بعدما شهد اليمن خلال تسعينات القرن الماضي نوعا من الانفتاح السياسي ما زال الكثير من الجدل يدور حول نشأة جماعة الشباب المؤمن الحوثية وخاصة حول ارتباطها بزيارات أسرة بدرالدين الحوثي لإيران أو كيفية تمكن حسين الحوقسي من جر أنصارها إلى مربع أكثر عنفا وتطرفا ومذهبية أعلن ولاءه لإيران، حول كل هذه النقاط كان لـ”العرب” حديث مع محمّد عزان مؤسس جماعة الشباب المؤمن الذي أعاد سرد تفاصيل تشكيل الجماعة وعلاقاتها الراهنة بجماعة الحوثي المتمردة وخاصة حول ما يشاع عن دعم الرئيس السابق علي عبدالله صالح للحركة خلال نشأتها.
القاهرة - في مطلع التسعينات شهدت اليمن انفتاحا سياسيا واتسعت مساحة التعدد الثقافي والحزبي، الأمر الذي شجع مجموعة من الشباب في محافظة صعدة أقصى شمال اليمن على تأسيس تشكيل سياسي حمل اسم جماعة الشباب المؤمن التي حفزت بدورها العديد من الطامحين للبروز مجددا إلى سطح الأحداث.
وكان الباحث الإسلامي محمد عزان في طليعة من عملوا على تبني وجهات نظر أكثر جرأة من داخل المذهب الزيدي، لكن محاولاتهم لخلق حالة حراك ثقافي سرعان ما اصطدمت بأجندات أشد عنفا وتطرفا تخفي وراءها طموحات سياسية وارتباطات خارجية، تزعمها حسين الحوثي الذي اختطف قسما كبيرا من الناشطين في جماعة الشباب المؤمن الذين تحولوا لاحقا إلى جماعة مسلحة تقاتل الدولة اليمنية بدءا من العام 2004.
يدور الكثير من الجدل عن البدايات الحقيقية لنشوء الجماعة الحوثية وهل كانت مرتبطة بزيارات أسرة بدرالدين الحوثي لإيران أم أن البداية كانت منذ تأسيس جماعة الشباب المؤمن، حول ذلك وعن جذور نشأة الفكرة الحوثية، يقول محمد عزان مؤسس الشباب المؤمن لـ”العرب”، “في ثمانينات القرن الماضي شهدت صعدة أنشطة دعوية دينية متنافسة خصوصا بعد ظهور التيارات الدينية التي لم تكن معروفة في المنطقة كالسلفية والإخوان”.
ويضيف “في مطلع التسعينات حلت الوحدة اليمنية ومعها أتيحت للناس مساحة أوسع من حرية الحركة فأنشأت مجموعة ما يعرف بمنتدى الشباب المؤمن كحركة ثقافية تربوية تهتم بالشباب وتسعى لتقديم رؤية معاصرة للموروث الديني بشكل عام والمذهب الزيدي بشكل خاص، وكل ذلك كان بجهود مجموعة من الشباب وكنت أحدهم ولم يكن للوالد بدرالدين ولا لابنه حسين علاقة بالمشروع وكان كل ذلك قبل ذهابهما إلى إيران”.
وتابع عزان “في عام 1991 أقمنا دورة صيفية لعدد محدود من الملتحقين، تبعتها في الأعوام التّالية دورة صيفيّة ثانية فاقتها من ناحية الإعداد والتجهيز وعدد الملتحقين، ثم توالت الدورات الصيفية، وكان كلّ عام يشهد تطوّرا ملحوظا عن الذي سبقه، حيث ترتب عن ازدياد حجم الملتحقين عن طاقة الاستيعاب فتح فروع في عدد من مناطق محافظة صعدة كمرحلة أولى، ثم المحافظات المجاورة كمرحلة تالية.
ونجح “الشّباب المؤمن” وفق عزان في فرض وجوده كتيّار ثقافي توعوي، لكنهم في المقابل أثاروا مخاوف بعض رموز الوسط الزيدي مِن أن يحلوا بديلا عنهم، ومن يومها قُوْبِل حضور الشباب المؤمن في السّاحة الدينية، في صعدة، بحساسية وتَوَجّس من قِبَل فريق من رجالات هِجَر العلم، وحلقات الدروس التقليدية أو بعبارة أدق: استشعرت منذ ذلك الحين بعضُ البيوتات ذات الاشتغال بالمعرفة الدينية التقليدية في صعدة، والتطلّع إلى الريادة فيها، أن مركزها الديني والاجتماعي مهدد. ويؤكد عزان أن بعض رموز السّاحة الدّينية الزّيدية في صعدة، دخلوا منتصف تسعينات القرن الماضي في صراع مُعلن مع تيّار الشّباب المؤمن، واتهموا رموزه بمخالفة أهل البيت والخروج عن المذهب الزيدي، وجرّ خصومُ التّيار مجدالدين المؤيدي (توفي2007) إلى مربّعهم، ما جعل الشّباب المؤمن يعانون كثيرا من هجمة الأوساط التّقليدية عليهم، والتي خفَّف قليلا من حدّتها وقوف بدرالدين الحوثي إلى جانبهم، لكن لم تكد تمر سنوات حتى اتّخذ بدرالدين الحوثي، هو الآخر، موقفا مناوئا للشباب المؤمن لتلك الأسباب والتّهم نفسها، يُشاركه في ذلك أبناؤه وعلى رأسهم نجله الأكبر حسين.
وأكد عزان أنه على كل من يريد أن يتعرف على حركة الشباب المؤمن أن يراجع أدبيات الحركة في حينها من كتب وأشرطة مسجلة بالصوت والصورة ونشرات وخطابات، على أن تستحضروا الظروف الصعبة والدقيقة التي كانت تمر بها البلاد آذاك من صراع ومشادات مذهبية وسياسية”.
كشف مؤسس جماعة الشباب المؤمن عن الفترة التي شهدت بروز دور حسين الحوثي وهي الفترة التي بدأ يتبلور فيها المشروع الحوثي وترتسم ملامحه، بقوله “منذ 2001 تفرّغ حسين الحوثي للحديث مع أنصاره في الشّأن الفكري السّياسي، ومزج فيه بين الجانب العقائدي والجانب السياسي، ليَخلُص إلى أنّه لا بد من البحث عن مُنقذ”.
ويضيف أن الحوثي تدرج في توصيف المُنقذ، فبعد أن كان في الماضي هو النبي الكريم، ثم الإمام علي بن أبي طالب، صار الدور بعدهما على أهل البيت، ثم انتقى منهم أشخاصا معيّنين ليجعل منهم نموذجا لمن يجب التّمسك بهم والمضي على منهجهم، وأخيرا تحدث عن الوضع الراهن وما يشهده من تمزق واختلاف وضعف لأهل الحق، وأنه لا بد من إصلاح الوضع حسب الطريقة التي يراها، وبهذا شكّل خارطة الطريق لما يريد القيام به، ما دفع بالعديد من المراقبين إلى النّظر إليه من زاوية الفعل السياسي لا الثّقافي البحت.
ويشير عزان إلى أن تشديد الحوثي على ولاية أهل البيت، وربطه ضلال الأمة بانصرافها عنهم، وتولّيها لغيرهم ابتداء من أبي بكر وعمر بن الخطاب إلى اليوم، جعل البعض يعتبر أنّ الحركة الحوثية مجرد حلقة في سلسلة تحركات تهدف إلى إعادة حكم الإمامة إلى اليمن، أو استنساخ النموذج الإيراني، أو نموذج حزب الله اللبناني.
وأضاف “قبل أن يصل الخلاف بين الشّباب المؤمن من جهة وبدرالدين الحوثي وأبنائه من جهة ثانية، إلى ذروته أخذ حسين بدرالدين بحكم قربه من الهيئة الإدارية لمنتدى الشباب المؤمن يتدخل في نشاط المنتدى”.
ولم يأت عام 2002 إلا وقد عطّل نشاط أحد المراكز الصيفية وهو المركز الواقع في منطقة مرَّان محل سكناه، وألغى مناهجهم التي كانت تُدرَّس فيه، مكتفيا بخطابات ومحاضرات مُرتَجَلة كان يلقيها على مرتاديه.
كما أكد عزان أن حسين الحوثي أمر مؤيديه بترديد شعار “الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام” في التّجمعات ثم في المساجد، وشجعهم على كتابتها على الجدران وفي الطرقات. كما عمل على استقطاب الشباب وإقناعهم بفكرة القائد القدوة والأتباع المطيعين، وفق رؤية خاصّة به تحدّث عنها مطولا في مجالسه.
وبهذا استغل الحوثي وفق عزان مساحة الانتشار التي كان الشباب المؤمن قد هيأها بالفكر والثّقافة، فركب موجتها ووجه مسار أنصارها نحو مشروع آخر، ولم يكن لينجح في ذلك لولا أن الدّولة ساعدته على ذلك بسوء إدارتها للأزمة، ابتداء من عسكرتها، ومرورا بوضعها الشباب المؤمن جميعا في دائرة الاستهداف وملاحقتهم، وتعاملت بعض الجهات الأمنية مع المشكلة بنَفَس مذهبي وقَبَلي عنصري، ما استرجع جميع صراعات الماضي واستنفر المختلفين وخلق اصطفافات ذات وجوه مختلفة، ولم يجد الشباب الزيدي -بمن فيهم الشباب المؤمن- بدّا من الاندفاع مع التيار، دفاعا عن وجودهم.
سألت “العرب” عزان الذي واكب تأسيس الجماعة الحوثية عن العلاقة التي كانت تربط الدولة اليمنية بالحوثيين في تلك الفترة المبكرة، وهل كان الرئيس السابق علي عبدالله صالح كما يقول بعض معارضيه هو من يقف خلف تأسيس الجماعة بغرض استخدامها كأداة في مواجهة التيارات الإسلامية الأخرى.
وأجاب عزان “هذا من التكهن السياسي المغرض الذي يربط الأحداث -بعد وقوعها- بأسباب يفترضها هو ثم يتعامل معها على أنها حقائق، ثم يبني عليها موقفا! والحقيقة أننا لم نتعرف على الرئيس صالح إلا عام 1997 حينما استدعانا بسبب ما أثير من دعايات ضدنا في صعدة، خصوصا من التيارات الدينية المنافسة.
وأضاف “نعم.. طلب أحدنا من الرئيس صالح أن يدعمنا، لكنه أجاب بأنه رئيس كل اليمنيين ولا يمكنه أن يقف إلى جانب تيار بعينه، ولكنه قال “الساحة أمامكم وبإمكانكم أن تثبتوا وجودكم”.
وكشف أن صالح اعتمد لهم في يومها أربعمئة ألف ريال يمني شهريا، قائلا “كانت بالنسبة إلينا ذات قيمة معنوية أكثر منها مادية، لأن جماهيرنا في كل مكان أدركوا أننا لا نعمل بعيدا عن أعين الدولة”.
وأكد أنه حين ظهرت حركة الحوثي عام 2001 “كان الرئيس صالح يعرف أن الشباب المؤمن غير حركة الحوثي وكان يعرف أن بيننا وبين الحوثي خلافا حقيقيا، لكن إعلام منافسينا استطاع أن يلبس الشباب المؤمن قضية الحوثي لضربنا بعصا الدولة ويتخلص منا ضمن الحركة الحوثية”.
وأوضح “هذا لم يكن خطأ استراتيجيا فقط، بل حماقة مشهودة لا يزال البعض يرتكبها إلى اليوم، وهي السرّ وراء انضمام الكثير من الشباب المؤمن إلى صفوف الحوثي بعد أن ثبت لهم عمليا أنهم مستهدفون لمجرد أنهم يشاركون الحوثي في الجغرافيا والخلفية الدينية”.
يعتبر محمد عزان أن علاقة الحوثيين بإيران والمنظومة الفكرية الإيرانية لا تزال محصورة في الجانب السياسي، لكنه يؤكد أن الحوثيين ينتمون إلى نسخة توصف عادة بأنها الأكثر تعصبا في المذهب الزيدي.
و يقول عزان “الحركة الحوثية حركة سياسية ذات خلفية دينية تنتمي إلى المذهب الزيدي خصوصا التيار الجارودي منه، وليست لها صلة دينية بالمذهب الاثني عشري، وعلاقتها بإيران والمذهب الاثني عشري هي علاقة سياسية، وفي ظل العلاقات السياسية بين الدول والجماعات يتم تجاوز الخلافات المذهبية والسكوت عنها”.
وأضاف “الحركة الحوثية -كأي حركة سياسية قائمة على أساس ديني- تستنفر العواطف الدينية والمذهبية والعشائرية والمناطقية للاصطفاف إلى جانبها، بل إنها تستدعي ما تراه مظلوميات تاريخية لتبدو أمام أنصارها امتدادا لخط المستضعفين من أهل البيت السابقين. حتى أن الإيرانيين أنفسهم -وخصوصا المؤسسة الدينية الاثني عشرية- لم يقبلوا على الحركة الحوثية إلا حينما ظل خصومها يؤكدون للداخل والخارج أنها جزء من المذهب الاثني عشري الذي تتبناه إيران وتناضل في سبيل تخليده”.
ويقلل عزان في حديثه لـ“العرب” من أهمية الخلاف الذي يشاع عن دوره في صفوف الجماعة الحوثية، نافيا وجود نقاشات فكرية تدور حول خروج الجماعة عن إجماع المذهب الزيدي، معتبرا أن هامش الخلافات لا يزال ضيقا داخل الحركة بالنظر إلى انهماكها في الحرب.
ويضيف “الجماعة تعيش حالة حرب ولا متسع للنقاش والجدل لديها في مثل هذه الأمور، على الرغم من وجود اختلافات في وجهات النظر خصوصا مع الشخصيات الدينية والسياسية المعتبرة وليس مع الأتباع الذين يحرص الحوثيون على أن يكونوا هم الأكثرية وأصحاب السطوة، لسهولة انقيادهم وتأثرهم بالدجل الديني والتدجين الإعلامي، وهذا ما كان يركز عليه حسين الحوثي وهو أحد أسباب الخلاف بيننا وبينه”.
أكد أن الرهان على اختلافهم وهم في حالة حرب رهان خاسر، لأن التيارات القائمة على أسس دينية متعصبة تسقط بشكل تلقائي كل خلاف بينها حتى لا تكون لقمة سائغة للآخرين، لا سيما وأن خصوم الحوثيين لا يفرقون بين حوثي وحوثي ولا بين حوثي وهاشمي ولا بين هاشمي وزيدي ولا بين زيدي وصعدي ولا بين صعدي جمهوري وإمامي! فما دام الآخرون قد وضعوهم في سلة واحدة فلم لا يكونوا كذلك إلى حين يزول الخطر عن الجميع”.
وعن خلفيات الصراع بين الجماعة الحوثية وتيار محمد عبدالعظيم الحوثي الذي تحول إلى صدام مسلح في بعض الأحيان، ينفي عزان وجود خلاف جوهري بين التيارين، قائلا “الخلاف بين الطرفين مبالغ فيه فهم ليسوا مختلفين لا في مسألة دينية مذهبية ولا في نهج سياسي، وإنما يتنافسون على الوجاهة في بعض القرى الصغيرة في صعدة، ومحمد عبدالعظيم مجرد ظاهرة صوتية يحميه من بطشهم كونه يلبس عمامة وهو معدود عند بعض العامة من علماء الدين”.
ينفي محمد عزان لـ”العرب” أن يكون موقفه الذي تصاعد مؤخرا في اتجاه انتقاد الحوثيين وزعيمهم جديدا، مؤكدا أن هذا كان موقفه المبدئي منذ الوهلة الأولى لنشوء الجماعة، قائلا “موقفي منذ أن ظهرت الحركة الحوثية عام 2001 لم يتغير وجميع من يعرفني يعرف أنني كنت من أول المناوئين للحركة وكتبت ضد الأفكار التي تبناها حسين الحوثي عدة بحوث وكتب، من قبل عام 2000 ومن يعرف الأوضاع في صعدة يعرف أن معظم ملازم حسين الحوثي كانت ردا علي أنا وزملائي في الشباب المؤمن، وظل موقفي هو نفسه حين اعتقلت عام 2004 بتهمة أنني أحد مؤسسي الحركة”.
وأضاف “لا تزال مقابلاتي في الصحف وعلى القنوات موجودة على النت وفي أرشيف بعض القنوات منذ 2005 إلى اليوم. ما تغير ربما يكون في التركيز والتسمية ودقة التوصيف حينما لم يعد ينفع معهم التعميم والتلميح، وخصوصا حينما تحولوا من مدافعين إلى مهاجمين وظهر من سلوكهم العدواني والهمجي ضد مخالفيهم ما لم نكن نتوقع”.
وردا على سؤال حول إمكانية إصلاح الضرر الذي ألحقه الحوثيون بحالة التجانس والتعايش الثقافي في اليمن من خلال العودة مجددا إلى المذهب الزيدي، أجاب عزان “لا شك أن لكل جماعة سياسية أثرا سلبيا أو إيجابيا على الخلفية الفكرية والدينية التي تنتمي إليها، ونلاحظ أن المذهب الزيدي كفكر وتراث مألوف في اليمن قد وضُع بسبب الحركة الحوثية في دائرة التجاذبات السياسية، مما دفع فُرقاء الحوثيين إلى اتخاذ موقف سلبي من المذهب الزيدي، وهذه جناية ندعو الحوثيين وخصومهم دائما إلى إبعاد المذاهب والتراث الديني عن أعمالهم الدعائية ومنافستهم السياسية”.
وأضاف “أعتقد أن الشرخ الاجتماعي والمذهبي الذي أحدثه الحوثيون ووسعوه بمعاونة بعض خصومهم قد أصاب البلاد في مقتل، وأن مداوته ستتطلب وقتا طويلا وجهودا استثنائية في أوضاع مطلقة الاستقرار، وهذا مما لا نرى أنه سيتوفر في وقت قريب”.
يؤكد الباحث المتعمق في المذهب الزيدي وأحد المنتمين إلى محافظة صعدة التي توصف بأنها معقل الحوثيين، بأن الطقوس التي يمارسها الحوثيون اليوم في بعض المناسبات مثل إحياء ذكرى عاشوراء وغير ذلك من المناسبات دخيلة على المذهب الزيدي في اليمن رافضا فكرة أن تكون تعبيرا عن تحول كبير في العقيدة الزيدية، وحول ذلك يضيف عزان “هذه طقوس سياسية في قوالب دينية كانت ولا تزال تستخدم لتهييج العاطفة الدينية لدى الجماهير خصوصا في مجتمعاتنا العربية التي تهيمن عليها المشاعر الدينية، حتى أنهم لها يثورون ولأجلها يقاتلون. أما الزيدية كمذهب ديني فإنها لا تعرف هذه الطقوس وهي دخيلة عليها”.
وعن رؤيته لمستقبل ومآلات الجماعة الحوثية في ظل التحولات المتسارعة في المشهد اليمني والإقليمي، يقول الباحث الإسلامي محمد عزان في ختام حديثه للعرب “أعتقد أن الجماعة ستظل موجودة وستحافظ على ما سيصفى لها من كيان، يقوم على استنفار أتباعه ضد العدو الوهم، وستتمدد وتنكمش بمقدار نجاح وفشل التيارات المناوئة لها. ولا أقصد بالنجاح هنا الانتصار العسكري أو التمكن من رفع مستوى العداوة، ولكن من حيث تقديم البدائل القابلة للحياة والقادرة على اختراق البيئة الفكرية والاجتماعية التي يحاول الحوثيون أن يجعلوها حصونا لحركتهم”.