التعليم في الوطن العربي بين الواقع المزري والمستقبل المأمول

التعليم في الوطن العربي بين الواقع المزري والمستقبل المأمول

قبل 8 سنوات

  

يعتبر التعليم من الأمور المجمع عليها عالميا بأنه الطريق الوحيد لتطور وتقدم أي امة في عالم اليوم, وبما لا يدع مجالا للشك إن أول خطى التقدم والمضي على طريقها بشكل ايجابي هو السير على خطى التعليم الصحيح, وان التجارب الجديدة لدول شرق اسياء هو دليل واضح بان التعليم كان له الدور الأكبر في تقدم هذه الأمة التي كانت إلى القريب تعاني مما يعاني منه الكثير من شعوب العالم اليوم وبالأخص ما يسمى بدول العالم الثالث التي لم تستطيع رفع مستوى التعليم في بلدانها, هذا ويصبح الفرق واضحا إذا ما أخذنا نماذج الدول المتقدمة والتي تعتبر التعليم من أول اهتماماتها وتضع له الميزانيات التي تجعله متقدما في كل الظروف. 
إن عالم اليوم لديه سباق كبير في تطوير التعليم وان أساس الصراع وجوهره هو في التعليم الذي تكمن فيه سر صناعة المستقبل, وعلى العالم العربي إن يلحق بركب هذا التطور الهائل والسريع في مجالات التعليم الذي يتطور في كل دقيقة تمر من حياتنا, إذا أراد إن يلحق بركب الأمم المتقدمة ويتحرر علميا وثقافيا وأدبيا وفي نهاية المطاف يتحرر اقتصاديا و يتخلص من التبعية ويصبح قراره السياسي مستقلا. إن الحكومات والمؤسسات التعليمية هم المعنيين في إعداد استراتيجيات تطويرية لإخراج التعليم إلى مراحل أكثر تطور وتقدم ويقع على عاتق هذه الحكومات تمكين المختصين في التعليم والإدارة من صلاحيات وإمكانيات أكثر وأوسع. وضع قوانين تربوية صارمة وملزمة للطالب والمدرس وإعادة هيبة ومكانة ووظيفة المدارس في هذه البلدان , رفع مستوى المدرسين وكذلك مستوى المناهج والوسائل التعليمية, إشراك المدرسين في دورات تدريبية وتنشيطية داخلية وخارجية لاستيعاب التطور وتعلم أساليب حديثة في مجال تخصصهم ومن ثم عكس هذه الأساليب على طلابهم, وتعزيز الترابط بين الأسرة والمدرسة ولعب دور تكاملي لإنجاح العملية التعليمية.
إن الركائز الأساسية لإنجاح العملية التعليمية تتمثل في المعلم والطالب والمدرسة وسياسة المناهج التعليمية فإذا أردنا إن نعمل على تطوير العملية التعليمة فلابد من الاهتمام بكل هذه الركائز بشكل تكاملي.
هذا وتذكر بعض التقارير إن تدني جودة التعليم في وطننا العربي وضعف أداء المدرس في المقام الأول وضعف مستوى عدد كبير من المدرسين في جميع مراحل التعليم( الابتدائي, الأساسي والثانوي)، إذ إن أصحاب النسب الضعيفة والمستويات المتدنية من حملة الثانوية العامة، هم الذين يلتحفون بكليات التربية وغيرها من كليات ومعاهد إعداد المعلمين, وجميعنا يعلم إن طريقة التعليم في هذه الكليات تعتمد على التعليم التلقيني النمطي والذي لا يعتمد على التعليم التفكيري الإبداعي الذي يساعد الطالب والمدرس على البحث والتفكير أكثر عن مزيد من المعلومات وكلا في مجال تخصصه ,وعدم إخضاع المدرسين لاختبارات عالية ومتكررة للتأكد من مستواهم التعليمي والمهني قبل السماح لهم بمزاولة مهنة التدريس.
بالإضافة إلى ضعف مستوى وقدرات الطالب وعدم بنائها وتنميتها من مراحل الدراسة الأولى وعدم إدخال وسائل حديثة لتساعد الطالب على الفهم والاستيعاب بشكل أفضل وأسرع. وركز التعليم في الوطن العربي على تعلم القراءة والكتابة ودراسة الحساب والتاريخ والثقافة القديمة التي لا تمت إلى الحاضر بأي صلة ويتم إهمال جوانب أكثر أهمية كبناء قدرات ومهارات تحاكي إمكانات ومهارات اليوم والغد والمساعدة على ربط ما يتم تعلمه بالواقع الملموس للطالب وتوظيف المهارات والمعارف التي يتلقاها كنظام متناسق مرتبط مع بعضه البعض, وكذلك عدم توفر البيئة المدرسية والتعليمية المناسبة في كثير من بلدان وطننا العربي بحيث إن اغلب المدارس لا تحتوي على الفصول الدراسية الكافية والمريحة للطلاب بحيث يتم حشر العشرات من الطلاب في فصول دراسية ضيقة ولا يستطيع المدرس من متابعتهم وتقييم أدائهم وفي أحيانا عديدة لا يستطيع الطلاب الحصول على نسب المشاركة في الأنشطة الصفية , والمتطلبات والاحتياجات الأساسية التي تساعد على إنجاح العملية التعليمية كالمباني التعليمية أو التجهيزات الفصلية والمخبرية ومعامل الحاسبات الآلية وغيرها من الأشياء الضرورية لرفع مستوى التعليم.

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر