المبعوث الأممي يؤكد مشاركة المجلس الانتقالي في المحادثات القادمة كطرف رئيسي

المبعوث الأممي يؤكد مشاركة المجلس الانتقالي في المحادثات القادمة كطرف رئيسي

قبل 6 سنوات
المبعوث الأممي يؤكد مشاركة المجلس الانتقالي في المحادثات القادمة كطرف رئيسي
الأمين برس/العرب اللندنية

جنح قادة المجلس الانتقالي المطالبون باستعادة دولة جنوب اليمن المستقّلة، إلى التهدئة بشكل واضح، بعد أن كانوا قد أعلوا السقف مؤخّرا حدّ التلويح بما يشبه التمرّد الشعبي للسيطرة على المحافظات الجنوبية الواقعة ضمن سلطة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، والتي يتّهمها المجلس بالفشل في إدارة شؤون تلك المحافظات وجرّ سكانها إلى أزمات معيشية خانقة.


وأعلنت هيئة رئاسة المجلس عن إلغاء الفعالية الشعبية الكبيرة التي كان من المقرّر تنظيمها الأحد في عدن إحياء للذكرى الخامسة والخمسين لثورة الجنوب ضد الوجود البريطاني، وكان يُنتظر أن تبلغ الفعالية مدى غير مسبوق وأن تعبّر عن “رغبة شعبية نهائية في الانفصال”، وفق تعليق أحد الإعلاميين المحلّيين.


وبعد البيان النّاري الذي كان أصدره المجلس الانتقالي الجنوبي في 3 أكتوبر الجاري، ودعا فيه إلى انتفاضة سلمية ضد الحكومة اليمنية، والسيطرة على المؤسسات الإيرادية وطرد مسؤوليها، لم يلحظ المراقبون أي تحرّك جدّي صوب تنفيذ ما دعا إليه.


وأكّدت مصادر يمنية مطّلعة أن جنوح المجلس إلى التهدئة، جاء بناء على تفاهمات سياسية مع عدد من الأطراف المعنية بالشأن اليمني، على رأسها الأمم المتحدة ممثلة بمبعوثها الخاص مارتن غريفيث.


وتقوم التفاهمات بحسب ذات المصادر على منح المجلس دورا ثابتا في الترتيبات المستقبلية الجاري إعدادها لليمن بدءا من مشاركته كطرف رئيسي في محادثات السلام التي يعمل مارتن غريفيث على عقدها في لندن بعد فشله في عقد جولة بجنيف مطلع سبتمبر الماضي بعد أن تغيب الحوثيون عن حضور المحادثات.


وتشرح المصادر أن تهدئة الانتقالي ليست نهائية ولا تعني تسليمه بسلطة حكومة هادي على محافظات الجنوب، بقدر ما تعني مهادنتها، على أساس أن تكون مناقشة استعادة الدولة الجنوبية، ضمن ترتيبات مستقبل اليمن.


وتضيف أنّ حدود “الهدنة” هي التقدّم في عملية تحرير باقي المناطق اليمنية التي تشارك فيها قوات جنوبية، وعدم إرباك العملية خصوصا في مرحلتها الحساسة، مرحلة استعادة محافظة الحديدة الاستراتيجية.


وخلال جولته الأخيرة في المنطقة بهدف التحضير لجولة محادثات جديدة، التقى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، الخميس الماضي في العاصمة الإماراتية أبوظبي، برئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي.


ورأت مصادر يمنية في اللقاء ملامح توجهّ لدى غريفيث لترسيم دور للمجلس المذكور في أي محادثات جديدة للسلام يتمّ خلالها وضع ترتيبات لمستقبل اليمن في مرحلة ما بعد الحرب.


وقال مراقبون إنّ المجلس بات يفاوض على دور له، يكون معزّزا بورقة قوّة كبيرة تتمثّل في الغضب الشعبي من حكومة منصور هادي، والذي تجلّى في المظاهرات العارمة احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية بالغة السوء التي بلغتها المناطق التي تديرها حكومة هادي رغم ما تتلقاه من مساعدات من الدولتين الرئيسيتين في التحالف العربي، السعودية والإمارات.


وكشفت مصادر سياسية مطلعة عن فحوى اللقاء الذي جمع غريفيث بعيدروس الزبيدي، بأنه تمحور حول الوضع الاقتصادي والمعيشي المتدهور في اليمن ومحاولة المبعوث إقناع قيادات المجلس الانتقالي بعدم التصعيد خلال المرحلة المقبلة.


ولا يكفي جنوح المجلس الانتقالي للتهدئة التي يتوقّع أن تكون ظرفية، لطمأنة الحكومة اليمنية التي تظل في تناقض مع توجهات المجلس، إذ أنّ شرعيتها قائمة على اعتبارها “حكومة اتحادية” تشمل سلطاتها مختلف مناطق البلاد، بينما الفكرة الأساسية للمجلس تظلّ قائمة على استعادة دولة الجنوب، التي لا يتردّد البعض في القول إنها قادمة لا محالة لاستحالة عودة اليمن إلى شكله القديم بعدما جرى فيه من أحداث عاصفة أضعفت روابطه الداخلية إلى حدّ بعيد.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر