلى القريب وبالتالي
لم نعد بحاجه إلى جيوش ومقاتلين في جبهات القتال أو جموع في الساحات طالما وأن هناك (فيس بوك) كما إننا أيضا نملك أدوات وأجهزه متطورة تحقق لنا الأهداف.
ليس عيباً يا صديقي نشر الأخبار ولا هو عبث ان تكتب منشورا يتعلق بالجنوب وقضيته ولكن لابد وان يكون التفاعل جادا وطرح الأفكار بموضوعية بعيداً عن التهويل والتضخيم والمبالغة واللعب على الطائر
فهذا قد يؤثر سلباً على الثورة ويخدم المعتدين والمتربصين بالثورة.
يا صديقي ان اللعب على الطائر لا يحقق انتصارا بل يفضي إلى انكسار وانحسار وأن الوهم لا يحقق انجازا ولا يصنع إعجازا ايضاً ، ولا تعتقد انه بمجرد نقل خبر وتطالب فيه بالمدد والعدد سوف يتقاطر
المقاتلون إلى جبهات القتال جماعات وفراداً أو إن كتابة منشور قد ينشر الرعب في صفوف المعتدين ويزرع الخوف في قلوبهم ويزلزل الأرض من تحت أقدامهم ويجعلهم صرعى!!
اذاً تباً لفيس بوك يزرع السعادة التي لم تدوم طويلاً وسرعان ما تضمحل ويصنع نصراً مؤزراً (مزعوم) لم نره إلا في صفحات التواصل الاجتماعي وعن طريق الضغط على ( الكيبورد) او أجهره اللمس
الحديثة التي أضحت تشعل الدنيا شعيلاً.
