الأمر المستغرب في التقارب الجنوبي!!

الأمر المستغرب في التقارب الجنوبي!!

قبل 5 سنوات

أمر معروف وجلي ولا يحتاج إلى فراسة أن يسَخِّر أعداء الجنوب من قوى النفوذ الشمالية بمختلف مشاربهم السياسية والحزبية كل أشكال ووسائل حملاتهم الإعلامية لإفساد وتعطيل أي تقارب أو تواصل بين الرئيس عبدربه منصور هادي وبين المجلس الانتقالي الجنوبي، لإدراكهم بخطورة مثل ذلك التقارب على مشاريعهم المعادية لإرادة شعبنا وحقه في حريته واستقلاله، ولذلك يحرصون على تنافرهما ويعملون بكل ما أوتوا من قوة وإمكانيات لخلخلة وشق وحدة الصف الجنوبي التي أرعبتهم، وحققت النصر على الأرض بدعم التحالف العربي وتحت شرعية الرئيس هادي..وهذا أمر غير مستغرب..


لكن وجه الغرابة أن ينساق بعض الجنوبيين بوعي أو بدون وعي إلى هذه الجوقة التي تقف على الضد من قضية شعبنا ومن روح التصالح والتسامح. مع أن الأحرى والأجدر بهم تفويت مثل هذه الأمور والسعي للتقريب بين الرئيس هادي وبين المجلس الانتقالي في هذا الظرف الدقيق فهم قبل كل شيء جنوبيون وأقرب لبعضهما البعض من العدو الذي نواجهه جميعاً، أكان الحوثي أو قوى الهيمنة الزيدية المتدثرة بالشرعية ومن دار في فلكهم وأجندتهم.

ولذلك نبارك الخطوات الأخيرة التي تسير في اتجاه التقارب والتفاهم بين السلطة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وهو أمر مرحب به، ويجب مواصلته ليفضي إلى نتائج إيجابية، فمن واجب سلطة الرئيس الشرعي التي وصلت إلى تفاهمات وعقدت مشاورات ومفاوضات مع من يقاتلها في الجبهات من مليشيات الحوثي وحلفائهم بالأمس من أتباع عفاش، أن تتفاهم وتتقارب وتتشاور مع من الجنوبيين ممن أسهموا في صناعة الانتصار وحققوا لها الانتصار وتحت مظلتها..وبدعم الأشقاء في التحالف العربي، وما زالت معركتنا المشتركة لم تنه بعد مع مليشيات الحوثيين ومن لف لفهم.


إن من واجب كل جنوبي أن يبارك ويحيي أية خطوات تقارب بين المجلس الانتقالي الجنوبي سواء مع الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي أو مع الجنوبيين في السلطة الشرعية أو مع الشخصيات والكيانات الجنوبية ويسعى إلى تشجعيها والإشادة فيها، بما يخدم أهداف شعبنا الجنوبي التي ناضل من أجلها وقدم في سبيلها تضحيات جسام من دماء الشهداء الأبرار وآلام الجرحى منذ بداية ثورته السلمية 2007م وحتى دحر الغزاة الحوثيين عام 2015م، فالجنوب لكل أبنائه ولكل أطيافه مهما اختلفت الآراء، ولنتعظ من الدروس والعبر التي فرقتنا شذر مذر وأوصلتنا إلى ما نحن فيه من مآلات الخطر المحدقة.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر