تواصل دولة الامارات جهودها الإنسانية العاجلة لإغاثة المتضررين في المحافظات اليمنية المحررة، والإسهام في القضاء على حالات سوء التغذية التي ظهرت في عدد من المحافظات المحررة نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلد.
وبالتزامن مع مناسبة يوم الغذاء العالمي خصّصت هيئة الهلال الأحمر أسبوعا استثنائيا لمضاعفة جهود طواقمها في المحافظات المحررة كافة، بهدف الوصول إلى أكبر كم من المواطنين اليمنيين، والمساهمة في القضاء على حالات سوء التغذية التي ظهرت في منطقة الأزارق بمحافظة الضالع ومناطق الساحل الغربي.
وواصلت الهيئة دعم منطقة الأزارق وواصلت حملتها الإغاثية تحت عنوان «الأزارق في عيون الإمارات»، وأرسلت قافلة إغاثة كبرى تتكون من 1500 سلة غذائية و5 أطنان من المكملات الغذائية للأطفال لمعالجة حالات سوء التغذية، بالإضافة إلى مبالغ مالية وزعت على الأطفال الأكثر تضرراً.
وفي لوحة شبابية رائعة امتزج فيها جمال وصعوبة الطبيعة، مع خير الإمارات وهلالها، وزعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي 1500 سلة غذائية إضافة إلى السلع الأساسية على الأسر اليمنية غير القادرة وتلك الأشد احتياجا في المناطق الريفية غرب مدينة تعز استفاد منها 10500 مواطن يمني معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن. وجرى توزيع السلال الغذائية على أكثر المناطق تضررًا جراء حصار ميليشيا الحوثي الموالية لإيران وشملت «المحصاب والصرم والحاضر والمحور والحبيل ونجد قرانه والنخيب».
لوحة بشرية:
ورسم أكثر من 400 شاب وفتاة من المتطوعين اليمنيين لوحة بشرية فريدة لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي حملت عددًا من الرسائل باللغتين العربية والإنجليزية، تعبيرا عن شكرهم وتقديرهم لجهود «الهيئة» الإنسانية على الساحة اليمنية خاصة محافظة تعز وذلك بالتزامن مع يوم الغذاء العالمي الذي يصادف 16 أكتوبر من كل عام.
وحمل الشباب المشاركون سلالًا غذائية على طول جبال المحصاب الواقعة غرب مدينة تعز وصولًا إلى المناطق المستهدفة من خلال سلسلة بشرية إنسانية تعد الأطول في تاريخ اليمن، في إشارة واضحة إلى حصار ميليشيا الحوثي الجائر الذي تعاني منه مدينة تعز وريفها منذ سنوات في إطار ممارساتها الإجرامية وإجراءاتها اللاإنسانية تجاه أبناء تعز خصوصًا والشعب اليمني عمومًا.
وقال إبراهيم الجبري ممثل السلطة المحلية في تعز إن رسم شباب اليمن لوحة بشرية تمثل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي يأتي تقديرًا وعرفانًا للدور الإنساني الكبير الذي تقوم به «الهيئة» لإغاثة أبناء محافظة تعز الذين يعانون نتيجة الحصار الجائر الذي فرضته ميليشيا الحوثي الانقلابية على المواطنين اليمنيين مع استمرار قصف أحيائهم السكنية واستهدافهم بالقنص.
ورفع الشباب شعار القضاء على الجوع تزامنا مع يوم الغذاء العالمي الذي يصادف 16 أكتوبر من كل عام، ووجهوا رسائل شكر وتقدير وعرفان للهلال الأحمر الإماراتي باللغة العربية والإنجليزية مؤكدين أنهم لن ينسوا مواقفه ودعمه.
محافظة لحج:
كما أرسلت الهيئة وعبر مندوبيها آلاف السلال الغذائية إلى المحتاجين في مدينة حبيل جبر بمحافظة لحج، ومديرية الوضيع محافظة إبين، وتستعد لتنفيذ أكبر حملة إغاثة تستهدف النازحين من أبناء المحافظات التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي ومتواجدين في محافظتي عدن ولحج.
وأكد وكيل أول محافظة الضالع نبيل العفيف أن توزيع السلال والمكملات الغذائية والتي شملت 1500 أسرة، وكذا توزيع 5 أطنان مكملات غذائية للأطفال بالإضافة إلى استهداف 36 طفلًا ممن يعانون سوء تغذية بسلة غذائية ومبالغ نقدية خاصة، تأتي في إطار جهود هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وذلك تلبية للاستجابة الطارئة لإغاثة الأسر الفقيرة بالمديرية.
وعبّر عن شكره وتقديره لدولة الإمارات لما تقوم به من عمل مباشر تجاه الفقراء والمحتاجين بهدف تحسين ظروف حياتهم والتخفيف من وطأة المعاناة التي تعصف بهم نتيجة ما تواجهه البلاد من تحديات كبيرة، متمنياً أن يختتم عام زايد 2018 وبلادنا قد تجاوزت الكثير من الصعوبات وذلك بتعاون الأشقاء في دولة الإمارات العربية التي قدمت وتقدم العطاء اللامحدود للشعب اليمني.
وثمّن مدير عام مديرية الأزارق فضل محمد سعيد عاليًا الجهود المتواصلة لفريق هيئة الهلال الأحمر ووصوله لمديرية الأزارق لإيصال المساعدات التي تسهم في مواجهة المجاعة التي كانت تعصف بالآلاف من أبناء المديرية. وأعرب أبناء الأزارق الذين استفادوا من تلك المساعدات عن شكرهم لدولة الإمارات على دعمها المتواصل للشعب اليمني عامة ومديرية الأزارق خاصة، مثمنين في الوقت نفسه جهود هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في إيصال المساعدات الإغاثية إلى المناطق النائية والتي تسهم في تخفيف معاناتهم جراء الظروف الصعبة التي يواجهونها.
استجابة مستمرة:
بدوره قال الناشط الإعلامي في هيئة الهلال الأحمر محمد مساعد إن الأسبوع الاستثنائي التي تنفذه الهيئة بمناسبة يوم الغذاء العالمي يأتي ضمن الاستجابة المستمرة لدولة الإمارات لتقديم الدعم والمساندة للشعب اليمني، ولا سيما الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. وأضاف إن الهيئة كثفت عملها نتيجة الحالة الصعبة التي بات يعانيها المواطن اليمني بسبب الحرب العبثية التي تشنها ميليشيا الحوثي عليهم وانهيار الاقتصاد وتأثير ذلك على الأسر الفقيرة، لذلك سارعت الهيئة إلى تكثيف نشاطها لمساعدة المتضررين في كل المحافظات وهذا ما دأبت عليه منذ تحرير العاصمة المؤقتة عدن في يوليو 2015.